تعد الأخبار الكاذبة، والمعلومات المضللة "fake news" في وسائل الإعلام المختلفة والمواقع الإلكترونية ظاهرة ليست جديدة في المجتمعات، بل تم استخدام هذا المصطلح في القرن الـ19 خلال الحروب والصراعات العسكرية، والحروب الباردة بين الدول، إلا أن انتشار الإنترنت غير طريقة صياغتها وترويجها وتأثيرها، والمستهدفين بها.
موثوقة
وقبل ظهور شبكة الإنترنت، كان الناس يميلون إلى تلقي الأخبار من مصادر إعلامية موثوقة وفق قواعد وممارسات صارمة؛ ثم جاء الانفتاح التقني فأتاح طرقًا وخيارات جديدة لنشر الأخبار، والمعلومات، ومشاركتها، والاطلاع عليها مع ضعف نسبي في معايير التحرير والدقة. ولأن الكثير من الاشخاص يستقي الأخبار حالياً من وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، فلم يعد من السهل تحديد أي الأخبار موثوقة وأيها كاذبة، وهل هي معلومات مضللة تتخذ هيئة أخبار حقيقية؟
ولذا يمكن تقسيم هذا النوع من الأخبار إلى فئتين:
- الأخبار المضللة عمداً، أي أن الأشخاص الذين ينشرونها، يعرفون أنها كاذبة، لكنهم ينشرونها على أي حال؛ بهدف التلاعب بالرأي العام أو توجيهه لأهداف معينة.
- الأخبار التي تحتوي على جزء من الحقيقة، ولكنها غير دقيقة في مجملها. وقد يكون السبب في ذلك هو أن مصدر الخبر لم يتحر صحة الحقائق أو بالغ في بعض الجوانب لإثبات نقطة معينة.
أنواع الأخبار
وهناك أنواع مختلفة من الأخبار الكاذبة التي تهدف للتأثير على المجتمعات، وهي كما يلي:
1- العناوين الجاذبة
نشر أخبار القصص الغريبة، والمبالغ فيها، وصور المشاهير غير الدقيقة، وهي مصممة عمدًا للحصول على المزيد من زوار الموقع، وزيادة عائدات الإعلانات على حساب الحقيقة والدقة.
2- الدعاية الرنانة
تهدف هذه الأخبار المؤلفة لتضليل الجمهور وتعزيز أجندة معينة أو منظور متحيز.
3- الصحافة الركيكة
في بعض الأحيان، لا يتوفر للصحفيين الوقت للتأكد من جميع الحقائق قبل النشر؛ مما يؤدي إلى تحول الأخطاء المرتَكبة بحسن نية إلى أخبار غير صحيحة.
4- "المانشيتات" المضللة
في بعض الأحيان قد يكون الخبر صحيحًا في مجمله، ولكن يتم استخدام عنوان مثير لحث القراء على قراءته، وقد يؤدي ذلك إلى ترويج معلومات غير دقيقة معتمدة على ما جاء في العنوان الرئيسي (المانشيت) ويتم بناء مقتطفات صغيرة مشوهة حوله، ونشرها بسرعة في وسائل التواصل الاجتماعي.
5- المحتوى الاحتيالي
يحدث هذا عندما يتم انتحال صفة مصادر الأخبار الحقيقية بإصدار أخبار مختلقة لخداع الجمهور أو تضليله.
6- الهجاء أو المحاكاة الساخرة
تُنشر بعض الأخبار الكاذبة بغرض الترفيه. فعلى سبيل المثال تستخدم القصص المبالغة فيها للمزاح والسخرية من المشاهير، ولا تحاول هذه الاخبار تضليل الرأي العام لأنه لا يُقصد بها أن تؤخذ على محمل الجد.
آلية عمل
غالبًا ما يتم نشر الأخبار الكاذبة من خلال مواقع "مزيفة" غالبًا ما تحاكي مواقع الأخبار الحقيقة في محاولة لاكتساب المصداقية. وفقًا للأبحاث والدراسات فإن وسائل التواصل الاجتماعي تستطيع نشر الادعاءات الزائفة، ما يسبب ترويجها أسرع من الأخبار الحقيقية؛ لأنها مصممة عادةً لجذب الانتباه وملامسة المشاعر؛ بما تحتوي من تفاصيل غريبة تثير الغضب أو الخوف أو الفضول.
"روبورتات"
ويمكن لـ"روبوتات" وسائل التواصل الاجتماعي أن تنشر أخبارًا مضللة؛ لأنها تستطيع أن تنتج، وتنشر المحتوى على نطاق واسع، بغض النظر عن مصداقية مصادرها، وذلك عبر استخدام تقنية التزييف العميق، وهي عبارة عن مقاطع فيديو مزيفة تم إنشاؤها باستخدام البرامج الرقمية، والتعلم الآلي، ومبادلة الوجوه، ويتم دمج الصور لإنشاء لقطات جديدة تعرض أحداثًا أو تفاصيل ووقائع لم تحدث على أرض الواقع، ويمكن أن تكون النتائج مقنعة للغاية ويصعب اكتشاف أنها زائفة.
المخاطر
وكثيرًا ما يتخذ الأشخاص قرارات مهمة، بناءً على ما يقرؤونه في الأخبار، ولهذا فإن الأخبار الموثوقة بالغة الأهمية وتؤثر سلباً في الرأي العام، وعندما يتعذر التمييز بين الأخبار الحقيقية والزائفة، فإن ذلك يؤدي إلى حدوث ارتباك، وسوء فهم بشأن الكثير من القضايا الاجتماعية والاقتصادية، والأمنية والفكرية المهمة، وعندما يكون لدى الناس شعور عام بأنه يجب ألا تصدق أي شيء تقرأه، فإن ذلك يقوض الثقة العامة في مصادر الأخبار الحقيقية، ويؤدي للارتباك.