الاتصال المؤسسي ورؤية المملكة 2030


بقلم
د.تركي بن علي آل رشيد
رئيس التحرير
مدير عام الاتصال المؤسسي


منذ ما يقرب من 8 أعوام، أطلقت قيادتنا الرشيدة-يحفظها الله-رؤية المملكة 2030 التي أحدثت تحولًا تنمويًا وحضاريًا متميزًا وفارقًا في مسيرة الوطن؛ فقد حققت المملكة العربية السعودية إنجازات تلو الإنجازات على كافة المستويات، وعلى مستوى جميع قطاعات الدولة، والتي تتكاتف جميعها للمساهمة في تحقيق مستهدفات الرؤية، من خلال ركائزها الاستراتيجية.

وفي ظل هذه الرؤية الاستراتيجية المباركة؛ توالت نجاحات مؤسساتنا، ولا سيما الحكومية منها، والتي أضحت أكثر كفاءةً وفاعليةً وجودةً في أدائها. فعلى سبيل المثال، حققت المملكة المركز الأول في مؤشر نضج الخدمات الحكومية الإلكترونية والنقالة في عام (2022) الصادر من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، والذي يقيس 84 خدمة حكومية ضرورية سواء للأفراد أو للأعمال في قطاعات متنوعة.

ومما لا شك فيه، فإن هذا التحول والتميز المؤسساتي؛ يتطلب تعاطيًا اتصاليًا وإعلاميًا متطورًا، وهو الأمر المنوط بإدارات الاتصال المؤسسي ضمن هياكلها التنظيمية، وهي التي تجمع بين الاتصال الإداري الداخلي فيها-لأن نجاح وتميز المؤسسات يبدأ من داخلها-وبين اتصالها مع مجتمعها الخارجي المحيط.

ومن هذا المنطلق، هناك ثمة علاقة تلازمية بين الاتصال المؤسسي وبين مساهمته في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، تلك الاستراتيجية العامة الطموحة، من خلال مؤسساته التي تسهم عبر برامجها ومبادراتها المتنوعة في تحقيق تلك المستهدفات. فهذه العلاقة تتأسس على منظومة من الأهداف المستلهمة من الرؤية، والتي من بينها: تأسيس عمل منظم وهادف لنمو ونجاح وتميز هذه المؤسسات، وبناء وتطوير سمعة وصورة ذهنية إيجابية لها، والمساهمة الفعالة في تمكين منسوبيها، والتعريف والتوعية بأدائها للارتقاء به.

وأرى أن هذه العلاقة، وصياغة الأدوار المختلفة للاتصال المؤسسي فيما يتعلق برؤية المملكة 2030 ترتكز على إبراز المؤسسات المختلفة ومساهماتها وأدوارها في تحقيق مستهدفات الرؤية من خلال ما يلي:

  • إبراز أدوار المؤسسات المختلفة في المساهمة في تحقيق ركائز الرؤية الثلاثة: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح، كل منها بحسب مجال عملها.
  • إبراز المساهمات والأدوار المختلفة للمرأة السعودية في المؤسسات المختلفة، سواء على مستوى القيادات أو حركة توظيفها أو إنجازاتها، أو تخصيص إدارات تبرز هذه المساهمات. ونظرًا لأهمية ذلك؛ فقد تم إنشاء مركز تحقيق التوازن بين الجنسين بمعهد الإدارة العامة.
  • إبراز المسؤولية الاجتماعية لهذه المؤسسات.
  • إبراز عملية حوكمة المؤسسات المختلفة.
  • إبراز عملية التميز المؤسسي والجودة لتلك المؤسسات.
  • إبراز التميز التقني للمؤسسات، وعملية أتمتتها.
  • إبراز أدوار المؤسسات السعودية المعنية بإدارة القوى الناعمة للمملكة.
  •  إبراز مبادرات المؤسسات في تحقيق مستهدفات الرؤية، فمثلًا يسهم معهد الإدارة العامة في تحقيق هذه المستهدفات من خلال عدد من المبادرات، كمبادرته المتمثلة في منصة "إثرائي" الإلكترونية.

وختامًا، فإن هذه الأدوار المذكورة ليست على سبيل الحصر، لأنه من المتصور أن للاتصال المؤسسي أدوارًا يصعب حصرها، لكن يمكن إبراز أولوياتها، في وقت يتيح فيه الوطن الفرص لكل مؤسساته كي تصبح شركاء في مسيرة النجاح والتميز التي تشهدها المملكة، من خلال الاتصال المؤسسي الفعال الذي يعد ركيزة أساسية من ركائز نجاح المؤسسات.

 

 
انفوجرافيك
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة