الهرم المعرفي وذكاء الأعمال

​​​​​

يقوم المرتكز الأساسي الذي يسهم فيه ذكاء الأعمال BUSINES  INTELIGENCE لدعم اتخاذ القرارات من قبل متخذها على الحوكمة الصحيحة للوصول إلى بيانات وحقائق تدعم القرارات السليمة من خلال لوحة معلومات ذكية أو ما يسمى  Smart Dashboardتفاعلية ومعايير مرنة تدعم المنظمات ومتخذي القرارات فيها لاتخاذ قرارات حكيمة؛ بهدف ضمان تحسين جودة العمل داخل المنظمة. فالبيانات، والتي هي عبارة عن مجموعة حقائق وقياسات ليس لها معنى محدد، يمكن الحصول عليها من طرق عدة، كالملاحظة أو المشاهدة. كذلك فإن البيانات وحدها ليس لها فائدة إذا لم توضع في شكلها وفي سياق عمل مناسبين. فقد تكون في شكل أرقام أو حروف أو رموز وصور تخدم وتختص بموضوع معين، وصولاً إلى مرحلة ما بعد البيانات، ألا وهي المعلومات التي تمت معالجتها من خلال عمل التصنيف المناسب لها وتنظيمها وعمل التحليل اللازم لها لتصبح ذات معنى لتحقيق الهدف المطلوب منها، والمعلومات تأخذ عدة أشكال، فمنها على سبيل المثال التقارير والرسوم البيانية والجداول. لذلك فإن المعلومات هي من تعطي للبيانات معنى. وهو ما يمكن توضيحه من خلال هرم المعرفة الذي استُخدم لعدة سنوات لتوضيح العلاقة الهرمية بين البيانات والمعلومات والمعرفة والحكمة (D.I.K.W) Data   Information Knowledge Wisdom وبين التسلسل الهرمي لها.

وعند النظر لمفهوم المعرفة في حياة البشر بشكله العام، وفي منظمات الأعمال الإدارية والقيادية على وجه الخصوص، يلاحظ فروق لسلوكيات الأفراد تجاه المعرفة، فعلى سبيل المثال لو قرأ شخصين محتوى كتاب واحد له نفس العنوان، إلا أنهما حتماً سيرسمان معاني مختلفة لما فهمه كل منهما من محتوى ذلك الكتاب. ومن هنا يتبين لنا أن الفرد نفسه وخلال مراحل مختلفة من حياته قد يدرك الأشياء بطريقة آخرى مختلفة من البيانات والمعلومات؛ وبالتالي ربما يتم تشبيه العقل البشري «بالقرص الصلب» وما يحتويه من محفزات تجعله يحول الدماغ البشري من محفزات إلى بيانات، والبيانات إلى معلومات، وكل هذا يتم من خلال الوظائف المعرفية التي يكتسبها الفرد.  

إن المعرفة تلعب دوراً كبيراً في تغيير ثقافات المنظمات، وكذلك أثرها في صناعة قرارتها. فمن خلال المعرفة يمكن اكتشاف طرق مبتكرة لدفع عجلة التنمية بالمنظمات نحو الأمام، لذلك فالخبرة تعد عنصراً مهماً وأحد المعارف المكتسبة من خلال العديد من التجارب والاطلاع والممارسات المتراكمة لأحداث مرت على المنظمات في الماضي. كما إن للمعرفة تأثيرًا كبيرًا على صناعة القرار وتحسين الأداء التنظيمي للمنظمات من خلال معالجتها كافة المعاملات، وصولاً إلى صناعة قرارات صحيحة مبنية على مصادر معلوماتية وأدوات داعمة لصناعة تلك القرارات، والتي تتضمن ضرورة وجود حكمة، وهي التي تعد المثالية في السلوك والقرار والموازنة وتقدير الأمور، وذلك من خلال وضع الشيء المناسب في موضعه المناسب وأداء ما يجب أدائه في زمنه المناسب.

أ.أحمد بن سعود العقيل

إدارة المشاريـع-الإدارة العامـة للتخطيــط والتميز المؤسسي-معهد الإدارة العامة


 

​ 



 
انفوجرافيك
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة