كيف تبني كفاءتك الذاتية؟
ظهر مفهوم الكفاءة الذاتية لأول مرة من قبل ألبرت باندورا في عام 1977 في محاولة لتقديم نظرية موحدة لتغيير السلوك. ويقول باندورا أن تأثيرات العلاجات النفسية على التغيير السلوكي تتوسطها معتقدات الكفاءة الذاتية.
اذاً فالكفاءة الذاتية هي إيمان الشخص بقدرته على إكمال مهمة ما أو تحقيق هدف ما. ويشمل ثقة الشخص في نفسه للتحكم في سلوكه، والتأثير على بيئته، والبقاء متحفزًا في السعي لتحقيق هدفه. وهي بناء يرتكز على النظرية المعرفية الاجتماعية وبعبارة أخرى هي معتقدات شخصية في قدرات الفرد حيث تحدد معتقدات الكفاءة الذاتية كيف يشعر الناس ويفكرون ويحفزون أنفسهم ويتصرفون بالمعقول.
ولنقربها أكثر إذا كنت تعتقد أن لديك المهارات اللازمة لتحقيق أداء جيد في عمل ما وتعتقد أنه يمكنك استخدام هذه المهارات للتفوق والانجاز والتقدم، فهذا يعني أن لديك كفاءة ذاتية عملية. إذا تعد الكفاءة الذاتية مهمة لأنها تؤثر على سلوكنا وكيفية تفاعلنا مع العالم. وإذا لم نؤمن بقدرتنا على القيام بشيء ما، فمن غير المرجح أن نحاول. وعلى العكس من ذلك، إذا كان لدينا شعور عالٍ بالكفاءة الذاتية، فمن المرجح أن نواجه تحديات جديدة ونستمر في مواجهة العقبات بقوه وحكمه.
ومن مصادر الكفاءة الذاتية وفقا لباندورا (1997)، حيث يشكل الأفراد معتقدات الكفاءة الذاتية من خلال تفسير المعلومات المتعلقة بقدراتهم الخاصة وتنبع هذه المعلومات من أربعة مصادر: التجارب المتقنة والتجارب غير المباشرة، والنمذجة الاجتماعية والتعلم بالملاحظة، والإقناع اللفظي والكلام المحفز، والحالة الفسيولوجية والنفسية والصحية.ويمكن ان يتبادر للذهن ان الكفاءة الذاتية هي الثقة ولكن يفرق باندورا بين “الكفاءة الذاتية” و”الثقة بالنفس “حيث تشير الثقة بالنفس إلى الحزم أو قوة الإيمان ولكنها لا تحدد الاتجاه او الهدف أما الكفاءة الذاتية تعني أن الهدف قد تم تحديده واختياره بذكاء.
وسنعرض هنا بعض النصائح التي تساعد على بناء الكفاءة الذاتية لأنها تصف الإيمان بقدراتك الخاصة، والإيمان بقدرتك على التغلب على التحديات والعقبات، والإيمان بقدرتك على البقاء ملتزمًا وصامداً، والأهم من ذلك الإيمان بقدرتك على تحقيق أهدافك برؤية وإيمان قوي بك ومدعوم بأدلتك الخاصة. وذلك لإننا أحياناً نقابل الكثير من الأشخاص الذين لديهم رؤى وأهداف وقدرات عظيمة، لكنهم لا يدركونها أبدًا لأن لديهم القليل من الكفاءة الذاتية أوليس لديهم أي كفاءة ذاتية فعندما يصلون لعقبة ما، فإن مخاوفهم تظهر على السطح ويظهر حديثهم السلبي عن أنفسهم، مما يؤدي في النهاية إلى المسار الأسهل الذي يجعلهم يتخلون عن أنفسهم أو حتى أهدافهم ثم الاستسلام. لذا، إذا كانت لديك رؤية تحاول تحقيقها، ولكنك تعاني من الكفاءة الذاتية، فإليك ستة نصائح للمساعدة في تعزيزها:
1. قم بتقييم نجاحاتك السابقة (الكبيرة والصغيرة)، وتذكر كيف تغلبت على العقبات.
2. حدد أهدافًا صغيرة ولاحظ تحسيناتك الذاتية وانت تتقدم نحو تحقيقها.
3. أطلع على المهارات والسلوكيات والاستراتيجيات الناجحة المسجلة وأقرأ كثيرا واستمع للبودكاست المحفز.
4. كن إيجابي معك نفسك وبحوارك الداخلي مع نفسك ومع الاخرين وأقترن بالإيجابيين والمنجزين.
5. اهتم بصحتك النفسية والصحية وكن على دراية بحوارك الداخلي وراقب الحديث الذاتي والسلوكيات السلبية وقم بإدارتها.
6. تدرب على تصور نفسك وأين ستكون في المستقبل.