الحقيقة التي لا تتعلمها في المدرسة

​​

في أمريكا تشـير الإحصائيات إلى أن 10% من الشعـب يملك 90% من ثروات البلاد. أما على مستوى العالم فتبلغ النسبة حدا مخيفا حيث يملك 1% من الأغنياء 99% من مجمل ثروات العالم!
أصحاب النسب الصغيرة ليسوا "الطبقة الفاسدة" كما يخطر على بال معظمنا، بل هم العصاميون الذين يبنون المشاريع ويؤسسون الشركات ويوجدون الوظائف.. هم "رواد الأعمال" الذين يجمعون المال ويحصدون الثروات ويوظفون خريجي الجامعات. 
فكر بأي شركة كبيرة وناجحة، تجد خلفها شخصا مستقلا أسس عمله بنفسه، مثـل سليمان الراجحي، هنري فورد، كارلوس سليم، وبيل جيتس، ووظف بالتالي آلاف "الخريجـين" الذين تربوا على فكرة البحث عن وظيفة يوفرها شخص آخر.
الفرق بين الموظفـين، ورواد الأعمال، أن الفئة الأولى جاهلة بفنون الاستثمار ولا تعرف غير البحث عن "وظيفة"، في حين تعرف الفئة الثانية كيف تجمع المال وتوظـف "غيرها" لجمع مزيد منه.
لا أحاول إقناعك بالاستقالة من وظيفتك، بل إخبارك فقط لماذا لا يصبح البعض ثريا رغم شهادته الكبيرة ومهنته الرائعة. "الحقيقة التي لا تتعلمها في المدرسة" هي أن الأنظمة التعليمية تخرج موظفين متعلمين تحتاج إليهم سوق العمل، وليس رواد أعمال ومستثمرون يستقلون بأعمالهم، ويؤسسون مشاريعهم، ويبنون ثرواتهم الخاصة. إن كان في عمرك متسعا من الوقت، حدد بسرعة هـل ستكون ضمن الـ1% الذين يوجدون الوظائف، أم الـ99% الذين يبحثون عمن يوظفهم؟
مشكلة الـ99% من الناس أنهم يفكرون كثيرا في المال، لكنهم لا يعرفون كـيف يجمعونه فعلا. جمع المال وصنع الثروة ليس تخصصهم أو هدفهم الأول، "كما هو مثلا لدى المستثمرين ورجال الأعمال".
الثراء من أحلام اليقظة التي يشترك فيها جميع الناس، لكن "الاستثمار وصنع الثروة" واقع مختلف ومهارة استثنائية لا يجيدها معظم الناس. لا ألومك إن كنت موظفا، لكنني أخبرك مقدما بأن الوظيفة تحبسك داخل "أحلام اليقظة"، ومن الخطأ الاعتماد عليها حتى سن التقاعد دون إيجاد مصادر مالية رديفة.
ـ يقول جاك ما "أغنى رجل في الصين": الوظيفة قد تحميك من الفقر، لكنها لا تجعلك ثريا. لم أر في حياتي موظفا ثريا إلا وكان موظفا فاسدا...
ـ ويقول الفقير إلى الله "كاتب هذا المقال": أليس غريبا أننا نعلم أطفالنا كيف كان العرب يتحدثون في الجاهلية، ونتجاهل عيشهم في جاهلية استثمارية تعـيقهم عن جمع المال وتأسيس أعمالهم الخاصة؟!


 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة