معالي مدير عام معهد الإدارة العامة الدكتور بندر بن أسعد السجان لمجلة "التنمية الإدارية":   نعمل على الإطلاق التجريبي للخطة التحولية وهدفنا العمل"الهجين"و الأساليب المبتكرة والتطوير القيادي

معالي مدير عام معهد الإدارة العامة الدكتور بندر بن أسعد السجان لمجلة "التنمية الإدارية":
 
نعمل على الإطلاق التجريبي للخطة التحولية وهدفنا العمل"الهجين"و الأساليب المبتكرة والتطوير القيادي
 
 
 يقول معالي مدير عام معهد الإدارة العامة الدكتور بندر بن أسعد السجان:”معهد الإدارة العامة منظمة بُنيت على أساسات صلبة ومتينة منذ انطلاقه، وعبر الحِقب الإدارية المختلفة في المملكة، أصبح لدينا مجموعة من القيم والمبادئ المؤسسية الراسخة والرصينة، ومن أبرزها على مواكبة التغيرات وتقديم قيمة مضافة للعمل الحكومي في المملكة، والتنمية الإدارية بوجه عام بما بتناسب مع الاحتياجات الإدارية والتنموية”.
ويؤكد معاليه في حوار خص به مجلة “التنمية الإدارية” على أن من أبرز توجهات المعهد في ظل رؤية 2030 ضمن خطته التحولية الحالية رفع جودة التدريب والقدرة الاستيعابية للمعهد من خلال الشراكات مع الخبراء وجهات التدريب الخارجية؛ وذلك لتفعيل خبراتهم في تصميم البرامج وتنفيذها وبناء الحالات الدراسية وإدخال أنشطة تنفذ من خلال التقنيات الحديثة، وقياس أثر التدريب ورفع العائد على التدريب، وذلك لضرورة توفير رؤية شاملة للقيمة الناتجة عن جهود التدريب، واستخدام أساليب تدريبية مبتكرة للتعلم الذاتي، وإدخال أنماط حديثة للتطوير خارج القاعات التدريبية التي ينتج عنها فوائد عديدة، وبناء منظومة متكاملة للقيادات الإدارية؛ وذلك من خلال الشراكات العالمية الرائدة في مجالات التطوير القيادي، والعمل مع جهات الاختصاص للإسهام في جذب الاستثمارات العالمية المتخصصة في مجال التدريب للمملكة، ويسعى المعهد ليكون جهة تجمع جهات التدريب العالمية تحت مظلة يمكن من خلالها خدمة القطاع العام بشكل أفضل للحصول على الخدمات التطويرية للموارد البشرية.
ويوضح معالي الدكتور السجان أن مستقبل التدريب سيعتمد بشكل رئيسي على التقنية ومنها التدريب الإلكتروني بأنواعه المختلفة (المتزامن، وغير المتزامن، والمدمج). ويشير معالي مدير عام معهد الإدارة العامة إلى أن واقع التنمية الإدارية في المملكة تغير بشكل غير مسبوق؛ فقد جاءت رؤية المملكة 2030 لتفعل دور مركز الحكومة، وأصبحت الأجهزة الحكومية تعمل بشكل تكاملي وتتحرك بشكل جماعي، فإلى تفاصيل الحوار..
مواكبة التغيرات
“ منذ إنشاء معهد الإدارة العامة قبل أكثر من (60) عاماً أسهم في تطوير وتأهيل موظفي الدولة، وحقق أثراً كبيراً في مسيرة التنمية الإدارية في المملكة على مستويات التدريب والاستشارات، والبحوث، والتوثيق الإداري، فما هي أبرز توجهاته الحديثة وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030م؟  
معهد الإدارة العامة منظمة بُنيت على أساسات صلبة ومتينة منذ انطلاقه، وعبر الحِقب الإدارية المختلفة في المملكة، أصبح لدينا مجموعة من القيم والمبادئ المؤسسية الراسخة والرصينة، ومن أبرزها على مواكبة التغيرات وتقديم قيمة مضافة للعمل الحكومي في المملكة، والتنمية الإدارية بوجه عام بما بتناسب مع الاحتياجات الإدارية والتنموية في تلك الفترة، ومن أبرز توجهات المعهد في ظل رؤية 2030 ضمن خطته التحولية الحالية، ما يلي :
• رفع جودة التدريب والقدرة الاستيعابية للمعهد من خلال الشراكات مع الخبراء وجهات التدريب الخارجية؛ وذلك لتفعيل خبراتهم في تصميم البرامج وتنفيذها وبناء الحالات الدراسية وإدخال أنشطة تنفذ من خلال التقنيات الحديثة التي من شأنها أن تثري العملية التدريبة، كالواقع الافتراضي، والرحلات الميدانية الرقمية.
• قياس أثر التدريب ورفع العائد على التدريب، وذلك لضرورة توفير رؤية شاملة للقيمة الناتجة عن جهود التدريب، واتخاذ القرارات اللازمة لتطوير وتحسين العملية التدريبية بجميع أركانها (المدرب، والبيئة التدريبية، والحقائب، وآليات التنفيذ) بشكل مستمر، وإظهار الأثر الإيجابي لنشاط التدريب والتطوير على المستفيدين من خدمات المعهد.
• استخدام أساليب تدريبية مبتكرة للتعلم الذاتي، إذ إن تطوير الأفراد لم يعد حصراً على العملية التدريبية التقليدية داخل القاعات التدريبية، وأصبح من الأهمية إدخال أنماط حديثة للتطوير خارج القاعات التدريبية التي ينتج عنها فوائد عديدة، ومنها التدريب الإلكتروني، والتدريب على رأس العمل، وجلسات الإرشاد والتوجيه... ومما لا شك فيه أن هذا سيساعد على الوصول إلى شرائح من المستفيدين لا يستطيعون الوصول أو الحصول على التدريب الحضوري، وتقديم التطوير لعدد أكبر من المستفيدين، بالإضافة إلى تقديم التدخل التطويري (development intervention) المناسب بحسب احتياج المستفيد، وعدد من الفوائد الأخرى.
• بناء منظومة متكاملة للقيادات الإدارية؛ وذلك من خلال الشراكات العالمية الرائدة في مجالات التطوير القيادي، ويأتي تفعيل هذه الشراكات في جميع مراحل التدريب والتطوير (التخطيط، والتصميم، والتنفيذ، وقياس الأثر).
• العمل مع جهات الاختصاص للمساهمة في جذب الاستثمارات العالمية المتخصصة في مجال التدريب للمملكة، ويسعى المعهد ليكون جهة تجمع جهات التدريب العالمية تحت مظلة يمكن من خلالها خدمة القطاع العام بشكل أفضل للحصول على الخدمات التطويرية للموارد البشرية.
وخلال الفترة الماضية عملنا مع جهات الاختصاص على وضع هذه الأفكار والرؤى، بالإضافة إلى مجموعة من الأفكار التطويرية الأخرى في خطة استراتيجية تحولية للمعهد.
التقنية الحديثة
“ يعد معهد الإدارة العامة من أوائل الجهات الحكومية التي قدمت مبادرات وطنية مهمة في التدريب وتطوير القيادات الإدارية، فما هي أبرز تلك المبادرات؟
تغير واقع التنمية الإدارة في المملكة بشكل غير مسبوق... فقد جاءت رؤية المملكة 2030 لتفعل دور مركز الحكومة، وأصبحت الأجهزة الحكومية تعمل بشكل تكاملي وتتحرك بشكل جماعي، كما تغيرت ممارسات تطوير الموارد البشرية والعمل الاستشاري والبحثي عالمياً لعدة أسباب، أبرزها التطورات التقنية الحديثة. كما أن إدارة المنظمات وأساليبها اختلفت. كذلك خبرات وقدرات الموظف الحكومي السعودي اختلفت بالكامل، فلدينا جيل شاب واعٍ اكتسب خبرات محلية وعالمية... وإدراكاً من المعهد لواقعه وواقع البيئة المحيطة به، وللمتغيرات المستقبلية فقد قدم المعهد عدداً من المبادرات الوطنية، وهي:
• مبادرة تطوير القيادات الإدارية، وذلك إدراكاً أن التغيير لا يحدث إلا بوجود قياديين أكفاء قادرين على اتخاذ القرار السليم وفق المعطيات الحديثة.
• مبادرة التدريب الإلكتروني التي تنبأت بمستقبل التدريب، والتي خدمت المعهد خلال جائحة كوفيد 19، وأثبتت النظرة العميقة للمعهد في هذا الشأن.... وتجدر الإشارة إلى أن المعهد قد قدم أول برامجه التدريبية عن بعد في عام 2013م، ليتبعها بتدشين منصة إثرائي والوصول إلى ملايين المتدربين في فترة وجيزة جداً.
• مبادرة الإطار الوطني للتدريب التي سعينا لتوجيهها لإبراز دور المعهد القيادي في تدريب موظفي القطاع العام. حيث تم إعداد إطار الجدارات في القطاع العام، وبناء منهجية متكاملة لتقديم التدريب على رأس العمل في مقر الجهة وتحديد المعايير اللازمة لاختيار الموظفين الممارسين والمتدربين بناءً على الدراسات المعيارية، كما تم بناء منصة للخبراء والممارسين “أفراداً وجهات” محلية وإقليمية للاستعانة بهم في تقديم خدمات المعهد، وتم أيضاً بناء مكتبة رقمية وإثرائها وتصميم مسارات تدريبية متكاملة لتأهيل المدربين المحترفين.

التعليم والتدريب الإلكتروني
“ ما هي رؤيتكم فيما يتعلق بالتعليم والتدريب الإلكتروني كتوجه مستقبلي، وما هي استعدادات المعهد في هذا الجانب؟
على المدى البعيد اعتقد أن مستقبل التدريب سيعتمد بشكل رئيسي على التقنية ومنها التدريب الالكتروني بأنواعه المختلفة (المتزامن، وغير المتزامن، والمدمج)... وبالتأكيد أن التدريب التقليدي باقٍ على المدى القصير والمتوسط، ولكن وفق تحليلاتنا أنه سيقتصر على شرائح معينة (مثل التدريب القيادي) مستقبلاُ. وبالتأكيد مازال هناك مساحة للتطوير في هذا الشأن من عدة جوانب، أبرزها إدخال أدوات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والمعزز وغيرها من التقنيات الناشئة ذات العلاقة بنشاط التدريب... ولذلك قمنا في معهد الإدارة العامة بتكريس الجهود والموارد في هذا الاتجاه... فنقوم الآن بتقديم خدمات التدريب الإلكتروني لمنسوبي الأجهزة الحكومية، حيث استطاع المعهد أن يؤسس قاعدة صلبة في هذا المجال وحقق مكتسبات وإنجازات ضخمة؛ وذلك عبر تقديم خدمات التدريب عن بعد بمستوى عالٍ من الجودة والموثوقية، ومن المؤكد أن المعهد سيستمر مستقبلاً في النمو والتطور في مجال التدريب الإلكتروني. وسيركز المعهد على تحقيق التوجهات المستقبلية للتدريب الإلكتروني لرفع كفاءة الموظفين، من خلال تطبيق آليات تخصيص التدريب وزيادة مستوى التفاعل وتنويع أدواته، والاستفادة من التكامل مع التقنيات الناشئة والمتقدمة وأدوات الذكاء الاصطناعي لخلق حالات تدريبية تمكن المتدربين من التفاعل مع بيئات ومواقف واقعية في بيئة آمنة. ولتحقيق ذلك وضعنا البنية الإدارية المناسبة داخل المعهد، فيوجد لدينا إدارات الآن معنية بالتدريب الإلكتروني، والتحول الرقمي، وتقنية المعلومات، والبيانات، والأمن السيبراني تقوم بدعم هذا التوجه.

تمكين المرأة
“ يعد المعهد من الجهات السباقة في تمكين المرأة سواء على مستوى تدريب الموظفات والقياديات أو منحهن الفرصة في تبوء مناصب وظيفية قيادية في إداراته وفروعه المختلفة ، فما هي توجهات المعهد الجديدة في هذا المجال؟
إيماناً منه بأهمية دور المرأة في التنمية الإدارية، قام المعهد بتقديم خدماته التطويرية أخذاً في الاعتبار السياق العام لسوق العمل. فقد كان المعهد من الجهات السباقة في تقديم خدماته التدريبية لهن عبر فروعه النسائية التي أنشئ أولها قبل ما يقارب (40) عاماً. واستمر المعهد في افتتاح فروعه النسائية لخدمتهن، وتأهيليهن في المناصب القيادية. وجاءت رؤية المملكة 2030 لتتضمن مبادرات ومشاريع تهدف إلى زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل وزيادة حصتها في المناصب الإدارية، وتمكين المرأة في القطاع العام وتعزيز دورها القيادي. واتساقًا مع هذه التوجهات وإيمانًا بالدور الرئيسي للعنصر النسائي في تحقيق التنمية الإدارية؛ عمل المعهد من خلال استراتيجيته على التوسع في تدريبهن سعيًا لتمكينهن من المهارات اللازمة لأداء مهامهن بمهنية عالية، حيث تم توحيد عمليات الفروع النسائية والرجالية بما يتسق مع ثقافتنا وقيمنا الاجتماعية والإدارية؛ بهدف رفع نسب المستفيدات من التدريب الذي يقدمه المعهد. وبحمد الله ارتفع عدد المتدربات من حوالي (11) ألف متدربة في عام 2019م إلى نحو (53) ألف متدربة في عام 2023م؛ أي بزيادة بلغت نسبتها (362٪) وبمعدل نمو سنوي (47 %)، كما أن نسبة المتدربات لإجمالي عدد المتدربين قد ارتفعت من (17 %) في 2019م إلى (35 %) في عام 2023م.  كما تم إطلاق مركز متخصص وهو «مركز تحقيق التوازن بين الجنسين» بوصفه وحدة إدارية ضمن الهيكل التنظيمي للمعهد في عام 2021م؛ يهدف إلى تنسيق المجهودات الوطنية والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتقديم مبادرات ومشاريع تسهم في سدِّ الفجوة بين الجنسين من خلال عقد برامج تدريبية، وتقديم استشارات ودراسات ومقترحات إدارية وتنظيمية واستراتيجية لدعم تكافؤ الفرص في بيئة العمل وتحقيق التوازن بين الجنسين. وخلال العاميين الماضيين قدم المعهد عدداً من البرامج التدريبية الموجهة للمرأة ومنها: برنامج المرأة في مراكز القيادة الذي يهدف إلى تمكين المرأة في المناصب القيادية وتزويدها بجميع المهارات اللازمة لتأدية أدوارها القيادية بنجاح، وبرنامج واعد الذي يستهدف تنمية قدرات القيادات الشابة، وبرنامج ارتقاء Rising  Leadership at the peak. ولضمان تحقيق تمكين المرأة في جميع المجالات، تم تطوير مؤشر «نسبة الكوادر النسائية المستفيدة من برامج المعهد التدريبية في البرامج ذات الأولوية» بمستهدفات طموحة. وقد عكست نتائج قياس أداء الاستراتيجية تقدُّماً كبيراً في هذا المجال. أخيراً عمل المعهد داخلياً على دعم وجود المرأة في المناصب القيادية والإدارية، ولله الحمد، تقلد عدد منهن مناصب قيادية داخلية، وعلى مستوى الدولة، وقطاعاتها المختلفة.
القطاع الثالث
“ يهتم المعهد كثيراً في عقد اتفاقيات فاعلة مع العديد من شركائه في القطاعين العام والخاص لتفعيل المسؤولية الاجتماعية. فما هي أبرز اتفاقيات المعهد لخدمة منسوبي القطاع الثالث وذوي الاحتياجات الخاصة؟
سمة العمل الحكومي في المملكة حالياً هي العمل التشاركي بين الجهات والقطاعات محلياً وعالمياً. وعليه حرص معهد الإدارة العامة على تفعيل أوجه التعاون مع شركائه لتحقيق النفع وتعظيم الاستفادة من أنشطته المختلفة، من خلال الفهم المتعمق لاحتياجات المستهدفين من خدماتنا، ومن ثم تقديم خدمات تحقق احتياجاتهم وتطلعاتهم بشكل أفضل، وكذلك فهم نقاط القوة لدينا ولدى الجهات الأخرى لبناء علاقات تكاملية ينتج عنها قيمة مضافة على المستوى المحلي، وأخيراً توسيع دائرة المستفيدين من خدمات المعهد لتشمل القطاعات الثلاثة العام والخاص والثالث. وإذا ما أخذنا القطاع الثالث باعتباره أحد محاور التركيز في شمولية خدماتنا، فقد طرح المعهد أول حزمة برامج تدريبية مدعمة بلغة الإشارة لذوي الإعاقة السمعية على منصة إثرائي بالتعاون مع الشريك (المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة “أداء”). وفي سبيل تعظيم استفادة ذوي الإعاقة؛ فقد تم العمل على مبادرة “سفراء الإعاقة” وهي مبادرة مجتمعية قدمها المعهد بالتعاون مع “هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة”  ليتم من خلالها العمل على رفع مستوى الخدمة المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة وخلق فرص تطوعية تخدم المستفيدين. كما تم اعتماد عدد من أعضاء هيئة التدريب في المعهد لتقديم العديد من البرامج الخاصة للأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف الجهات .ولحرص المعهد على خدمة عملائه في شتى القطاعات وانطلاقًا من مبدأ أن التدريب والتطور المهني حقٌ للجميع؛ فقد تمت زيادة عدد القبول في البرامج التدريبية لمنسوبي القطاع الثالث وذوي الإعاقة وحصر بيانات الأشخاص ذوي الإعاقة في الجهات الحكومية بالتعاون مع الهيئة، وتــرميز بيانات الأشخاص ذوي الإعاقة عبر بوابة الترشيح. كـما يتم حاليًا التعاون مع الشريك جمعية المكفوفين الأهلية  بمنطقة الرياض” كفيف” لتصميم أول حقيبة تدريبية لذوي الإعاقة من المكفوفين بلغة برايل. كما أقام معهد الإدارة العامة ندوة بعنوان: “إدارة المنظمات في القطاع غير الربحي” تجمع المعنيين من القطاع الثالث ومناقشة أهم التحديات التي تواجهها منظمات القطاع والتطلعات المستقبلية لتطويره مع كوكبة من الخبراء وشركاء المعهد، مـثل مؤسسة الأمير طلال الخيرية، ومؤسسة الراجحي الإنسانية، والمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، ومؤسسة السبيعي الخيرية وأوقاف علي الضويان. وقد تم بالتعاون مع شركائنا إطلاق العديد من المبادرات على هامش الملتقى، من أهمها تدشين مسارات تدريبية تخصصية تعنى بتأهيل وتمكين العاملين في القطاع الثالث، بالإضافة إلى تقديم الحلقات التطبيقية والبرامج التدريبية الخاصة للشركاء في القطاع. كما بادر المعهد في تفعيل الأيام العالمية مع شركائه الاستراتيجيين - على سبيل المثال - تمت إقامة مؤتمر إلكتروني مع جمعية تكاتف للعمل التطوعي الموافق لليوم العالمي للتطوع، وأخيراً أسهم المعهد في تمكين منسوبي القطاع الثالث بمنح عشرات الآلاف من الرخص المجانية للعاملين في منظمات القطاع الثالث في منصة خاصة بالقطاع غير الربحي وهي “منصة إثرائي للقطاع غير الربحي”؛ وذلك بعد الحصول على قائمة منسوبي القطاع من الشريك الاستراتيجي المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، ومازالت الجهود مستمرة مع جميع الشركاء لتفعيل أوجه التعاون لخدمة جميع الفئات المستهدفة من نشاطات المعهد.

الخطط المستقبلية
“ما هي أبرز مشاريع المعهد وخططه الاستراتيجية المستقبلية في مجال أنشطته وبرامجه؟
يعمل المعهد حالياً على الإطلاق التجريبي لخطته التحولية التي تعد المرحلة الجديدة لما بعد انتهاء خطة المعهد الاستراتيجية الحالية. وهناك عدد من المبادئ التوجيهية التي نستهدف ترسيخها للفترة القادمة وهي: نقل نموذج العمل من الاعتماد على الموارد الداخلية بشكل تام إلى نموذج العمل الهجين الذي يمكن المعهد من الاستعانة بالخبراء والممارسين والجهات المتخصصة من القطاع الخاص والعام بما يحقق رفع المستهدفات الكمية والنوعية لأنشطة المعهد الرئيسية. المبدأ الثاني هو تفعيل الأساليب التطويرية المبتكرة لموظفي القطاع العام، مثل التدريب على رأس العمل والتوجيه، والإرشاد، والتدريب الإلكتروني. المبدأ الثالث هو التطوير القيادي المتميز وفق أفضل الممارسات العالمية، من خلال العمل مع الجهات العالمية المتميزة في مجالات التطوير القيادي على تقديم البرامج التطويرية والمعارف والمعلومات للقياديين في المملكة التي تدعمهم لتحقيق تطلعات الدولة - حفظها الله - وتحقيق تطلعاتهم وأهدافهم لتنمية ذواتهم والمحيطين بهم. المبدأ التوجيهي الرابع هو التركيز على تقنية المعلومات لتقديم خدمات المعهد، ليس من خلال الأعمال التنفيذية الداخلية في المعهد فحسب، بل من خلال توفير المعرفة الفنية من خلال برامجنا واستخدام التقنيات الناشئة في تنفيذ نشاطاتنا من حيث المحتوى والمواضيع، وفي عمليات الترشيح والقبول وقياس الأثر، وأخيراً التركيز في استشاراتنا وبحوثنا ودراساتنا على التنمية الإدارية وتطوير الموارد البشرية وفق أفضل الممارسات الحديثة. وتحتوي الخطة الاستراتيجية المحدثة للمعهد على أكثر من (120) مشروعاً وفق مستهدفات طموحة جداً ومؤشرات أداء موزعة على ركائز الخطة... ومن أمثلة هذه المشاريع: تطوير إطار موحد للجدارات الإدارية في القطاع العام، وبناء منصة موحدة تمكن الجهات الحكومية من تقييم موظفيها، وتطوير بوابة إلكترونية خاصة بشركاء المعهد، وتطوير مؤشر (index) لقياس العائد على الاستثمار في تدريب موظفي القطاع العام، وتطوير لوحات مؤشرات الأداء المتعلقة بتدريب موظفي القطاع العام والمقارنة مع مؤشرات أداء الدول المتقدمة، وتطوير آليات ومعايير اختيار الموظفين المناسبين لتقديم التدريب على رأس العمل، وتطوير شراكات مع جهات تكنولوجيا مختصة بتطوير المحتوى في مجال التطوير القيادي، وتطوير وإطلاق استراتيجية تأسيس أكاديمية تطوير القيادات الإدارية في عالم الميتافرس، وتأسيس مجتمع للقيادات العالمية، وتطوير حالات دراسية عملية لبرامج التدريب القيادي مستوحاة من الواقع المحلي، وتطوير قاعدة بيانات تعزز تبادل الخبرات، من خلال تطوير أرشيف للمشاريع الاستشارية المقدمة للجهات الحكومية... ومن أبرز أعمالنا في الفترة القادمة تمكين المورد البشري داخل المعهد وخلق بيئة عمل جاذبة من خلال مشروع شامل لتحول الموارد البشرية يمكننا من وضع المعهد في مقدمة الجهات التي تسهم وتواكب رؤية المملكة 2030 وتطلعات قيادتنا الرشيدة –حفظها الله-.
 ابرز ما جاء في حوال معالي مدير معهد الإدارة العامة مع  مجلة التنميه الاداريه
نعمل على الإطلاق التجريبي للخطة التحولية ونهدف إلى نموذج العمل “الهجين”، وتفعيل الأساليب المبتكرة، والتطوير القيادي، وتقنية المعلومات

في ظل رؤية المملكة 2030 نسعى لرفع جودة التدريب من خلال الشراكات مع الخبراء وجهات التدريب الخارجية، وبناء منظومة متكاملة للقيادات الإدارية

الخطة الاستراتيجية المحدثة للمعهد ستشتمل على أكثر من (120) مشروعاً طموحاً

نعمل مع جهات الاختصاص للمساهمة في جذب الاستثمارات العالمية في مجال التدريب ونسعى ليكون المعهد جهة تجمع جهات التدريب العالمية

رؤية المملكة 2030 فعلت دور القطاعات العامة بشكل تكاملي، وواقع التنمية الإدارية لدينا تغير بشكل غير مسبوق

المعهد حقق مكتسبات وإنجازات ضخمة بتقديمه خدمات التدريب عن بعد بجودة وموثوقية، وسنستمر مستقبلاً في التطور بمجال التدريب الإلكتروني

عدد المتدربات ارتفع من (11) ألف متدربة عام 2019م إلى (53) ألف متدربة عام 2023م بزيادة (362 ٪) وبمعدل نمو سنوي (47 %)
إدارة المنظمات وأساليبها اختلفت، وكذلك خبرات وقدرات الموظف الحكومي اختلفت؛ فلدينا جيل شاب واعٍ اكتسب خبرات محلية وعالمية

تطوير الأفراد لم يعد حصراً على العملية التدريبية التقليدية داخل القاعات، وأصبح من الأهمية إدخال أنماط حديثة للتطوير خارج القاعات التدريبية

مستقبل التدريب سيعتمد بشكل رئيسي على التقنية، ومنها التدريب الإلكتروني بأنواعه المختلفة (المتزامن، وغير المتزامن، والمدمج

المعهد عمل على دعم وجود المرأة في المناصب القيادية، وعدد من الزميلات تقلدن مناصب قيادية داخلية، وعلى مستوى قطاعات الدولة المختلفة

نسعى لشراكات عالمية رائدة في مجالات التطوير القيادي وتفعيلها في جميع مراحل التدريب والتطوير (التخطيط، والتصميم، والتنفيذ، وقياس الأثر)

المعهد قدم عدداً من المبادرات الوطنية لتطوير القيادات الإدارية، والتدريب الإلكتروني، والإطار الوطني للتدريب




 
01/11/1445
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة