من يوم بدينا .. إلى رؤية 2030

​​

د. تركي آل رشيد

رئيس التحرير

مدير عام الاتصال المؤسسي

 

وطننا تأسس عريقًا، وأضحى عظيمًا. هكذا بدأت قصتنا الملحمية، بعمقها التاريخي منذ 3 قرون، في العام 1727م، حيث إعلان الدولة السعودية الأولى...ثم توالت فصول القصة التي تدور أحداثها حول قيادة ملهمة يلتف حول رايتها شعب عريق؛ فكانت الإرادة لتأسيس وبناء وطن عانق في مجده عنان السماء. فقد سطرنا معًا فصول المجد والشموخ والعزة والتطور؛ فأصبحنا بين كبار العالم، حيث يتدفق الخير والازدهار والنماء والتقدم بين ربوع وطننا الغالي.

وأضحت الصورة الذهنية للمملكة لدى كافة دول العالم وشعوبها ناصعة، وتبرز عمقنا التاريخي ومسيرة وطن أصيل، وتبرز اعتزازنا بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وبارتباطنا الوثيق بقادتنا واعتزازنا بإنجازاتهم، وبما ننعم به من الوحدة التي أرساها الملك عبدالعزيز-طيب الله ثراه-ومن الاستقرار والأمن.

انطلقت أحلامنا يوم بدينا، حيث تأسيس هذا الوطن الشامخ الذي اكتمل عِقد نهضته وقوة ونقاء هذه الصورة الذهنية بإطلاق رؤية المملكة 2030 التي تعد فصلًا فارقًا في قصتنا الملحمية، حيث تظهر قوة مسيرتنا التنموية والحضارية، وتطور ونمو قوتنا الناعمة التي أطلقت الرؤية لها العنان لتكتب فصولًا من العز والتطور، ومزيدًا من المكاسب التنموية، عبر التنويع الاقتصادي والاستثمار في قطاعات غير نفطية، كالسياحة، إضافة إلى التقدم التكنولوجي والتحول الرقمي، والإصلاحات الاجتماعية وجودة الحياة، والاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، وغيرها من المجالات التنموية المتنوعة.

فبالإضافة إلى أن المملكة من أكثر البلدان في قوتها الناعمة؛ نظرًا لاعتبارات ومؤشرات كبيرة، من بينها مكانتها الدينية الرمزية، فهي قبلة أكثر من مليار مسلم، والشخصية الثقافية المتوازنة والإبداع المتنوع والأمن الاجتماعي والفاعلية الجيوسياسية وسياسات التضامن الإنساني السخي، غدت أيضاً من مراكز الجذب السياحي الكبرى لسكان المعمورة الباحثين عن حضارة الصحراء والمواقع الأثرية القديمة والمنشآت العمرانية الأكثر حداثةً وتقدماً.

ناهيك عن ثقلها الاقتصادي على المستوى العالمي؛ إذ إن اقتصاد المملكة العربية السعودية هو الأسرع نموًا في مجموعة العشرين عام 2022، وبلوغ البطالة أدنى مستوياتها منذ 2016 اعتبارًا من الربع الثالث من عام 2022. وأكد موقع العربية أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بلغت نحو 122 مليار ريال (33 مليار دولار) في 2022، ما يجعل المملكة في المرتبة العاشرة بين اقتصادات مجموعة العشرين. وأعلنت وزارة الاستثمار السعودية أن رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر بلغ 775 مليار ريال (207 مليارات دولار) في 2022، ما يضع المملكة في المرتبة 16 بين اقتصادات دول مجموعة العشرين. كما كشفت “ماكنزي" أنه من المتوقع أن تقوم المملكة بمضاعفة إنفاقها على المشاريع الصناعية والمشاريع الكبرى بأكثر من 3 مرات لتتجاوز 175 مليار دولار سنويا بدءًا من العام المقبل. كذلك كشف التقرير السنوي لإنجازات الرؤية لعام 2022م عن ارتفاع معدل المشاركة الاقتصادية للإناث السعوديات من 17% في عام 2017م إلى 36% في عام 2022م، ومن المتوقع أن تؤدي المشاركة المتزايدة للمرأة في القوى العاملة في المملكة إلى تعزيز اقتصاد البلاد بمقدار 39 مليار دولار، أو 3.5% بحلول عام 2032.

إن جمالية قصتنا الملحمية من يوم بدينا، حيث يوم التأسيس، ثم التوحيد، وحتى إطلاق رؤية المملكة 2030، تكمن في العز والشموخ والعزيمة والإصرار على أن نصبح بين الكبار وأن نواصل مسيرة نهضتنا التنموية وأن نصنع صورة ذهنية حضارية لوطن شامخ وكبير.

 

 

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة