واحدة من أهم الظواهر العالمية التي تعاني منها المدن في وقتنا الحاضر الازدحام المروري وتأثيره السلبي.. يضعف إنتاجية الموظفين ويزيد خسائر المنظمات المالية



تعد مشكلة الازدحام المروري واحدة من أهم الظواهر العالمية التي تعاني منها المدن في وقتنا الحاضر، وهي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم وتثير القلق لأبعادها الاقتصادية، والصحية، والبيئية، والأمنية، والكثافة السكانية على أفراد المجتمع بشكل عام.

الاختناقات المرورية

وفي هذا السياق أشارت دراسات الباحثين في مركز "تحليل المخاطر" التابع لجامعة (هارفرد) أن الاختناقات المرورية في أكبر 83 مدينة في الولايات المتحدة الأميركية مسؤولة عن ما يزيد على 2200 حالة وفاة مبكرة، وتضيف عبئاً يقارب 18 مليار دولار على ميزانية الصحة العامة.

تأثير على الانسان

وذكرت دراسات طبية أن الشعور بالضغط اليومي المتكرر، والدخول في الزحام المروري، والبقاء في الطرقات لأكثر من ساعتين في الذهاب والعودة له مردوده السلبي على مزاج الإنسان وصحته العامة، خاصة وإن ذلك يحدث بشكل يومي، فإلى جانب تسبب الازدحام المروري في إهدار الوقت، فإن له مردود سلبي على إنتاجية الموظف، نظراً للضغوط التي يواجهها أثناء قدومه لعمله.

إنهاك نفسي

ومن آثار الاختناقات المرورية على الموظفين أصحاب الأمراض المزمنة كالسكر، وأمراض القلب، والضغط في طريق الذهاب إلى مقر العمل أو العودة منه تشكل إنهاكاً نفسياً للإنسان، وتمثل ضغطاً كبيراً ينعكس على مزاجه العام. مما يجعل الموظف يعيش حالة من التوتر العصبي يتكرر كل يوم، ومن الصعب أن يصل لمكتبه وهو في حالة نفسية وعصبية تسمح له بأداء عمله بشكل طبيعي، ولذلك آثاره السلبية على الإنتاجية مما يتسبب في خسائر قطاع الأعمال جراء كل ساعة تأخير عن العمل، كما تؤثر الأزمة المرورية سلباً على التكلفة الإجمالية لمنظمات والشركات وتزيد من أعبائها المالية، لزيادة موظفيها، خاصةً في بعض الأقسام لإنجاز الأعمال والتغلب على عامل الوقت الذي يعتبر حاسماً بالنسبة لها.

التأخير مكلف

و في ذات الإطار أثبتت التجارب الدولية أن التأخر في حل مشكلات الزحام المروري والنقل يكلف كلاً من الاقتصاد والمجتمع خسائر كبيرة، وأن تلك التكلفة سترتفع وتتضاعف بمرور الوقت إذا لم يتم التصدي لها، وأن تكلفة إيجاد الحلول وتنفيذها أقل من تكلفة خسائر التباطؤ فيها، كما أثبتت الدراسات والأبحاث العلميّة المتعلقة بالطرق وأنظمة المرور أن الزحام له تأثيرات سلبيّة على صحة كبار السن، والأطفال، والعلاقات العائلية، وتساهم الحوادث المرورية في رفع نسبة الوفيات، والإعاقة، من جهة أخرى تساهم مشكلة الزحام المروري في تلوث الهواء بنسبة كبيرة ما ينعكس سلباً على المناخ وعلى صحة الأفراد.

ومن الحلول التي تقلل من الازدحام المروري:

  •  أن يكون العمل لكل القطاعات العامة والخاصة، ومن ضمنها البنوك والمصارف والمدارس والجامعات أربعة أيام حضورية أسبوعياً، والخامس عن بُعد، على أن يكون بالتناوب بين القطاعات.
  •  التوسع في إنشاء طرق وجسور وأنفاق جديدة، وتغيير مواعيد بدء ونهاية دوام المدارس والجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص، وإعادة التخطيط الحضري.
  • تخصيص ممرات خاصة في الطرق برسوم مادية؛ فيسدد أصحابها مبالغ نظير استخدامها، إضافة إلى تقليل عدد السيارات في الشوارع عبر العديد من الخطوات، مثل إلزام شركات التوصيل باستخدام دراجات نارية، وتقييد حركة سيارات الأجرة؛ لتكون متوقفة في أماكنها، وتتحرك فقط بعد طلبهابدلاً عن اللف في الشوارع وزيادة التكدس.
  •  مراجعة آلية عمل الإشارات المرورية.
  •  تشجيع المؤسسات وشركات القطاعين العام والخاص على تبنِّي نظام العمل عن بُعد، ولو لبعض موظفيهم الذين لا توجد حاجة فعلية لوجودهم في المكاتب.
  •  تفعيل التسوق الإلكتروني الذي يمكن أن يؤدي لتقليل حاجة الأسر للخروج بغرض التسوق.
  • تفعيل مواصلات النقل العام، وتوفير خيارات وبدائل للنقل بالمدن.
  •  تنظيم عمل العاملين في توصيل الطلبات للمنازل، إضافةً إلى إلزام الشركات والمؤسسات بتوفير حافلات للعاملين فيها.
  • توفير طرق خاصّة للشاحنات وسيارات نقل البضائع.

 

 
 
انفوجرافيك
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة