كن قائداً ابتكارياً


تعد القيادة رأس الرمح في توجيه وتحدي ظروف المؤسسات، ومع تعدد مداخل ومسميات القيادة وسلوكياتها التي تنتهجها؛ تظل القدرة على التأثير هي رهان النجاح. وبالرغم من أن أغراض التأثير قد تتمايز، إلا أن القائد الابتكاري يستخدم مقدراته في التأثير لجعل مؤسسته وفريق عمله أكثر ريادة في خلق وإيجاد مجالات التميز والريادة؛ فهو دائمًا شغوف بالتغيير والتجديد، وأكثر قدرة على استباق الحاضر وتصور المستقبل، وتشكيل ظروفه، وحفز الآخرين نحوه، فهو شخص ملهم للآخرين، ودافع ومعزز لهم، ومتحمل المخاطر، ونفسه تواقة للتحدي والتجريب والاستعداد له بتجهيزه ملعب الإبداع والابتكار بمتطلباته المادية والمعنوية، وهو ينظر لفريقه بعين الرعاية لا الوصاية، واللطف لا القساوة، ويصنع الاختلاف لا الخلاف، ويعزز ويحفز كل ما هو داعم للتجديد والريادة، ويسهم في خلق التهيؤ النفسي للإبداع والابتكار من خلال ثقافة الخلق والابتكار؛ فالإبداع لا يأتي بالإكراه، بل من خلال بناء جدار الثقة والاحترام والتأثير المتبادل ورعاية المشاعر.
وبذات القدر فهم حاسم صارم لكل ما هو مناهض وهدَّام بتوازن محسوب بين المهابة والدعة والدعابة والرزانة، فهو يخلق الفرص المواتية لإعمال العقل والفكر والخيال؛ ليس بغرض تحسين أفكار القادة فحسب، بل لتقديم أفكار جديدة ومغايرة فهو منظم ومبرز للجهود لا صاعدًا عليها. كذلك فهو يؤمن تمامًا بالذكاءات المتعددة-وبأن كل مسخر لما خلق له-فيشجع ويستنطق قدرات فريق عمله؛ لتتكامل الجهود كل بما يمتلك من مهارات ورؤى وتصورات فريدة، وبما يسهم في توليد الابتكار. فنمط التفكير الواحد يؤدي إلى ضيق زاوية النظر؛ وبالتالي تضاؤل فرص ومجالات التباين. فاصنع وطوِّق نفسك بالفريق المبدع تكن مبدعًا. "فقل لي مَن تخالل؛ أقُل لك مَن تكون".

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة