للوظيفة أهمية كبيرة في حياة الأفراد والمجتمعات والدول ككل، وذلك من منطلق دورها في الحفاظ على الاستقرار، ومساعدتهم على تحقيق هويتهم وآمالهم، وتأسيس حياة شخصية وأسرية آمنة، وبناء مستقبل مشرق قائم على اكتساب المزيد من الخبرة والمعرفة، فقد نتج عن ذلك انعكاسات واضحة على بيئة العمل والعاملين والعاملات بها، حيث بدأت تتجلى في الأفق ظاهرة جديدة تسترعي الاهتمام والاستقصاء، وهي الميل أو الاتجاه إلى التقاعد المبكر خصوصاً لدى النساء. فما هي الأسباب؟ وهل يمثل التقاعد بالنسبة للمرأة نهاية مرحلة والعودة إلى قواعدها المنزلية سالمة أم هي بداية مرحلة جديدة لها تحدياتها والتزاماتها والتي تجد المرأة نفسها مضطرة لتقديمها من جديد؟ 

وتؤكد عدد من الدراسات المتخصصة أن المرأة أكثر تخطيطاً وتنظيماً لمسار التقاعد من الرجل، وأغلبهن تضع برنامج عمل قبل التقاعد يجمع بين مشروع استثماري، والاهتمام بنفسها ومن حولها لدرء الانعكاسات النفسية للفراغ؛ فكثير ممن تقاعدن المرأة المبكر انخرطن في مشاريع خاصة ناجحة، وتحولن إلى سيدات أعمال من الدرجة الأولى، واستثمرن خبراتهن وتجاربهن في نوافذ جديدة للعطاء، وأخريات تقاعدن بسبب رغبتهن في الراحة، واستعادة الاهتمام بالأبناء، والزوج وشؤون الأسرة، وغيرهن وجدن أنفسهن بعد فترة من التقاعد أسرى للفراغ والملل والمشاحنات الزوجية، والظروف الاقتصادية، وقررن العودة للعمل مرة أخرى للعمل في القطاع الخاص، وأخريات استعدن رغبة قديمة في مواصلة ما فات من دراسات جامعية عليا