دراسة ميدانية: تأثير الكفاءة الأخلاقية للموظفين على سلوكهم وتواضع قادتهم

تمثل المعايير والممارسات الأخلاقية لأي منظمة المرتكز الرئيسي في تحديد مدى نجاحها وتنافسيتها، وحمايتها من الكثير من المشكلات التي عانت منها مؤسسات الأعمال خلال العقود الأخيرة، سواء كانت هذه المشكلات اقتصادية أو فنية أو سلوكيات غير لائقة بين أفرادها، والتي من بينها رغبتهم في العمل داخل بيئات أكثر صداقة، بينما يرغب المديرون في تحقيق أفضل النتائج. وللمواءمة بين هذين الهدفين برزت القيادة المتواضعة كإحدى الممارسات القيادية الحديثة لمواجهة العديد من المشكلات والسلوكيات غير الأخلاقية، وكأسلوب فعال لتحسين الأداء التنظيمي. وهو ما أثار اهتمام كل من: د. فيصل بن علي الشهري ود.مرفت محمد مرسي لتسليط الضوء على هذه الجوانب الأخلاقية والتنظيمية والعملية المهمة في دراستهم المنشورة بمجلة "الإدارة العامة" الصادرة عن معهد الإدارة العامة، والتي نستعرضها معكم في السطور التالية. 
القادة المتواضعون
في البداية يرى الباحثان أن دراسات عديدة أشارت إلى أن القيادة المتواضعة تسهم في التنبؤ بالكفاءة الأخلاقية لتابعيهم؛ لأنه وفقًا لنظرية التعلم الاجتماعي فإن هؤلاء الموظفين (التابعين) سيتعلمون السلوكيات الأخلاقية من قادتهم المتواضعين عبر ملاحظة سلوكهم. وفي سياق متصل، فإن مثل هذا التواضع يتنبأ بالكفاءة الأخلاقية لهؤلاء التابعين أو العاملين، والتي بدورها ترتبط بالسلوك الأخلاقي.
وفي ضوء ذلك كله فإن هذه الدراسة تستهدف الوقوف على التأثير المباشر لمدركات العاملين لتواضع قادتهم على سلوكهم الأخلاقي، كما تستهدف التعرف على التأثير غير المباشر بينهما من خلال الكفاءة الأخلاقية بوصفها متغيرًا وسيطًا، بالتطبيق على منسوبي شركة زين بالمملكة العربية السعودية.
تأثيرات إيجابية طردية
وقد توصلت الدراسة الميدانية التي أجراها الباحثان إلى العديد من النتائج المهمة، والتي من أبرزها ما يلي:
• تؤثر مدركات العاملين لتواضع قادتهم على سلوكهم الأخلاقي تأثيرًا إيجابيًا طرديًا.
• واتضح وجود تأثير إيجابي طردي لهذه المدركات على شعورهم بالكفاءة الأخلاقية، والعكس صحيح.
• كذلك أفادت نتائج الدراسة أن هناك تأثيرًا إيجابيًا طرديًا لشعور هؤلاء العاملين بهذه الكفاءة على سلوكهم الأخلاقي.
• وأكدت الدراسة أن هذا الشعور بكفاءتهم الأخلاقية يتوسط بشكل كامل العلاقة الإيجابية الطردية غير المباشرة بين مدركاتهم لتواضع قادتهم وسلوكهم الأخلاقي.
دورات تدريبية وفعاليات مهمة
وفي ضوء هذه النتائج، يقترح الباحثان عددًا من التوصيات على النحو الآتي:
• حُسن اختيار القادة، بحيث يتم تجنب اختيار مَن يتصفون منهم بالغرور والنرجسية ويقللون من إمكانيات الآخرين ومساهماتهم.
• حث القادة على التحلي بالتواضع في التعامل مع مرؤوسيهم؛ عبر تنمية مهاراتهم على الإنصات والاعتراف بالأخطاء والحصول على التغذية المرتدة والقيادة بالأفعال لا بالأقوال والحرص على خدمة الآخرين.
• حفز العاملين ماديًا ومعنويًا وتدريبهم على تحليل المشكلات الأخلاقية بهدف حلها.
• عقد الاجتماعات وغيرها من الفعاليات، كجلسات العصف الذهني؛ للوقوف على المشكلات الأخلاقية ومناقشتها والتعرف على أسبابها وحلولها.
• تفعيل المواثيق الأخلاقية، من خلال انتهاج أسلوبي الثواب والعقاب حيال مدى التزام العاملين بها.
• حفز القادة ماديًا ومعنويًا كي يصبحوا قدوة لمرؤوسيهم.
• عقد دورات تدريبية وورش عمل لتطوير فهم أفضل للعمليات النفسية وراء أخلاقيات الموظفين.


​​

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة