أبناؤنا أولى وأنفع للوطن


على الرغم من الحراك التنموي الذي تشهده المملكة في المجالات كافة بصفة عامة، ومجال تطوير وتمكين الموارد البشرية بصفة خاصة، والذي يتجسد في الخطط والمُبادرات الوطنية وما تضمّنته من إصلاحات وتشريعات وإطلاق للقطاعات الواعدة ويتواكب مع جهود برامج التوطين، ودعم الوظائف؛ مما انعكس على رفع معدَّل مشاركة القوى العاملة، حيث سجل معدل البطالة بين السعوديين أرقاماً تاريخية، تقترب كثيراً من 7 % من المستهدف المحدد في «رؤية 2030»؛ فإنه لا يزال هناك من يؤمن - وعطفاً على الكثير من المؤشرات والممارسات المشاهدة داخل مؤسساتنا - بإمكانية الأجنبي، ويعتمد عليه في أداء كثير من الأعمال وتنفيذ العديد من المشاريع.

وعلى الرغم من أن حاجة السوق السعودية للعمالة الأجنبية هي سمة يصعب التغلب عليها، فإننا ومن واقع التجارب الماثلة أمامنا جميعاً بكافة المجالات والتخصصات ، فإن قصص النجاح بدأت تملأ الآفاق على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي؛ لذلك نقولها عالياً: «السعودي أولى وأنفع للبلد» فالمواطنة هي الثقة الكبيرة في الإمكانيات، مع إدراك حجم المسؤولية الملقاة على أكتاف شباب الوطن، مع القدرة على تحقيق إنجازات مميّزة للوطن، بغرض الارتقاء بالمجتمع دون انتظار مردودٍ مادي، واحتساب الأجر عند الله عز وجل.

لذلك ليس من المستغرب أن تضع الدولة – أعزها الله -أبناء الوطن في مكانهم الصحيح، حين أكَّدت وبوضوح لا يقبل التأويل أن الثروة الأولى التي لا تعادلها ثروة لهذا الوطن مهما بلغت هي: شعبٌ طموحٌ، معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمانُ مستقبلها بعون الله.

عليه نرى ضرورة دعم وتعزيز التوجه نحو عدم الاعتماد الكلي على الشركات في تنفيذ البرامج والمشاريع الخاصة بالمنظمات، لما يشكله هذا الاعتماد من مخاطر لا تكون في الحسبان، وذلك بسبب عدم الفهم الكافي لمتطلبات هذه المنظمة أو تلك ولا الاحتياج الفعلي لذلك، فعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما تستعين منظمة أو شركة ما بمواقع للتوظيف او الاستقطاب فهذا بلا شك تأكيد على أن هناك مشكلة إما في إدارة الاستقطاب لهذه المنظمة أو أنه أصلاً ليس لديها المقدرة على فهم الاحتياج البشري للمنظمة ولذلك تبحث عن الحل السهل بالاستعانة بالشركات الأخرى الأجنبية. ويمكن القول إن التطوّر الذي نشهده الآن أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن أبناء الوطن على مستوى عال من الكفاءة، وأن التنافس الشريف في أعلى درجته، حيث إنه من السهل أن تجد احتياجك في السوق عطفاً إلى الممارسات السابقة وآليات الاستقطاب القديمة، وإن كان لا بد فهناك شباب سعوديون يمارسون نفس النشاط وبنفس الآلية ويمكن الاستعانة بهم وبخبراتهم في سد الاحتياج الفعلي في منظمتك، وليس هذا فحسب فكثير من الشركات الأجنبية تنقل ملفاتك بين القطاعات الأخرى وخاصة في المشاريع بمجرد تغيير الشعار واسم المنظمة ويكون هناك أشخاص مميزون وقادات يعتمد عليهم.

ختاماً لست قلقاً على مستقبل مملكتنا الغالية، بل أتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقاً، نحن قادرون على أن نصنعه - بعون الله – بثرواتنا البشرية التي أنعم الله بها علينا، فقط علينا أن نتوجه دوماً إلى الأمام. إن مستقبل المملكة مبشر وواعد بإذن الله، لدينا قدرات تقوم بمضاعفة دورها وزيادة إسهامها في صناعة هذا المستقبل، وطموحنا أن نبني وطناً أكثر ازدهاراً يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معاً لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم بالتعليم والتأهيل، وبالفرص التي تتاح للجميع والخدمات المتطورة في التوظيف.​

 
انفوجرافيك
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة