هــوايــــاتـك واهتمــامـــاتـك بوابتك للتوظيف وسر نجاحك الوظيفي

إعداد/ د.أحمد زكريا أحمد​

لكل منا هواياته واهتماماته التي يعتبرها متنفسًا له يمارسها ويقوم بتنميتها على نحو يحقق له رغباته المفضلة؛ وبالتالي يصبح أكثر سعادة. وفي مجال الإدارة وعالم التوظيف لن تكون هذه الهوايات والاهتمامات بمعزل عنه؛ فربما يجد فيها ضالته عوضًا عن عدم التحاقه بإحدى الوظائف بحيث يتخذها وظيفة له تدر عليه دخلًا، وربما لأنها تخفف عنه ضغوطه الوظيفية؛ فتجلب له السعادة في جهة عمله ويرتقي بأدائه ويتم ترقيته فيتطور سلمه ومساره الوظيفي، أو ربما لأنها صارت الاثنين معًا: مصدر دخل إضافي ومصدر سعادة ومعيارًا مهمًا لجودة بيئة عمله. لذلك فإن المجتمع الوظيفي-على المديين الحالي والمستقبلي-أصبح يضع نصب عينيه وينظر بعين الاعتبار لتلك الهوايات والاهتمامات؛ اعترافًا بأدوارها وأهميتها باعتبارها كلمة السر في عمليتي التوظيف ونجاح المسار الوظيفي، وجلب السعادة في بيئة العمل لتجويد الأداء، وهو ما نتعرف عليه بالتفصيل في هذا التقرير.​​

اختلافات
توضح الخبيرة "ناتالي سيفرت"-عبر موقع zety-الفروق بين الاهتمامات والهوايات، فتشير إلى أن الاهتمامات هي مواضيع تثير إعجابك وتريد معرفة المزيد عنها. كما أن الاهتمامات عادة ما تكون أكثر حول التعلم واكتشاف الأفكار والمفاهيم والمعرفة، مثل التاريخ أو سلوك الحيوان أو حتى الثقافة الشعبية. على سبيل المثال، إذا كان التاريخ هو اهتمامك، فسيكون الذهاب إلى المتاحف هوايتك. وفي المقابل فإن الهواية هي نشاط يتم من أجل المتعة. أما الهوايات فتمارسها أثناء إجازتك، وليس بشكل احترافي وعادة ما تتم بدون أجر. كذلك تشمل الهوايات جمع أشياء، مثل الطوابع، أو الانخراط في المساعي الإبداعية والفنية، أو ممارسة الرياضة، أو استكشاف الأفكار والمعرفة.
بينما يبرز موقع jobseeker الاختلافات بينها في أن الهوايات هي الأنشطة التي تمارسها بانتظام (على سبيل المثال، تلعب كرة السلة في دوري متتالٍ) وتكون الاهتمامات أكثر ذكاءً أو مفاهيمية أو موجهة نحو الهدف (على سبيل المثال، أنت مهتم بمعلومات عن كرة السلة).
إذن فالمقصود بالهواية-كما يورده موقع Future Learn-باعتبارها نشاط تمارسه بانتظام للتمتع أو الاسترخاء أو التسلية. فعادة الهواية هي شيء تفعله في وقت فراغك. ومع ذلك، كما سنرى، من الممكن أيضًا تحويل هذه الهواية إلى شيء أكثر تنظيماً. هذا التعريف الواسع يعني أن هناك العديد من الأنشطة المختلفة التي تعتبر هوايات. سواء كانت هواية إبداعية شائعة مع الكثير من زملائك المتحمسين والموارد، أو طريقة أكثر تخصصًا لقضاء وقتك.
صانعة السعادة
وإذا انتقلنا مباشرة للعلاقة بين ممارسة هذه الهوايات وبين الموظفين وأدائهم، سنجد أن موقع gethppy.com-المعنِي بعالم التوظيف واحتواء ودمج الموظفين ضمن بيئات أعمالهم-يستعرض الطرق المختلفة التي يمكن للهوايات أن تساعد الموظفين كي يصبحوا أكثر إنتاجية وفعالية، من خلال تسهيل ممارسة هواياتهم وهو ما يجعلهم أكثر سعادة، على النحو الآتي:
• دفعة كبيرة للمعنويات ودعم معنوي: إن ممارسة الهوايات تزيد من معنويات الموظفين، بعد عناء يوم عمل طويل؛ فهي بالنسبة لهم بمثابة الاسترخاء والانتعاش في وقت واحد. وهذا هو السبب-على حد تعبير الموقع-أن العديد من الشركات لديها الآن صالات ألعاب رياضية وغرف استراحة وغيرها. كذلك تقوم العديد من هذه الشركات بإشراك المديرين والقيادات من المستويين المتوسط والعالي في الأنشطة المتعلقة بالهوايات مع غيرهم من الموظفين في المستويات الإدارية والوظيفية المختلفة.
• تساعد في إدارة الوقت بشكل أفضل: فقد خلصت نتائج عدد من الدراسات إلى أن الموظفين الذين يمارسون هوايات معينة يديرون أوقاتهم بشكل أفضل من غيرهم، ويستطيعون تحديد أولويات مهامهم والعمل على الانتهاء من كل شيء في الوقت المناسب، مع تخصيص الوقت المحدد لممارسة هواياتهم؛ باعتبارها كمكافأة إضافية للعمل بكفاءة. وبالتالي فإن لكل ذلك انعكاسه الإيجابي على إنتاجيتهم.
• المزيد من الطاقة في العمل: هناك هوايات معينة-خاصة الرياضية منها-مثل ركوب الدراجات، والجري؛ تجعل الموظفين يشعرون بالنشاط والحيوية، وتؤدي إلى استمتاعهم بحياة أفضل.
الهوايات والإبداع الوظيفي
وفي ضوء ذلك، يلفت موقع Insider إلى أن دراسة أُجريت بجامعة "سان فرانسيسكو"، أوضحت نتائجها أن الشركات وغيرها يمكن أن تستقطب موظفين متميزين؛ إذا استغلت الأوقات المتاحة لغير العمل بشكل جيد يسهم في تنمية هواياتهم واهتماماتهم. فقد ثبت أن الموظفين الذين يمارسون هوايات إبداعية في غير أوقات العمل؛ يشعرون بالاسترخاء المفيد، وينظمون أوقاتهم بشكل أفضل، وأكثر تعاونًا ودعمًا لأقرانهم في العمل، ويبتكرون حلولًا إبداعية للمشكلات التي تواجههم في أعمالهم، مقارنة بغيرهم ممن لا يمارسون أية هوايات.
ومما لا شك فيه أن الموظفين المبدعين هم عملة نادرة، ويحققون مصلحة متبادلة؛ فهم يسهمون في إضافة ميزة تنافسية لجهات عملهم، ومن ناحية أخرى يعملون على تطوير مساراتهم الوظيفية من خلال طرق عديدة كترقيتهم.
7 محفزات مهمة
يضاف إلى ما سبق، ما أظهرته إحدى الدراسات-بحسب موقع MyLive-أن الهوايات التي تمارسها يمكن أن تدعم حياتك الوظيفية، وجودة أدائك من خلال 7 محفزات وأوجه دعم مختلفة، كالتالي:
1- تساعدك على اكتشاف شغفك.
2- تعزز العلاقات المهنية.
3- تسهم في النمو الشخصي.
4- تحفيز القدرات الإبداعية.
5- تنمي التفكير النقدي.
6- تبرز وتصقل مهارات القيادة.
7- زيادة الثقة في النفس.
إرشادات للسيرة الذاتية
وحتى يعي المقبلون على التوظيف أهمية وضرورة الاهتمام بإتقان ممارستهم هواياتهم المختلفة وترشيدها بما يخدم مسيرتهم الوظيفية، وبتنمية اهتماماتهم بشكل إيجابي؛ يطرح موقع jobseeker سؤالًا مهمًا لأي شخص يرغب في الالتحاق بإحدى الوظائف: هل يجب عليك إدراج الهوايات والاهتمامات في سيرتك الذاتية؟ وهو ما يجيب عليه من خلال بعض الإرشادات المحددة لمساعدتك في تحديد ما إذا كنت تريد تضمينها في سيرتك الذاتية أم لا، على النحو التالي:
• متى يمكن أن تتغاضى عن تضمين هواياتك في سيرتك الذاتية؟
إذا كان لديك الكثير من الخبرة المهنية في مجال عملك وكنت تتقدم لوظيفة أخرى في نفس المجال. في هذه الحالة، من المحتمل أن يكون لديك الكثير من المعلومات الأخرى لتضمينها، وبما أن المساحة في السيرة الذاتية محدودة للغاية، فمن الأفضل إعطاء الأولوية لخبرة العمل والمؤهلات ذات الصلة على التفاصيل غير الضرورية تمامًا، مثل ما تفعله بالخارج من العمل.
• وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال آخر، وهو: هل كل الهوايات والاهتمامات يتم ذكرها وتضمينها السير الذاتية؟ وهو ما يجيب عليه الموقع: ليست كلها مناسبة للسير الذاتية. فكن استراتيجيًا فيما يتعلق بأي من هواياتك واهتماماتك التي تدرجها في سيرتك الذاتية، وفكر في كيفية تفسير كل واحدة من قبل صاحب العمل المحتمل. على سبيل المثال، يشير اللعب في دوري كرة السلة الخاص بك إلى أنك تعطي الأولوية لصحتك ولياقتك، ويمكنك العمل بشكل جيد مع فريق، وأنت منفتح.
من ناحية أخرى، فإذا ذكرت ضمن سيرتك الذاتية أن من بين هواياتك ممارسة ألعاب الفيديو، قد يشير ذلك إلى دلالات سلبية نظرًا؛ لأن هذه الهواية عادة ما تكون نشاطًا منفردًا. كذلك تتضمن العديد من ألعاب الفيديو العنف.
• راجع الوصف الوظيفي، وقم بتضمين الأنشطة ذات الصلة، والتي تنعكس إيجابًا عليك كموظف محتمل، وقم بإبراز مهاراتك بشكل متميز.
هوايات واهتمامات مناسبة
ويبرز الموقع بعض الأمثلة على الهوايات والاهتمامات الجذابة لإدراجها في سيرتك الذاتية، ودلالات كل منها، سواء لاغتنامك فرص وظيفية جديدة، أو لمساعدتك في تطوير مسارك الوظيفي، وهي كالتالي:
• العمل التطوعي أو الأنشطة المجتمعية: تظهر هذه الهوايات أنك تتصف بالمبادرة، وبالإيثار، ولديك مرتكزات أخلاقية قوية، وقد تتمتع بمهارات تنظيمية و/أو قيادية.
• الكتابة أو التدوين: تشير هذه الأنشطة إلى أن لديك مهارات اتصال قوية، وهي ضرورية لأي مهنة تقريبًا، وهي واحدة من أكثر السمات المرغوبة لدى الموظفين المحتملين.
• وسائل التواصل الاجتماعي أو البث الصوتي: تشير كل من تجربة الوسائط الاجتماعية والبودكاست إلى أنك على اطلاع دائم بالتكنولوجيا الحالية، ولديك سمات وظيفية تنافسية في مجال التسويق وبناء علاقات مع الجمهور.
• تعلم لغات أخرى: في مكان العمل العالمي اليوم، يعد التحدث بأي لغة أخرى تقريبًا، بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية، مهارة مطلوبة. كذلك تشير دراسة اللغات الأخرى أيضًا إلى الذكاء والتفاني والذاكرة الجيدة ومهارات حل المشكلات القوية.
• الهوايات الإبداعية، كالفن والتصوير الفوتوغرافي وتشغيل الموسيقى وما إلى ذلك): تتطلب العديد من الوظائف مهارات إبداعية، لذلك تدل هواياتك واهتماماتك الإبداعية إلى أنك تتمتع بمهارات التفكير النقدي والتصور الجيد والقدرات التعاونية.
• الرياضة أو التمارين أو الأنشطة الخارجية: تشير ممارستك الأنشطة المتعلقة باللياقة البدنية وتنميتها إلى توفر سمة الانضباط الذاتي والروح الرياضية والوعي الصحي والصبر.
• السفر: يشير السفر إلى الوعي والاعتماد على الذات وبناء العلاقات الثقافية مع الآخرين والقدرة على التكيف والتنظيم.
• القراءة: تحافظ القراءة على حيوية وتجدد عقلك وتفكيرك، وتساعد على تقليل التوتر، وتشير إلى أن لديك توازنًا صحيًا بين العمل والحياة. ومع ذلك، فهي عامة بعض الشيء؛ لذا ضع في اعتبارك تضمين بعض الأنواع أو المؤلفين المفضلين لديك للعمل المناسب.
5 حالات مهمة
ويلفت jobseeker إلى أنه يجب أن يضع أي باحث عن الوظائف في اعتباره إضافة هواياته في الحالات الخمس التالية:
• إذا لم يكن لديك الكثير لإدراجه ضمن سجل العمل أو الأقسام التعليمية، في حالات ما إذا كنت طالبًا أو خريجًا حديثًا؛ سيساعد هذا في ملء سيرتك الذاتية، مع السماح أيضًا لأصحاب العمل المحتملين بالتعرف عليك قليلاً.
• إذا كنت تقوم بتغيير مهنتك: قد يكون لديك مهارات محدودة في القائمة التي تتعلق مباشرة بموقعك المستهدف، وستساعد هذه المعلومات الشخصية في توضيح سيرتك الذاتية.
• إذا طلبت جهة/جهات العمل هذه المعلومات على وجه التحديد.
• إذا كانت الشركة تقدر الشخصيات والسمات الفريدة: في هذه الحالة، فإن إظهار شخصيتك من خلال سرد هواياتك واهتماماتك سيضيف قيمة إلى سيرتك الذاتية.
• إذا كانت هواياتك واهتماماتك تتوافق مع أي من الخصائص أو المسؤوليات الموضحة في إعلان الوظيفة: سيعزز سرد هواياتك واهتماماتك ذات الصلة أنك أفضل شخص مناسب للوظيفة.
هوايات مقابل المال
وعلى جانب آخر، يتطرق موقع Future Learn إلى المردود المادي الوظيفي للهوايات والاهتمامات، والتي تدر دخلًا ومالًا لأصحابها سواء كانوا: موظفين بحيث تصبح مورد دخل ثانٍ لهم، أو غير ملتحقين بوظائف فتعتبر بمثابة وظيفة أساسية لهم. وبناء على ذلك يبرز الموقع أمثلة لهذه الهوايات، كالتالي:
• مجال الإبداع: توجد العديد من الهوايات ذات اللمسة الإبداعية التي يمكن أن تدر المال، كالكتابة وصناعة المحتوى، إذا يمكنك أن تبدأ من خلال مدونة إلكترونية تظهر مهاراتك الإبداعية والتصميم، والحرف اليدوية، والتصوير الفوتوغرافي، وغيرها من الأنشطة الإبداعية، والتي تصبح مصدر دخل مستقل.
• هوايات مرتبطة بمجالات التقنية: كأن تكون مهتمًا بالبرمجة، أو تصميم الألعاب الإلكترونية، أو بالويب، وتطوير البرامج، أو تحرير الفيديوهات، أو أي هوايات ومهارات مرتبطة بالتقنية.
• الأغذية والمشروبات: وبالنسبة لمن يستمتعون بهوايات متعلقة بإنتاج الخبز والأغذية والطهي وإعداد المشروبات؛ فربما يجدون الفرص المواتية في بيعها سواء بشكل مباشر أو عبر الإنترنت.



 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة