انطلقت المجلة عام 1977م، كنشرة إخبارية متواضعة باسم "حديث المعهد"، تتناول أخبار المعهد على نطاق ضيق، ولا يتجاوز عدد صفحاتها ورقتين، ثم تحولت إلى نشرة إعلامية شهرية ورقية بمسمى "أخبار المعهد" بحجم التباويد"، وزاد عدد صفحاتها إلى ۱۲ صفحة. 

وفي العام 1995م رأت قيادة المعهد أن الوقت قد حان لتحويلها من نشرة علاقات عامة محدودة الصفحات والشكل والموضوعات إلى مجلة إعلامية ملونة تحت اسم "رسالة معهد الإدارة العامة"، وأعتبر هذا الأمر بمثابة تحول مهم في تاريخ المجلة؛ فقد تنوعت في مضمونها التحريري، واهتماماتها الإعلامية وزاد عدد صفحاتها إلى ٣٢ صفحة كما انطلقت مسيرة التطوير في شكلها الفني وتبويبها.

واتسعت دائرة توزيعها لتشمل عدة شرائح مختلفة من المجتمع، لاسيما أصحاب القرار الإداري والوزراء ونوابهم ووكلائهم، وأعضاء مجلس الشورى، وأساتذة الجامعات، والباحثين، والشخصيات المهتمة بالشأن الإداري والتدريبي، وتواصلت سلسلة التغييرات التي شهدتها المجلة حينما تقرر تغيير اسمها ليصبح معبراً عن رسالة المعهد وشعاره "نحو تنمية إدارية أفضل"، وجرى استطلاع آراء عدد من القيادات الإدارية والمسئولين والزملاء في المعهد وبناء عليه شهد عام 2008م تغيير مسمى المجلة من "رسالة معهد الإدارة العامة" إلى مسمى مجلة "التنمية الإدارية"، وتبوأت المجلة مكانتها في المشهد الإعلامي بحصولها في ذات العام على ترخيص رسمي من وزارة الثقافة والإعلام باسم "مجلة التنمية الإدارية"، وانتظمت في الصدور الشهري كمجلة إعلامية تثقيفية تسعى لنشر ثقافة المعهد، ورسالته، وتعزيز الفكر المتخصص وفق مفهوم التنمية الإدارية الحديث، وأصبحت تغطي في كل عدد محاور وثيقة الصلة بقضايا الشأن التنمية الإدارية؛ كما توجهت للتغطية الصحفية الميدانية لمختلف الفعاليات والندوات ذات العلاقة بنشاطات المعهد كجزء أساسي من اهتماماتها التحريرية. 

ولقد استطاعت المجلة خلال الفترة القليلة الماضية، وبدعم الإدارة العليا لمعهد الإدارة العامة، ومن خلال ما ورد لهيئة تحريرها من أصداء من داخل المعهد وخارجه أن تحقق نجاحاً مهنياً، وأن ترسخ أقدامها في الساحة الإعلامية المحلية والعربية كواحدة من أبرز المجلات الحكومية العربية المتخصصة في شئون التنمية الإدارية، وأن تقدم عملا صحفياً متميزاً بمعاييره وضوابطه المهنية المعروفة، وفق الإيقاع الإعلامي السريع الذي يميز الصحافة المتخصصة الحريصة على كسب ثقة واحترام القارئ. 

وإدراكاً من القائمين على المجلة لدورها، واهتمام مختلف الأوساط والنخب بها، رأوا ضرورة توسيع دائرة إهداءات المجلة إلكترونياً لتشمل شخصيات فاعلة، وشرائح قيادية إدارية وإعلامية بارزة، وعددا من المسئولين في مختلف المواقع الوظيفية على مستوى المملكة وخارجها. كما استطاعت تفعيل التواصل الإعلامي مع وسائل الإعلام المحلية بما يخدم رسالة المجلة ويعزز دورها، ويسهم في سرعة وصولها إلى قرائها، ولم يغفل القائمون على مجلة "التنمية الإدارية تواجدها الإلكتروني في فضاء الإنترنت وتطوير هذا التواجد  والتواصل من خلال موقع المجلة الإلكتروني، وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

لقد حققت المجلة عبر مسيرتها الإعلامية الكثير من النجاحات التحريرية، ونهضت بدورها الإعلامي بكفاءة عالية من أجل تقديم عمل صحفي إبداعي متخصص يخدم رسالة المعهد، ويبرز نشاطاته ومبادراته المختلفة بدرجة عالية من المهنية والكفاءة والموضوعية بشهادة الجميع. 

وهذا العدد الذي بين أيديكم على تميزه ليس هو الطموح، ولكنه البداية لمرحلة قادمة مليئة بالتحديات، والتغييرات الإيجابية التي ستطال المجلة في محتواها وشكلها الفني.