إدارة السمعة التنظيمية

​​

لقد أدت التغييرات السريعة في تقنيات الاتصال إلى إثارة اهتمام وتوقعات المستهدفين، حيث اكتسبت الجدارة والثقة والشفافية والمساءلة أهمية كبرى، وهي من بين المؤهلات الحيوية التي تشير إلى استدامة المنظمات العامة. في هذا الصدد، أصبحت وظيفة إدارة السمعة التنظيمية Organizational Reputation-كأصل غير ملموس يؤثر على الأداء اللاحق للمنظمة والاستخدام الفعال لأدوات ووظائف الاتصال-أكثر أهمية للمنظمات على حد سواء، وتعد مؤخراً واحدة من أهم القيم التي تتمتع بها المنظمات. وعلى ذلك، لا تشمل بيئة الأعمال اليوم ما يتم إنتاجه أو تقديمه من قبل المنظمات فحسب، بل تشمل أيضاً الفوائد التي تقدمها للمجتمع بشكل عام. وفي إطار منظور الإدارة المعاصر، فإن تحمل المسؤوليات في القضايا الاجتماعية والاقتصادية والبيئية يساعد المنظمات على أن يُنظر إليها على أنها منظمات مفيدة لبيئة أعمالها.
ووفقاً لمعهد السُّمعة الأمريكي (Reputation Institute) يصبح من المهم بشكل متزايد إدارة جوانب السمعة للمنظمات العامة إذا كانت ستجتذب أفضل الكفاءات، وربما الأهم من ذلك، الاحتفاظ بالقوى العاملة عالية المستوى اللازمة للتعامل مع القضايا الاجتماعية المهمة. لذا، يمكن تفسير السمعة على أنها النتيجة الجماعية لجهود العلاقات العامة التي تشير فيها المنظمات إلى نقاط قوتها الرئيسية للهيئات المكونة لتعظيم مزاياها ومواقفها التنافسية.
ولقد سعت العديد من الدراسات بتمييز وقياس جوانب السمعة التنظيمية التي تشتهر بها المنظمات العامة ذات السمعة الطيبة. لذلك، فإن تأمين صورة تنظيمية إيجابية يتطلب ضرورة الاهتمام التنظيمي المعزز بالجوانب الإجرائية والأخلاقية والفنية والأدائية، حيث تتمثل فوائد إدارة السمعة التنظيمية للمنظمات فيما يلي:
(1) تحسيـن الصورة الذهنية للمستهلك عن جودة منتجات وخدمات المنظمة.
(2) تحسيـن قدرة التوظيف والاحتفاظ بالمواهب من العامليـن بالمنظمة.
(3) حماية قيمة المنظمة وزيادة قدرتها التنافسية. 
(4) المساعدة في الدخول أو اختراق الأسواق العالمية وتسهيل تكويـن التحالفات الاستراتيجية العالمية.
(5)  جذب عدد أكبـر من المستثمرين وتخفيض المخاطر.
(6) رفع الروح المعنوية للعامليـن بالمنظمة.

والخلاصة أن كل منظمة-مهما كانت كبيرة أو صغيرة-تعتمد في نهاية المطاف على سمعتها؛ من أجل البقاء والنجاح، حيث يكون للسمعة تأثير مباشر وكبير على رفاهية المنظمة، سواء كانت ربحية أو غير ربحية. كما أن تأثير الهالة يحمي سمعة المنظمة أثناء الأزمات، حيث ستظل المنظمة التي تتمتع بسمعة سابقة جيدة أكثر ملاءمة وتتمتع بسمعة أقوى بعد الأزمة من المنظمة ذات السمعة المحايدة أو السلبية. ومن ثم، فإن السمعة المسبقة المواتية تعني أن المنظمة تنتعش بشكل أسرع.



 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة