رؤية المملكة 2030 محرك مهم لمختلف التطورات القوة الناعمة السعودية.. تأثير كبير وتحولات إيجابية غيرت الصورة الذهنية



  • العناية بالتراث والثقافة والمشاريع المستدامة معيار مؤثر في صناعة القوة الناعمة.
  • من أبرز المؤشرات تعزيز التنافسية في الرياضة الإعلام والثقافة والسياحة والترفيه وبرامج الهيئات المختلفة.

 

 

يعرف المفكر وعالم السياسة الأمريكي "جوزيف ناي"، القوة الناعمة (soft power) بأنها موارد القوة غير الخشنة مثل القدرات العسكرية، الاقتصادية، والتكنولوجية، والتي تكفل التأثير، والاستقطاب دون آليات قسرية مفروضة، ويوضح أنه في عصر العولمة لم تعد الثروة الاقتصادية، ولا المخزون العسكري كافيين للقوة والريادة بل لا بد أن تواكبهما القدرة الفعلية على استخدام قنوات التفاعل والتكامل في النظام المقترن والمتداخل للعلاقات الدولية.

ويرى "جوزيف ناي" أن الولايات المتحدة الأمريكية تجمع حالياً بين القوة الخشنة، والقوة الناعمة التي تتجسد أساساً في نظامها السياسي مثل الديمقراطية التعددية، والإعلام الحر، والقوانين العادلة، وثقافتها المصدِّرة للخارج وفنها السينمائي الرائج المنتشر. وفي كتابه (القوة الناعمة وسيلة النجاح في السياسة الدولية) يذكر "جوزيف ناي"، أن الرياضة يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في التأثير، ونقل القيم وإيصالها، فمباريات كرة السلة الأمريكية تذاع في 212 بلداً، وباثنتين وأربعين لغة، الأمر ذاته بالنسبة لمشاهدي البرامج الرياضية حول العالم.

القوة الناعمة السعودية

وفي ذات السياق ارتبطت القوة الناعمة السعودية برؤية المملكة 2030، التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في عام 2016م؛ التي عززت موقع المملكة الريادي في العالم، وقوتها الناعمة الكبرى، ولعل حصول السعودية على استضافة كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠٣٤، وتنظيمها معرض إكسبو الدولي ٢٠٣٠، وهما الحدثين العالميين الأبرز على المستوى العالمي يعكسان هذا التميز في تأثير القوى الناعمة السعودية المتمثلة في مؤشرات كثيرة؛ من بينها المكانة الدينية الرمزية من حيث هي قبلة أكثر من مليار مسلم، والشخصية الثقافية المتوازنة، والإبداع المتنوع والأمن الاجتماعي، والفاعلية الجيوسياسية، وسياسات التضامن الإنساني السخي.

وعلى الجانب الرياضي تم تعزيز التنافسية على مستوى الرياضة المحلية بدعم الأندية، وجلب لاعبين عالميين، والأمر ذاته يحدث في الإعلام، والثقافة، والسياحة، والترفيه، وبرامج الهيئات المختلفة في هذا الشأن التي تعد من أبرز مصادر القوة الناعمة لترويج الصور الذهنية الإيجابية عن الثقافة السعودية.

الثقافة الوطنية

وفي هذا الإطار تحولت "العرضة" الرقصة السعودية الشهيرة إلى أيقونة لاحتفال الأسطورة الكروية ونجم نادي النصر "كريستيانو رونالدو"، وأصبحت مثار إعجاب الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أن الآلاف من الأوروبيين شاهدوا العرضة وحاولوا محاكاة الرقصة مما يبين  أن الثقافة الوطنية باتت تفرض ذاتها في مثال بليغ لتأثير القوة الناعمة.

القوة الناعمة السعودية

وقد كشف تقرير عالمي جديد عن القوة الناعمة أن المملكة تقدّمت 5 مراتب عالميًا مقارنة بتصنيف عام 2022م، كما دخلت لأول مرة ضمن قائمة الـ20 دولة الأعلى في العالم. وأصدرت "براند فاينانس" تقريرها لعام 2023م عن القوة الناعمة، حيث حققت المملكة المركز الـ19 من بين 121 دولة حول العالم.

ووفق التقرير، يتم تقييم الدول حسب مجموعة مؤشرات؛ هي: العلاقات العالمية، الألفة والشهرة، السمعة، التأثير، التجارة والأعمال، الحوكمة، التراث والثقافة، الإعلام والاتصال، الناس والقيم، الاستدامة، التعليم والعلوم.

4 مؤشرات

واحتلت المملكة في الشرق الأوسط الترتيب الثاني والثالث في 4 مؤشرات أساسية، هي: الألفة والشهرة، السمعة، التأثير والعلاقات الدولية، وهي المؤشرات التي ساهمت في تغيير ترتيب السعودية للأفضل. وعلى مستوى تقييم تقرير القوة الناعمة وتأثير الشركات احتلت الشركات السعودية المراتب الأكثر والأعلى من بين شركات الشرق الأوسط، حيث تواجدت 5 شركات سعودية في قائمة أعلى 10 شركات قوة في الشرق الأوسط؛ وهي: أرامكو، STC، مصرف الراجحي، سابك، والبنك الأهلي. ووفق التقرير بلغ عدد الشركات الموجودة في كل التقرير 40 شركة تسهم في القوة الناعمة السعودية عالميًا بمجموع قيمتهم الكلية 100 مليار دولار.

رؤية المملكة 2030

وقال التقرير أن رؤية المملكة 2030 محرك قوي لكل هذا التقدم المذهل في التقارير العالمية، كذلك وضوح الحوكمة في صناعة القرار وأهميتها، بالإضافة إلى العناية بالتراث والثقافة والمشاريع المستدامة، وهذا معيار مؤثر في صناعة القوة الناعمة.

 

 
 
انفوجرافيك
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة