نظراً لما يشهده العالم من مشكلات وقضايا بيئية، ونقص الموارد الطبيعية؛ فقد زاد الاهتمام بمفهوم الإدارة الخضراء، مما استدعى الحاجة إلى تبني ممارسات وأنظمة جديدة تلبّي متطلبات الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية لتحسين جودة حياة المجتمعات والمنظمات والموظفين والعملاء، والحد من التأثيرات السلبية على البيئة، وتطوّر مفهوم «الأخضر» ليشمل كافة وظائف المنظمة وأنشطتها، وأهمها إدارة الموارد البشرية الخضراء (Green HRM)، والتي تلعب دورًا حيويًا في القضايا البيئية وتحقيق الاستدامة لموارد المنظمة.
وتعد إدارة الموارد البشرية الخضراء فلسفة أو نهجًا بيئيًا إداريًا يهدف إلى دمج وتضمين الأهداف البيئية في جميع ممارساتها؛ لتصبح صديقة للبيئة (خضراء). وهو ما يتناوله هذا المقال بشأن كيفية جعل ممارسات الموارد البشرية صديقة للبيئة (خضراء) في المنظمات وفق مبادرات رؤية المملكة 2030، والتي سبق طرحها في مقال سابق.
توجهات رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء
انطلاقاً من رؤية المملكة 2030 ومن أجل تحقيق الاستدامة الخضراء، أعلن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله-عن مبادرة «السعودية الخضراء» و»مبادرة الشرق الأوسط الخضراء» لتنشيط السياحة الخضراء، ولدعم المملكة من خلال زيادة اعتمادها على الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات الكربونية وحماية البيئة، وذلك تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 التي يأتي ضمن أهدافها تعزيز الصحة العامة ورفع جودة الحياة لمواطنيها والمقيمين فيها. وفي ضوء ذلك يظهر لنا جليًا مدى تناغم ممارسات إدارة الموارد البشرية الخضراء مع توجهات رؤية المملكة 2030 بهدف الحفاظ على البيئة. حيث تعد إحدى الأدوات الاستراتيجية التي يمكن استخدامها لدعم الاجهزة الحكومية والأهلية لتحقيق أهداف الرؤية نحو الاستدامة الخضراء. وعلاوة على ذلك، قامت معظم الوزارات والهيئات والمنظمات بالتحول في عدد من ممارساتها إلى المعاملات الإلكترونية، عوضاً عن الأعمال الورقية من أجل الحفاظ على البيئة، وتحقيق كفاءة الإنفاق، وخفض التلوث والتأثيرات السلبية على البيئة. وعليه سيتم عرض رؤية استشرافية لمستقبل تطبيق إدارة الموارد البشرية الخضراء في المنظمات السعودية، وتصور مقترح لتفعيل هذه الممارسات في ظل مبادرات رؤية المملكة 2030، من خلال الشكل المرفق.