أيها المدراء.. رفقاً بالموظفين


العلاقة بين المدير والموظفين أو الرئيس والمرؤوسين تعد نقطة محورية وأساسية في نجاح أي مؤسسة في تحقيق أهدافها العامة وإيجاد بيئة عمل صحية باعثة على التميز والإنجاز، كما أنها علاقة تبادلية، فنجاح المدير يعتمد على نجاح الموظفين في أداء مهامهم على أكمل وجه بكفاءة وفاعلية، وبالمثل فإن إقبال المرؤوسين على العمل بكل جّد وعطاء غير محدود يرتبط بشعورهم بالتقدير والتحفيز بشكل مستمر من جانب المدراء.
من المهم أن يُكرس المدير قدراً من الوقت لبناء جسور الثقة مع الموظفين، والتعرف على شواغلهم واهتماماتهم حتى يتمكن من إطلاق العنان لقدراتهم، وتوظيف ما لديهم من طاقات لخدمة العمل، وأن يحرص أيضاً على إضفاء طابع ودي على العلاقة مع الموظفين بطريقة احترافية توازن بين الاعتبارات الإنسانية ولا تخل أيضاً بالأطر والقواعد الوظيفية.
لذلك أنصح نفسي أولًا.. ثم كل من ولاَّه الله على عاملين بمختلف أعمارهم وأجناسهم وتخصصاتهم.. اتقوا الظلم، فكم حطم من أمل وقتل من طموح وقاد إلى الزلل، فبسببه تهرب المواهب وتُمحق المكاسب. 
ونداءً إلى كل مدير أو مسؤول لا تحرموا الموظفين حقوقهم من الزيادات والترقيات بغير حق، ولا تحجبوا عنهم فرصة التطوير والتدريب رغم توافر ميزانيات مرصودة لهذا الغرض، ولا تفضلوا غيرهم بسبب الصداقة أو القرابة أو الواسطة، فليكن معيار الأفضلية هو المعرفة والاجتهاد والإنجاز والكفاءة، ضعوا نصب أعينكم دائمًا قول الله عز وجل في كتابه العزيز "اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى" فإن أسوأ ما قد يفسد العلاقة بين المدير ومرؤوسيه، ويجعل بيئة العمل سامة ويحول حياة الموظف إلى بؤس، أن يحكم المدير بالظن أو بكلام منقول دون أن يسعى للتحقق من الأمر بمناقشة الموظف أو مواجهته بأخطائه إن كانت حقيقية.
ويبقى القول بأن إدارة البشر فن لا يجيده إلا من استطاع فهم طبيعة النفس البشرية وتحليل تصرفاتها وفهم دوافعها، فيعلم كيف يحفزها ويروض عيوبها، ليقود كتيبة العمل نحو الإنجاز.


 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة