الإستراتيجية والتخطيط​



 

الاستراتيجية، هي مجموعة متكاملة من الخيارات التي تساعد في الدخول لمجال المنافسة الذي تختاره وتؤمن به وتضمن لك الفوز فيه. كما أن الاستراتيجية توضح سبب اختيار بيئة تنافسية معينة، وكيف ستتفوق على المنافسين في المجال؟ وهي تُبنى على النظريات التي يجب أن تكون متماسكة ومتسقة وقابلة للتنفيذ. وشرط الاستراتيجية الناجحة هو إمكانية تجسيدها في إجراءات عملية، وأن تحدد النتيجة التنافسية التي تطمح لتحقيقها.

وتكمن خطورة الاستراتيجية في أنك لن تسيطر على العملاء أو الشريحة المستهدفة مهما حاولت وخططت؛ لأنهم هم أصحاب القرار في الشراء والحصول على الخدمة أو المنتج. كذلك فإن الاستراتيجية تضع توقعات ترى أنها ستحدث في المستقبل، بالرغم من أنه لا يمكن إثباتها يقيناً أو ضمان حدوثها، لكنها تكشف أن النتيجة التي تريدها وتؤمن بها ممكن تحقيقها.

وفي المقابل، فإن التخطيط يتمثل في تحديد مجموعة الإجراءات المطلوبة في مختلف إدارات وأقسام المنظمة، وغالباً تتألف الخطط من قائمة من المهام، من دون تحديد كيف ستحقق هذه المهام جميعها هدف المؤسسة المنشود؟ مثل طرح منتج جديد أو استقطاب مواهب بشرية. بالإضافة إلى أن التخطيط واضح المعالم ومريح بالقرارات؛ لأنه يتعلق بالموارد التي ستستخدمها وأنت المتحكم فيها. ويتكون من مجموعة من الأنشطة التي تخطط المنظمة لتنفيذها وتكون تحت سيطرتها. وخطورة الانشغال بالتخطيط فقط، أنه سيكون هناك على الأقل منافس وجد استراتيجية للتفوق عليك!

لابد أن ندرك أن صياغة استراتيجية له رهبته، ويثير بعض المخاوف؛ بسبب عدم اليقين، لكن إذا كانت نظريتك صحيحة فيما يتعلق بقدرات المؤسسة ورد فعل السوق تجاهها فإن ذلك سيضعها في موقع تنافسي متميز. وذلك من خلال تحديد الأساس المنطقي لاستراتيجيتك بوضوح وشفافية ومعرفة العوامل التي يجب فهمها ودراستها جيداً عن المنظمة وقطاع الأعمال ومنافسيك وعملائك؛ كي تضمن فعالية الاستراتيجية. وهذا يساعد-أيضاً-في ملاحظة تطور الأحداث حولك ويسهل إمكانية تعديل الاستراتيجية؛ لأنها عملية مستمرة ويجب أن تكون هناك آلية لتعديلها وضبطها وتحسينها حتى تصبح أفضل مع مرور الزمن. مع الحرص على إبعادها عن التعقيد، والتوضيح لجميع العاملين عن المجال الذي ستنافس فيه، والنهج الذي ستعمل به، والقدرات والمهارات المطلوبة والأنظمة والقرارات الداعمة.

 

​​​

 


 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة