العملية التدريبية وقلق الامتحانات

​​

تبقى الاختبارات كابوسًا يطارد الطلاب في جميع مراحل التعليم والتدريب في نهاية كل فصل دراسي، طالما يترتب على هذه الاختبارات عملية نجاح أو رسوب، فأيام الاختبارات ثقيلة وتستنزف من الطلاب قدر ًا كبيرًا من مجهوداتهم العقلية والجسدية، وقد يتساءل الكثير منا حول جدوى استخدام هذا الأسلوب في عملية التقييم للمتدربين. 
حقيقةً، خلال سنوات تحصيلي العلمي كباقي الدارسين، تخلل هذه الرحلة الكثير من القلق والتوتر ولكن دائماً ما كان يُلح على هذا التساؤل!؟!؟! (ما الداعي من هذا التوتر النفسي) فالامتحانات بلا شك تمثل عقبة قوية من عقبات التحصيل العلمي التي يمر بها الطلاب خلال رحلتهم العلمية، طالت أو قصرت؛ كي يصلوا إلى ما يصبون إليه. 
وحالياً، ومن خلال تجربتي في عالم التدريب؛ تكونت لدي قناعة شخصية حول أهمية مرور المتدربين-بالذات-بمثل هذهِ الأجواء المتوترة التي يعيشها المتدرب خلال فترة الامتحانات عن قصد. فالهدف الرئيس من الامتحانات في البرامج التدريبية-من وجهة نظري-هو خلق بيئة تحاكي الواقع الذي سوف يواجِهُهُ المتدرب في المستقبل وهذا ما يمِّيز بيئة التدريب المحترف، مثل ما يحدث في شهادات التدريب الاحترافية المختلفة.
ففي واقع البيئة الوظيفية يواجه الموظف نوعين رئيسين من المهام: الأول هي هذه المهام التي تتطلب وقتاً ومجهوداً كبيرين وعلى الأغلب تكون متعلقة بالتخطيط والتطوير بشكل عام؛ لذلك تعمل البرامج التدريبية المميزة على محاكاة الواقع من خلال الفروض التدريبية التي تعتمد على تنمية قدرات المتدربين على التخطيط والتحليل والنقد والملاحظة للظواهر المختلفة لحل مثل هذه المشكلات التي قد يواجِهونها في الواقع المستقبلي. 
على الجانب الآخر، نجد النوع الثاني من المهام وهي القصيرة محددة الوقت، والتي عادةً ما تحتاج إلى سرعة في اتخاذ القرار والتنفيذ في وقت وجيز بناء على آلية معينة ومحددة. ومن هنا تأتي أهمية استخدام الامتحانات كأداة تدريبية الهدف منها هو وضع المتدرب في تلك الأجواء المتوترة التي تماثل ما قد يواجِهه في واقعِه العملي من خلال إنجاز مهام محددة في وقت محدد وبأعلى جوده ممكنة بحيث يتم تقييمه بناءً  عليها. 
لذلك أرى أن جودة التدريب ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقدرة البرامج التدريبية على ملامسة الواقع من خلال الأدوات التدريبة المختلفة، والتي من أهمها وضع المتدربين في أجواء أقرب ما تكون إلى واقعهم العملي من خلال هذه الامتحانات التي تؤرق الكثير من المتدربين.


 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة