أفضـل النصائح في عـالم الأعمال تأتي من الممارسـين وليس مـن الأكاديميين



 

فيما يلي قراءة لبعض ما جاء في كتاب: "ماذا علمني الفشل عن النجاح.. دليل جديد لإدارة المشروعات الصغيرة"، من تأليف الكاتب/ فران تاركنتون، وفيه استعراض لبعض المواقف والتجارب المفيدة.

مشــروعات جديـدة

هناك ملايين الناس الذين تراودهم في كل لحظة فكـرة بـدء أعمالهم الخاصة أو افتتاح مشــروعات جديـدة. ولكـن مـن ينجح منهم فـي بدء عمـل جديـد لا يتجاوز ١٠ % يفشــل نصف هؤلاء المبتدئين خلال 4 سنوات من بدء النشاط، بسبب قلة رأس المال، وغياب التمويل أو ضعف التخطيـط، أو تراكم الديون.

العمل الحر صعــب

ـإذا ما اخـترت طريـق الحرية فـي العمـل والإبـداع فـي إدارة الأعمال، فكـن على اسـتعداد للمواجهة. وأول قواعد الاستعداد هي أن تلم بقواعد اللعبة. وهذه بعضها:

أولاً: طريق رجل الأعمال الجاد، لا يمكن أن يكون نجاحـا دائماً أو فشلا دائماً.

ثانياً: مثلما يتولد النجاح من الفشل، يمكن أن يتولـد الفشـل من النجاح.

ثالثاً: أهم ما يجب أن يتمتع به رجل الأعمال المبادر هـو الشجاعة والمخاطرة، لكن المخاطرة غــير المقــامرة،  فالأولى تقوم على العمـل الشـاق وانتهاز الفـرص، وتقـوم الثانية على الحظ والمصادفة.

رابعـاً: تأتي أفضـل النصائح في عـالم الأعمال من الممارسـين، وليس مـن الأكاديميين الذين لـم تضطرهم طبيعـة عملهم إلـى مواجهـة المنافسـين، أو تسـديد رواتـب العاملين في آخر الشهر.

خامسا: النجاح في عـالم الأعمال ليـس سهلا وليـس مستحيلا، فالسهولة والصعوبة أمور نسبية تتوقـف بدرجـة كبيرة على إرادتنا.

سادسا: يمكن لكل إنسان أن ينجح في العمل الحر، بشــرط ألا يتراجع، وأن يتعلم من أخطائه وأخطاء الآخرين.

سابعا: يتمتـع رجـل الأعمـال النـاجح بـإرادة قويـة للنجـاح وطاقـة كبـيرة للعمـل. ويمتلـك دافعـا ذاتيـا للتمــيز، وهــو يزدهر ويتألق في مواجهة التحديات.

ثامنا: يزيد رجل الأعمال الرائد فرص نجاحه عـن طريـق اختبار الأفكار الجديدة ودخول الأســواق الفريـدة، والبحـث عـن شراء أو تحالفـات تحـول التزاماتـه الشـخصية إلــى التزامات مؤسسية.

تاسعا: رجل الأعمال المبادر يحدد الوقت الــلازم للانتـهاء مـن كـل عمـل بدقـة، فـإذا وقتـا إضافيـا فإنـه يملأه بمــهام وواجبات جديدة.

عاشرا: يهتم رجل الأعمـال النـاجح فـي بداية نشاطه بالسيولة و التدفقــات النقديـة الكثير من الأربـاح. فعندمـا يحلـل خـبراء الاستثمار أداء الشركات، فإنهم يتحدثـون إلى محللي الائتمان بالبنوك التي تتعــامل معها الشركات، لأنــهم أكثر مـن يعـرف أسرار التدفقات النقدية.

عقلية رجل الأعمال

يتمتع رجـل الأعمال الحقيقي بعقلية الفارس النبيل. فهو لا يندب حظه، ولا يقـف علـى الأطلال باكياً شاكياً، ولا يعـترف بقـول: "لـو أن، ولــولا أن..."، ولا يندب حظه عندما يخسر. فهو يركز على الحـلول لا علـى المشاكل، ولأنـه يرى في كل تغيير فرصة سانحة، فلديه القـدرة علـــى الاسـتثمار في الأسـواق وانتهاز الفرص المواتية قبل غيره.

سلسلة النجاح

اعتبر الفشل حلقة في سلسلة النجاح، قد يكون الفشل خطوة على طريق النجاح لم تخطها، لكنها بالتأكيد يجب أن لا تصبح الخطوة الأخيرة في حياتك، وإليكم هذه القصة: كنت سأشتري تذكرة طيران عندما لاحظت أن التذاكر التي يشتريها المسافرون موضوعة داخل أغلفة ورقية، وهذه الأغلفة لا تحتوي على أي معلومات أو رسومات، خطرت لي فكرة استغلال تلك الأغلفة بالإعلانات وكانت فكرة مميزة إذ أن هذه الأغلفة ستكون واسعة الانتشار، تواصلت مع شركة طيران لسؤالها عن عدد الأغلفة التي تستهلكها الشركة كل شهر، و بعد جمع المعلومات بدأت بالبحث عن مطبعة مناسبة لطباعة الإعلانات على الأغلفة وبسعر مناسب، لم أكن أملك رأس المال الكافي لطباعة الأغلفة لكنني اقترحت على صاحب المطبعة أن يشاركني في المشروع، واتفقنا على اقتسام المصروفات والأرباح. قدمت المشروع لبعض شركات الطيران، وقدمت لهم الأغلفة دون مقابل، ووافقت الشركات على العرض حيث أنه سيوفر عليهم مبالغ كبيرة.

فكرة لحظية

من خلال فكرة لحظية امتلكت مشروعاً وشريكاً، وسوقاً جديدة، وعملاء جدد ممن يرغبون في الإعلان عن منتجاتهم وخدماتهم على أغلفة تذاكر الطيران، ومن ضمن كبار العملاء؛ شركات ذات شهرة مثل: كوداك، وماستر كارد، وجنرال موتورز، وإكسون، وإيه تي آند تي، وخلال فترة قصيرة أصبحت الشركة تنتج ١٤ مليون غلاف تذاكر شهريا، وتحقق أرباحا طائلة.

تقييم الأداء

معظم المنظمات اليوم تستخدم برامج تقييم الأداء والملفات السرية لتسجيل أكبر عدد من أخطاء الموظفين ومحاسبتهم عليها، الهدف من هذا الإرهاب الإداري هو حرمان الموظفين من فضيلة ارتكاب الأخطاء، أو إثارة الفزع والرعب في قلوبهم لكي يعملوا على تحسين أدائهم، وهذه السياسة قد تؤدى إلى تحسين الأداء على المدى القصير، ولكنها على المدى الطويل بالقطع لن تدفع العاملين إلا لأداء الأعمال التي حفظوها، فتمنعهم من مجرد التفكير في أي محاولة لأداء العمل بطريقة جديدة ومبتكرة. وتكمن المشكلة هنا أن كل الطرق المبتكرة غير مأمونة العواقب، ونتيجة ذلك، لا تجارب جديدة، لا أفكاراً مبتكرة، لا أخطاء، أو تعلم من الأخطاء أو التجارب السابقة، فيبقى الحال كما هو بدون تقدم، وتكون هذه بداية الفشل. 

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة