كيف تواجه التحديات السلوكية في بيئة عملك؟

​​

عندما تتقلد منصباً إدارياً؛ فإنك لا تكون مسئولاً عن نفسك فقط، بل مسئولاً أيضاً عن العاملين تحت رئاستك؛ فالإدارة مهنة التحديات وعليك كمدير-دائمًا أن تختار السلوك الذي تواجه به هذه التحديات ولعل أبرز هذه التحديات ما يلي:

  • انهيار رابطة الولاء بين العاملين والمنظمة.
  • ارتفاع معدل دوران العمالة وزيادة تكاليف الموارد البشرية.
  • انخفاض الروح المعنوية لدى العاملين، وغياب روح الفريق، وسيطرة الصراعات التنظيمية.
  • انتشار حالات السلبية واللامبالاة في بيئة العمل.
     
    والسؤال الآن: كيف تواجه هذه التحديات في بيئة عملك؟
    إننا جميعاً ندرك أن إدارة الموارد المادية أسهل كثيراً من إدارة الموارد البشرية، وإدارة الآخرين أسهل كثيراً من إدارة الذات، ولعل أغلى الموارد لدى المنظمات هي الموارد البشرية؛ لذلك فإن إدارتهم تتطلب مزيجاً متكاملاً من المشاعر الإيجابية والمعرفة العلمية والسمات الشخصية ذات الطابع الأخلاقي.
     
    فالواقع العملي يشير إلى أنه عندما نتأمل المصدر الحقيقي للمشكلات في بيئة العمل، سنجدها دائمًا متمثلة في "أن كل عامل أو موظف لا يؤدي ما هو مطلوب منه بالشكل المتوقع"، وعندما نسأل عن السبب فإننا في الغالب نحصل على أحد التفسيرين:
  • الأول: هؤلاء العاملون أصابتهم درجة عالية من الملل؛ مما انعكس على سلوكهم المهني وأصابهم بحالة من الكسل والإهمال.
  • الثاني: العادات السلبية تنبع من العقل الباطن أو اللاوعي للموظف نفسه؛ مما نجد صعوبة في تغييرها.
     
    فالموظف الذي يقضي في العمل أكثر من 8 ساعات يومياً بين زملاؤه ورؤساءه في العمل خلال هذه الأوقات، يمكن أن يكون سعيداً راضياً، أو يقضيها في جو غير ملائم مشحون بالتوتر، والفرق بين الحالتين يتوقف على: ظروف وبيئة العمل، والعمل الجماعي، والعلاقة بالآخرين، والثقة بالآخرين، والقيــــادة.
     

لذلك يجب عليك كمدير لكي تتغلب على هذه التحديات أن تخلق البيئة الإبداعية القائمة على التشجيع والمشاركة والدعم المستمر؛ لتعزيز المفاهيم الإيجابية التي تسهم في تحقيق أهداف المنظمة، من خلال شعور العاملين بأن النجاح هو نجاح الجميع، والفشل أيضاً هو فشل الجميع، مع الوضع في الاعتبار أن هذه العملية طويلة من حيث الوقت وشاقة من حيث الإرادة والإصرار على التغيير.


 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة