تحذيـــر: في بيئة عملك وحياتـك تجــنب عقليـات النـدرة وتقــــرب مــــــن زمـــلاء الوفــرة

​​​​

إعداد/ د.أحمد زكريا أحمد

 

 

إذا أردت أن تنجح في عملك، وحياتك بصفة عامة؛ فمن المهم أن تكتشف حدود عقليتك، وتعمل على تطويرها كي تصبح من ذوي «عقلية الوفرة» الأكثر إيجابية، وتفاؤلًا، وفاعلية، وتجنب أصحاب «عقلية الندرة»؛ لأنهم ذوي شخصيات «سامة» ويتصفون بالمشاعر والأفكار والمعتقدات والسلوكيات السلبية التي تتسبب في فشلهم وفشل الآخرين. لذلك ركز العديد من الخبراء والمتخصصين والباحثين في علوم ومجالات التنمية الإدارية وغيرها جهودهم على توضيح المقصود بكل نوع من هاتين العقليتين، وتحديد الاختلافات والفروق المعيارية بينهما بشكل قاطع وواضح. كما بحثوا عن أفضل وأبرز الطرق والأساليب التي تسهم في تطوير عقلية الإنسان حتى يصبح من بين أصحاب عقلية الوفرة. وهو ما نتعرف عليه في هذا التقرير.

 

البداية ومقارنة «كوفي»

في البداية، تلفت «نيكوليت ستينسن»-عبر منصة Chopra-إلى أن «ستيفن كوفي» قد صاغ مصطلح عقلية الوفرة في كتابه الأكثر مبيعًا لعام 1989م بعنوان: «العادات السبع للأشخاص ذوي الفعالية العالية»، إذ قام بتعريف هذا المصطلح ببساطة بأنه: «مفهوم يعتقد فيه الشخص أن هناك ما يكفي من الموارد والنجاحات لمشاركتها مع الآخرين». وهو يقارنها بعقلية الندرة (أي المنافسة المدمرة وغير الضرورية التي تتخذ طابعًا صراعيًا)، والتي تقوم على فكرة أنه إذا فاز شخص آخر أو نجح في موقف ما، فهذا يعني أنك تخسر، أي عدم النظر إلى إمكانية فوز جميع الأطراف (بطريقة أو بأخرى) في موقف معين. وتؤكد «ستينسن» أن عقليتك يمكن أن تؤثر بشكل جذري على مسار حياتك؛ إذ تُظهر الأبحاث المتواترة حول العقلية أن الطريقة التي تفكر بها في نفسك والعالم من حولك يمكن أن تغير بشكل جذري الطريقة التي تتعلم بها، وكيفية التعامل مع التوتر، وكيفية تحقيق النجاح، والاتصاف بالمرونة، واكتساب المناعة تجاه التحديات وما تواجهه من مشكلات.

وتؤكد «كارولين كاستريلون» هذا التوجه بالإشارة إلى أن أحد الأقوال المأثورة لديها هو: «العقل هو كل شيء، فما تفكر فيه، تصبح عليه». إذ تعد العقلية عنصرًا حاسمًا للنجاح في الوظائف والأعمال والرياضة والحياة بشكل عام. وهو ما تدعمه «كاستريلون» بما خلصت إليه الدراسات والبحوث، فقد كشفت دراسة أجراها باحثون في جامعتي ييل وميامي على البالغين في منتصف العمر؛ ووجدوا أن أولئك الذين لديهم معتقدات أكثر إيجابية حول الشيخوخة عاشوا 7,5 سنوات أطول من أولئك الذين لديهم تصورات ذاتية أقل إيجابية عن الشيخوخة. لذلك، يمكن لعقليتك أن تطيل حياتك!

 

7 اختلافات

وتصنف «أنجلينا زيمرمان»-عبر موقع Inc-7 اختلافات رئيسية بين ذوي عقليات الوفرة وبين أقرانهم أصحاب عقليات الندرة، وذلك كالآتي:

أولًا: التفكير الرصين مقابل الأفق الفكري المحدود: فأولئك الذين يتمتعون بعقلية وفيرة يشتهرون بالتفكير الرصين والأفق الفكري غير المحدود. بينما نجد عقلية الندرة تخلق قيودًا في العقل.

ثانيًا: الوفرة مقابل النقص: يعتقد أصحاب العقلية الوفيرة أن هناك الكثير من كل شيء في العالم، من الموارد، والمودة، والعلاقات، والثروة، والفرص. فهم يرون أنهم قادرون على تحمل ما يريدون في الحياة ويقولون بالضبط: «أستطيع تحمل ذلك...». أما أولئك الذين يعانون من عقلية نقص، فهم يرون أن الفرص، والموارد، والعلاقات، والحب، والثروة، وغيرها محدودة، ويرددون باستمرار: «لا أستطيع تحمل ذلك...».

ثالثًا: السعادة والتفاؤل مقابل الاستياء والسخط والتشاؤم: الشخص الذي يتمتع بعقلية وفيرة هو شخص متفائل ويسعد بنجاح الآخرين. وعلى النقيض منه، فإن نظيره من ذوي عقلية الندرة يضع نفسه في منافسة محمومة وصراع مع الآخرين ويستاء من نجاحهم.

رابعًا: احتضان التغيير مقابل الخوف منه: يفهم الشخص ذو العقلية الوفيرة أن التغيير جزء لا يتجزأ من الحياة، فهو يتقبله ويتعاطى معه؛ لأنه يعتقد أن التغيير غالبًا ما يؤدي إلى نتائج أكثر إيجابية، حتى لو كان هذا التغيير يمثل تحديًا إلى حد ما. بينما الخوف يصيب أصحاب عقلية الندرة من هذا التغيير، وسوف يقضون وقتًا في الشكوى باستمرار منه ويستغرقون وقتًا أطول لقبول التغيير.

خامسًا: الاستباقية مقابل رد الفعل: بسبب نهجهم الإيجابي؛ فإن ذوي العقلية الوفيرة، يكونون استباقيين في حياتهم ومواقفهم، ويخططون بشكل استراتيجي ولديهم رؤى مستقبلية، وهو ما يتناقض مع ما عليه نظرائهم من ذوي عقلية الندرة.

سادسًا: التعلم مقابل معرفة كل شيء: عقلية الوفرة تشتهي التعلم والنمو، ولديهم نهم لا ينتهي للمعرفة وتطوير مهاراتهم واكتساب أخرى جديدة. في حين يعتقد أصحاب الندرة أنهم يعرفون كل شيء؛ مما يحد بشدة من تعلمهم ونموهم.

سابعًا: الفاعلية: صاحب عقلية الندرة ينتقي الأفكار السلبية ويتبنى عقلية الضحية؛ لأن لديه خليط من المشاعر السلبية، كالقلق والخوف والانفعال والتوتر والغضب والاستياء؛ مما يخلق لديه أفكار ومعتقدات سلبية، ويسبب له أمراضًا في الجسم تؤدي إلى تدهور الصحة بشكل عام، حيث ينصب تركيزه اليومي على «ما لا ينجح». على الجانب الآخر، فإن الذي يتمتع بعقلية الوفرة يكون صاحب رؤية ويرى الإمكانيات اللامحدودة في العالم، إذ ينصب تركيزه في الحياة اليومية على «ما ينجح».

7 فوائد مهمة

وفي ضوء ذلك؛ فمن الواضح أن ذوي عقليات الوفرة هم الأكثر إفادة لبيئة العمل ولتحقيق الإنجازات وتطوير الأداء بشكل فعال، وبما يحقق أهداف ومصالح الجهات والشركات والأجهزة المختلفة. لذلك فإنه من الأهمية بمكان أن نسلط الضوء على فوائد وجود ذوي عقليات الوفرة في بيئات العمل، والحياة بشكل عام، وهو ما تتطرق إليه «فريا لاسكوسكي»-عبر موقع readwrite-والتي تبرز 7 فوائد مهمة تحققها عقلية الوفرة لذويها كالتالي:

1- تغير مفهومك ونظرتك إلى العالم: تساعدك عقلية الوفرة على فهم أن العالم مليء بإمكانيات غير محدودة. لذلك، لن تقلق بشأن الفرص الضائعة والأبواب المغلقة والفشل. وستصبح على يقين من معرفة أنه في الشهر أو الأسبوع أو العام المقبل، ستكون هناك فرص أفضل وأكثر متاحة أمامك.

2- تتطلع نحو المستقبل: عادةً ما يخشى الأشخاص أصحاب عقلية الندرة من المجهول والأسوأ في المستقبل ولا يعرفون ما يخبئه لهم ذلك. وعلى النقيض منهم نجد أنه مع عقلية الوفرة، يمكنك التطلع نحو المستقبل؛ لأنك تعلم أن هناك الكثير من الفرص المتاحة. وهذا يؤدي إلى المزيد من الإثارة في حياتك المهنية والشخصية!

3- تصبح شخصًا أفضل: عندما تعلم أن هناك ما يكفي من الموارد في الكون، فسوف تعطي للآخرين دون تردد. وهذا العطاء لن يقتصر على الناحية المادية فقط، بل يمكنك مشاركة معرفتك ونصائحك ووقتك؛ مما يعني أنك إنسان ذو قيمة ومعطاء بشكل أفضل.

4- يجعلك أكثر تقديرًا لما تمر به من تجارب وخبرات: يمكن للعقلية السوية (الوفرة) أن تساعدك على أن تصبح أكثر تقديرًا لكل تجربة في حياتك، وتساعدك-أيضًا-على أن تحب عملك وحياتك، حتى لو لم تكن الأمور تسير على ما يرام في الوقت الحالي.

5- تصبح أكثر تقبلًا للتغيير: التغيير ضروري للحياة، وبدونه لن يكون هناك تطور؛ لذلك، فإن تطوير عقلية الوفرة ليك يساعدك على أن تصبح أكثر تقبلاً لتغيرات الحياة عندما تأتي حتماً. وستهيئ نفسك وستكون متفائلاً بتحقيق نتائج إيجابية، حتى عندما يكون التغيير صعبًا.

6- تعي تمامًا ما تقصده وتعنيه بكلماتك: أصحاب عقلية الندرة لديهم دائمًا شيء سلبي ليقولوه. أما لو كنت من ذوي عقلية الوفرة، فأنت تعرف-دائمًا-ما تقوله، ومتى تقوله؛ لأنك تفهم اللغة التي تستخدمها والتي تشكل واقعك، وتسهم في إلهامك وتحفيزك ومَن حولك وستصبحون أكثر ثقة وتقديرًا لأنفسكم.

7- يمكنك حل المشكلات من منظور ابتكاري مختلف: عقلية الوفرة تُفتح أبوابًا لا حدود لها؛ إذ يتحول تفكيرك من «هذا أمر فظيع» إلى «هذه فرصة لتعلم شيء ما». كذلك فإنك تتجنب الوقوع في تفكير وعقلية الضحية والنظرة المتشائمة للظروف الحالية؛ مما يسمح لك بالتقييم وبالتركيز بموضوعية ووضوح على ما لا ينجح وما هو ناجح.

4 مواصفات معيارية

وتبرز «ستينسن»، نقلًا عن المدربة التنفيذية والقيادية «كاتيا فيريسين» تقديمها بعض الأمثلة المعيارية الشائعة حول كيفية تحديد ما إذا كانت عقليتك هي عقلية الندرة أو الوفرة، على النحو الآتي:

الرؤية والقناعة: ذو عقلية الندرة يرى نفسه ضحية، ويكون متنمرًا، ويتوهم شعوره بالاستبعاد. بينما من لديه عقلية الوفرة يرى أنه ذو قيمة؛ لذلك يُنزل نفسه مجلس القيادة.

الوضع البدني: يتصف ذو عقلية الندرة بأن أنفاسه متلاحقة وقصيرة وتبدو على ملامح كتفه التوتر وفكه يبدو مشدودًا. وفي المقابل فإن نظيره من ذوي عقليات الوفرة لديه بدن مسترخ ويقظ ورزين ومتوازن ولديه حضور متميز ويتنفس دائمًا بعمق وانتظام.

الناحية الوجدانية: نجد ذوي عقليات الندرة يستنزفون طاقاتهم العاطفية والإنسانية في أماكن تواجدهم ومن خلال ردود أفعالهم الغريبة-أحيانًا-ويشعرون بالإحباط وغير صبورين ومتوترين ويشعرون بالخوف والغضب ومثقلين بالهموم وأحيانًا يشعرون بالعجز ولديهم شعور متعاظم بالانطواء حول ذواتهم ويشعرون بالضغط المتواصل. بينما نلاحظ أن ذوي عقليات الوفرة يشعرون بالقوة والتمكين والارتباط والإيجابية ويشعرون وكأنهم يعملون على أشياء أكبر من أنفسهم ولديهم استعداد دائم لتحفيز طاقة الآخرين وتعزيز شعورهم بالإلهام والحماس والاستثارة تجاه التحديات والتطور المستقبلي.

الجوانب العقلية: وبالنسبة للملامح العقلية والمنطقية الخاصة بذي عقلية الندرة فهو مشوش وغير منظم وفوضوي وأفق تفكيره محدود ويحكم تفكيره الفكر النمطي الدائم بأنه ليس لديه اختيار. بينما نجد ذوي عقليات الوفرة واضحين ولديهم القدرة على التفكير من أكثر من زاوية والإصغاء العقلي بفاعلية ويلاحظون ويكتشفون ما لا يراه الآخرون ويتصفون بالمرونة والتكيف ويحكم تفكيرهم نمط عقلي ومنطقي وهو «أنا لدي دائمًا خيار» ويتميزون بالأفق العقلي المبدع ولا يحكمون على الأمور بعقليات وتفكير المبتدئين.

10 طرق مهمة

وربما التساؤل الذي يراودنا الآن ويطرح نفسه هو: كيف نطور من أنفسنا ونصبح من ذوي عقليات الوفرة. وهو ما ترشدنا «نيكوليت ستينسن» إليه، من خلال 10 طرق متنوعة ومهمة، وهي كالتالي:

1- تعرف على قوة أفكارك: يمكن أن تساعد تنمية اليقظة الذهنية في فك رموز أفكارك من ناحيتي الندرة أو الوفرة، من خلال تخصيص الوقت لملاحظة أنماط الأفكار التي تدور في رأسك؛ إذ يمكنك البدء في بذل جهد واعٍ لتحويل أفكارك نحو الوفرة.

2- ممارسة الامتنان: والتي تعد من بين أقوى الأدوات المعترف بها على نطاق واسع لخلق الوفرة والسعادة، وهو ما تدعمه دراسات وبحوث عديدة.  كما أنه وفقًا لرؤية أوبرا وينفري: «إذا نظرت إلى ما لديك في الحياة، فستجد دائمًا المزيد، وفي المقابل إذا نظرت إلى ما لا تملكه في الحياة، فلن تحصل على ما يكفيك أبدًا.» وفي السياق نفسه، ونقلًا عن توني روبينز قوله: «عندما تشعر بالامتنان؛ يختفي الخوف وتظهر الوفرة».

3- السماء هي الحد: فقد خلصت إحدى الدراسات الممتعة التي أجرتها جامعة هارفارد الأمريكية إلى أنه عندما يركز الناس باهتمام على شيء واحد معين؛ فإن الاحتمالات الأخرى الموجودة أمامهم مباشرة تمر دون أن يلاحظها أحد تمامًا. لذلك من الضروري تخفيف تركيز العقل وخلق وعي موسع يعزز عقلية الوفرة.

4- تنمية شغفك وهدفك ومشاركتهما: إن فهم وخلق الثقة في الأشياء التي تجيدها وتحب القيام بها هي طريقة ممتازة لتعزيز الإيمان بنفسك. كما يمكنك أن تشارك بثقة ما تفعله من خلال ما يميزك عبر وسائل عديدة، كتواصلك الاجتماعي عبر الإنترنت أو شخصيًا.

5- تطوير خبرات الإتقان: إن أفضل طريقة لخلق الكفاءة الذاتية هي المعرفة العميقة التي يمكنك من خلالها خلق ما تريده في الحياة والعيش بوفرة، وخلق تجارب إتقان بوعي، من خلال تجارب النجاح السابقة التي تخلق هذا الإتقان، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تتحسن بنسبة 1% في شيء ما كل يوم، فبعد عام سوف تصبح أفضل بنسبة 365% وستكون قد خلقت تجربة إتقان مميزة لك.

6- انتق كلماتك بحكمة: لاحظ جيدًا أن اللغة التي تستخدمها، وكذلك ما تقوله لنفسك وللآخرين، تشكل واقعك. هل تحكي قصص الندرة أم قصص الوفرة؟

7- بناء ما يتجاوز عقلية النمو: تم تطوير مفهوم عقلية النمو من قبل عالمة النفس «كارول دويك» التي قامت بنشر كتابها بعنوان: «العقلية: علم النفس الجديد للنجاح»، حيث كتبت: في عقلية النمو، يعتقد الناس أن قدراتهم الأساسية يمكن تطويرها من خلال التفاني والعمل الجاد. وهذا الرأي يخلق حب التعلم والمرونة التي تعتبر ضرورية لتحقيق إنجاز عظيم. كذلك يجب الانتباه إلى أن عقلية النمو ترتبط ارتباطًا مباشرًا بعقلية الوفرة.

8- فكر كمبتدئ: إذ إن عقلية الوفرة تتوق-دائمًا-إلى مزيد من التعلم وتطوير الذات والمهارات واكتساب المزيد من الخبرات.

9- ملاحظة الخير: بصفة عامة يميل البشر إلى ملاحظة ما هو سيء بسهولة أكبر مما هو جيد. ذلك أن دماغك في الواقع موصول بهذه الطريقة بفضل تجارب الحياة والتطور منذ بدء الخليقة، حيث كان الأسلاف الذين تعرضوا من خلال تجاربهم إلى التهديدات هم الأكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة وتمرير الحمض النووي الخاص بهم من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك. وبالرغم من ذلك، فإن المتفائلين يعتمدون على عقلية الوفرة ويعيشون حياة أفضل وأطول.

10- تحدث بتأكيدات الوفرة اليومية: تشير الأبحاث التي أجرتها جامعة «كارنيجي ميلون» إلى أن استخدام التأكيدات الإيجابية يمكن أن يحسِّن مهاراتك في حل المشكلات ويقلل من علامات التوتر؛ وبالتالي تحويل عقليتك من الندرة إلى الوفرة.

5 طرق للوفرة الوظيفية

وتضيف « كارولين كاستريلون» 5 طرق أخرى يمكن أن تجعل الإنسان من ذوي عقليات الوفرة، سواء في عمله أو حياته بصفة عامة، وهذه الطرق هي:

1- ركز على ما لديك: إذا كنت تفكر في تغيير وظيفتك ولكنك لم تتخذ هذه الخطوة؛ فمن المحتمل أن تراودك أفكار، مثل «ليس هناك ما يكفي من الوظائف الجيدة»، أو «ليس لدي ما يكفي من المهارات القابلة للتطوير»، أو «هناك الكثير من المنافسين». فهذه كلها أفكار مبنية على الندرة، أو ما يمكن أن نطلق عليه «ما لا تملكه»؛ لأن عقلية الندرة ترى القيود بدلاً من الفرص.

ويمكنك بدلًا من ذلك أن تحول تلك الأفكار إلى أخرى إيجابية، مثل «رائع، لدي 25 عامًا من الخبرة في التسويق، والتي ستكون بمثابة رصيد كبير إذا قررت بدء عمل تجاري»، أو «على مدى السنوات العشر الماضية، قمت بإجراء اتصالات وتكوين شبكة علاقات إنسانية ووظيفية رائعة من شأنها أن تفيدني؛ عندما أبدأ التواصل من أجل وظيفتي التالية. كذلك إذا تم تسريحك من وظيفة ما، فبدلاً من الانغماس في الشفقة على الذات، فكر في مدى روعة أن يكون لديك الوقت أخيرًا، وربما المال بحصولك على مستحقات إنهاء الخدمة، للتفكير فيما تريد فعله حقًا طوال الباقي من حياتك.

2- أحط نفسك بذوي عقليات الوفرة: هل تعرف هؤلاء الأشخاص الذين يبدون دائمًا إيجابيين ويرون نصف الكوب ممتلئًا بدلاً من نصفه الفارغ؟ ابحث عنهم وابدأ في قضاء الوقت معهم. وإذا كان الأشخاص الذين لديهم عقلية الندرة يحيطون بك؛ فإن هؤلاء هم من تحتاج إليهم لإجراء تغيير في مسارك المهني. وكما يقول «توني روبنز»: «إن جودة حياة الشخص غالبًا ما تكون انعكاسًا مباشرًا لتوقعات مجموعة أقرانه». لذلك اسأل نفسك إذا كان هؤلاء الأشخاص الذين تقضي وقتًا معهم هم مَن تتطلع إليهم. فإذا لم يكن الأمر كذلك، فإنك تحتاج إلى البحث عن أشخاص آخرين يعيشون الحياة التي تطمح إليها.

3- ابتكر مواقف مربحة للطرفين: كن على وعي تام بأن عقلية الندرة تعتقد أنه إذا فاز شخص ما، فإن آخر يخسر. لذلك حاول تهيئة ظروف مربحة للجانبين في حياتك؛ لمكافحة هذا النمط من التفكير، وابحث عن طرق يمكن لهذين الطرفين من خلالها المغادرة مع شعور بالإنجاز وشعور أفضل تجاه العلاقة، سواء في حياتك الشخصية أو الوظيفية وعملك.

4- ادخل الامتنان في حياتك اليومية: فمن الصعب جدًا أن تشعر بالخوف أو الحزن طالما تشعر بالامتنان في نفس الوقت. كما تعد ممارسة الامتنان إحدى أكثر الطرق المعترف بها على نطاق واسع لتحسين رفاهية الفرد بصفة عامة. ففي عام 2007، أجرى «روبرت إيمونز» أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا، ورئيس التحرير المؤسس لمجلة علم النفس الإيجابي، بحثًا عن الامتنان؛ فوجد أن التعبير عن الامتنان يحسِّن الصحة العقلية والجسدية. كذلك يمكن أن يؤدي الشعور بالامتنان-أيضًا-إلى الشعور بالسعادة بشكل عام، وهو الأمر الذي يمكن أن تتصف تأثيراته بأن تكون طويلة الأمد. ويمكن للإنسان ممارسة إحدى طرق الامتنان، من خلال كتابة 5 أشياء تشعره بالامتنان لها كل يوم.

5- تدريب عقلك على التعرف على الاحتمالات: تتيح لك عقلية الوفرة رؤية المزيد في حياتك: المزيد من الخيارات، والمزيد من الاحتمالات، والمزيد من الموارد. فقد وجدت إحدى الدراسات الرائعة التي أجرتها جامعة «هارفارد» أنه عندما نركز على شيء معين باهتمام شديد؛ فإن الاحتمالات الأخرى الموجودة أمامنا مباشرة يمكن أن تمر دون أن يلاحظها أحد تمامًا. وفي ضوء ذلك انتبه إلى أنه إذا كان اعتقادك هو «لا أستطيع فعل ذلك»، أو «إنه مستحيل»؛ فسيتم التخلص من أي أفكار أخرى تتعارض مع ذلك.​



 
 
انفوجرافيك
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة