تركي بن علي آل رشيد
رئيس التحرير
مدير عام الاتصال المؤسسي
الكوادر الوطنية وبناء المستقبل
يعد الشباب عمود الوطن، وطاقاته المتجددة، والركيزة الأساسية في بناء ونهضة المجتمعات، وقد أولت الدول المختلفة الشباب اهتماماً خاصاً لدوره الريادي في البناء والتنمية والعمل، وفي هذا الإطار حققت المملكة عبر مسيرة التنمية الشاملة الممتدة، ورؤية2030 العديد من المنجزات، والمكتسبات، وحازت على نجاحات بارزة في إعداد، وتهيئة، وبناء الكوادر الوطنية الشابة الفاعلة القادرة على خدمة الوطن والمجتمع.
ومن أجل هذا الهدف أنُشئت ودعمت بسخاء العديد من الهيئات والجهات التعليمية والتدريبية، ورهانها الدائم على الشباب السعودي الواعد باعتبارهم من أهم الفئات الأساسية فيها، وأطلقت الجهات العامة الكثير من البرامج والمشاريع لتمكين الشباب، وزيادة مشاركته اجتماعيًا، وفي سوق العمل.
كما تبنت المملكة مبادئ التنمية المستدامة التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، واعتبرت أن تمكين الشباب وتوفير الفرص لهم أحد أهم الأولويات.
ومن هذا المنطلق تأتي مؤسسة محمد بن سلمان “مسك”، وهي مؤسسة غير ربحية أسسها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عام 2011م ؛ من أهم المؤسسات الوطنية للتشجيع على التعلم وتنمية المهارات القيادية لدى الشباب من أجل مستقبل أفضل، وعملت المؤسسة على الأخذ بيد الشباب، وتوفير الوسائل المختلفة لرعاية المواهب والطاقات الإبداعية وتمكينها، وخلق البيئة الصحية لنموها والدفع بها لترى النور، وتمكينهم لدعم الجهود المبذولة في بناء مجتمع متقدم قائم على المعرفة.
وفي الإطار ذاته، فإن لمعهد الإدارة العامة أيضاً دوره الفاعل في تنمية الكوادر الوطنية الشابة، وفي تدريب أبناء الوطن، من أجل صناعة المواطن السعودي المؤهل القادر على تحمل ومواجهة مسؤوليات وأعباء وتحديات التنمية، فشارك المعهد بفاعلية في مختلف مسارات التنمية الإدارية في المملكة، وحظيت أنشطته في مجالات التدريب، والاستشارات، والبحوث والدراسات، والتوثيق باهتمام ودعم وتشجيع الدولة من أجل تحقيق معدلات مرتفعة من النمو والتطور عبر برامجه النوعية لرفع كفاءة الكوادر الوطنية الشابة، ودعم قواعد تنمية الاقتصاد الوطني وفق المتغيرات الحديثة، ولقد أثمرت جهود المعهد المتواصلة عن تخريج أعداد كبيرة كل عام من الكفاءات السعودية الشابة لتلبية متطلبات سوق العمل مما ساعد على تنمية روح المبادرة والمنافسة في الإبداع والابتكار وبناء قيادات واعدة.
وكان أكبر موقع للوظائف في الشرق الأوسط “بيت.كوم”، قد أجرى استبياناً بعنوان “فرص التدريب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” بهدف تسليط الضوء على دور التدريب في عملية التطوير الوظيفي، وكشف فيه عن أن أصحاب العمل في المنطقة يوفرون فرصاً متزايدة للمتدربين، والتي تتيح لهم تعزيز معارفهم وتمكنهم من اكتساب مهارات عملية قابلة للاستثمار والتطوير، وقد أكد أكثر من 7 من 10 مجيبين (71٪) أن فرص التدريب متوفرة على نطاق واسع في منطقة الشرق الأوسط. كما يعتقد 92٪ من المجيبين أن التدريب يزيد من فرص الخريجين الجدد في الحصول على وظيفة بعد التخرج من الجامعة، وأن 50٪ من الشركات تتطلع لتوظيف متدربين، كما توفر 77٪ من الشركات وظيفة بدوام كامل للمتدربين دائماً أو أحياناً بعد انتهاء فترة تدريبهم.
لا شك أن المستقبل سيكون مزدهراً في الدول التي تنجح في استثمار طاقات شبابها، وتنجح في توجبه كوادرها الوطنية نحو الوجهة التنموية الصحيحة، وتحفزهم على الإبداع لتفعيل طاقاتهم في تنفيد الخطط العملية والعلمية لتحقيق النمو التطور لبلدانهم، وينبغي في القطاعين العام أو الخاص الثقة بقدرات الشباب السعودي، وإعطائه الفرص كاملة لإثبات جدارته وقدرته في العمل وتحمل المسؤولية.