اختلاف الأجيال في العمل.. الشباب يبدعون بدعم الكفاءات المخضرمة


تتعاقب الأجيال جيلاً بعد آخر، وتزداد الفجوة بين كل واحد منهما باختلاف المتغيرات الاجتماعية، والثقافية والاقتصادية والتقنية، مما يصعّب احياناً إمكانية قبول كل فرد من بين جيلين مختلفين لطريقة تفكير الآخر، فضلاً عن إمكانية أن يحتل الشاب موقع من سبقه عمراً من اقترب موعد الإحالة إلى التقاعد، ما شكل نوعاً من الاختلاف بين الأجيال في معظم مجالات العمل، ومساراته المتعددة، حيث أصبح بعض مخضرمي الموظفين غير مقتنعين بأساليب عمل الموظفين الجدد الذين بدورهم يرون أن وجود تلك الفئة قد عطّل طاقاتهم الشابة المتوقدة للعمل بروح متحمسة.

تغير الأجيال

يعد التغيير وضخ الدماء الشابة أمر مطلوب لأي منظمة، إذ لابد للجيل الناشئ أن يمنح فرصته في تطوير وتجديد الأعمال، ما يتطلب من كبار الموظفين والجيل القديم أن يستوعبوا فكرة ضخ الدماء المتجددة وطبيعة الحياة البشرية، وأن كل شيء مهما ارتفع فإنه لابد أن يأتي يوم ويبدأ نحو التنازل وينخفض أوج بريقه، مبينةً أن استمرارية الحياة مشروطة بالتغيير وقدوم أجيال وذهاب من قبلها، كما أن الكبير في السن رغم خبرته الواسعة لا يمكن أن يستمر في تقديم نفس عطاء الشاب. كذلك يجب أن يستوعب الطاقات الشبابية رفض بعض كبار السن لوجودهم لضعف التجربة، إلى جانب محاولة احتوائهم والاستفادة من خبراتهم الواسعة والثمينة، إضافة إلى الرجوع إليهم في أي مشكلة تواجههم، فمن ناحية نفسية يشعر الكبير بالتقدير عندما يجد أن الشباب يستعينون بهم ويطلبون مشورتهم في كل أمر قد يواجهونه، وهنا يتحول الأمر لدعم وتشجيع بطريقة ذكية من دون إجحاف حقوقهم وتاريخ منجزاتهم.

التوافق الفكري

وتظل مشكلة عدم التوافق الفكري بين جيلين مشكلة أزلية طبيعية تحتاج إلى حُسن إدارة وزيادة وعي من قبل الكبار والشباب والمنظمات نفسها؛ ما يتطلب لمواجهة تلك الفجوة أن يعي كل جيل متطلبات الجيل الآخر وظروفه، ومن الأخطاء التي تقع بها المنظمات فكرة الأفضل والأسوأ بين جيلين مختلفين، فلا يمكن مقارنة شاب بكامل طاقته وحيويته وقلة تجربته بموظف مخضرم متمكن في العمل، ولذا فالتصالح والتكامل بين الجيلين يصب في مصلحة العمل، والتجديد المدروس مطلوب، ولكن ليس على حساب إلغاء وجود الخبرة.


 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة