«الأكــــــل الجماعـــــي» في العمل.. مشاعــر إيجابيـة أم مناظـر مزعجـة؟

​في حين تعمم عدد من المنظمات الحكومية والخاصة، وتحذر منسوبيها من مخالفة تناول الطعام الجماعي في المكاتب، ومن إحضار الموظفين الغذاء من الخارج؛ ما يزعج ويسيء للمنظر العام، ويربك وقت الدوام الرسمي، ويجعل رائحة مواقع العمل تصبح أقرب إلى المطابخ والمطاعم. تذكر عدد من التقارير الطبية أن تناول الطعام جماعة في مقر العمل له فوائد تتراوح بين تعزيز المزيد من المشاعر الإيجابية حول مكان العمل وتحسين الصحة النفسية، وتصل إلى تحسين العمل الجماعي.​​

الكعك والحلويات
وأكد ذلك البروفيسور في السياسة الغذائية والصحية بجامعة لندن "مارتن كاراهر"، الذي قال في مقال نشره موقع "ذا كونفرسيشن" (theconversation) الأسترالي: "إن الموظفين في السويد يؤمنون بإيجابيات هذا السلوك، وينظمون حدثاً يومياً يسمى "فيكا" يعتمد على مشاركة الطعام في العمل، خاصة الكعك وأطباق الحلويات الأخرى، ويقضون بعض الوقت بعيداً عن المكتب للتواصل بينهم أثناء تناول الطعام". وأضاف أن عادات الأكل في مكان العمل تغيرت مع مرور الوقت في العديد من البلدان، بما في ذلك المملكة المتحدة؛ إذ لا يحصل سوى قلة من الناس الآن على راحة غداء لا تتجاوز مدتها ساعة، لذا لا يفضلون الاجتماع للأكل مع بعض. 
الأكل الجماعي
وذكرت دراسة استقصائية نشرت عام 2022 -شملت 133 شركة بريطانية- أن 6% من العاملين في المملكة المتحدة يستغنون عن وجبة الغداء في مكان العمل. وأشارت إلى فوائد الأكل الجماعي انطلاقا من تأثيراته على التغذية، مرورا بالصحة النفسية وصولا إلى الإنتاجية في مكان العمل، ومن العوامل المعززة للإنتاجية والأداء الوظيفي، إذا كان متوازنًا بشكل صحيح.
الافراط في الأكل
وتشير منظمة العمل الدولية في تحليل لها لعادات الأكل في جميع أنحاء العالم، أن سوء النظام الغذائي أو الإفراط في الأكل في مكان العمل يمكن أن يتسبب في تراجع الإنتاجية بنسبة 20%. فإذا شعر الموظف بالجوع سيشعر بالقلق وأعراض أخرى، تشمل: صعوبة في التركيز، تقلصات في المعدة، الشعور بالضعف والتعب، الدوار والصداع، الغثيان، المزاج السيئ، مشاكل النوم. لذا من المهم تعزيز عادة الأكل الجماعي في بيئة العمل.
الانتاجية
ومن جانبهم كشف علماء من جامعة "كورنيل" في ولاية نيويورك أن الأكل الجماعي في بيئة العمل يأتي بنتائج إيجابية، بعد دراسة اعتمدت على تجربة استمرت 15 شهراً وشملت 50 فريق عمل ونحو 400 مراقب. وأكدت الدراسة التي أجراها الباحثون على نطاق واسع أن وجبات الغداء التي يتناولها الزملاء في العمل بعضهم مع بعض تؤثر إيجابياً على إنتاجية فرق العمل ومردود عملية الإنتاج؛ حيث حصلت الفرق التي تناول أعضاؤها طعامهم بعضهم مع البعض على أعلى درجات التقدير على إنتاجية عملهم. 
وأثبت العلماء أن تناول الطعام بهذه الطريقة يوجد جو عائلي بين العاملين والموظفين. لهذا ينصح المهتمون بالشؤون الاجتماعية لدى أرباب العمل بإنشاء أماكن لتناول الطعام والمشروبات في شركاتهم ومؤسساتهم لأنها ستزيد من مردود عمل مرؤوسيهم؛ فهذه العوامل تزيد إنتاجية العمل الجماعي الذي سيتميز بالتنسيق وأفضل النتائج.



 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة