التحول الرقمي والتنمية


تتطور التقنيات الحديثة وما تقدمه من حلول رقمية للمجتمع بشكل سريع يفوق قدرة بعض المؤسسات والشركات على مواكبته والتكيف معه؛ ولذلك فإن القدرة على مواكبة هذا التطور التقني والاستفادة من التقنيات الحديثة وتحليلات البيانات المتاحة وتحسين العمليات هو العامل الأهم نحو تطوير التنمية وقيادتها في المستقبل.

ويسهم التحول الرقمي وتطوير الحلول المعتمدة على تقنيات، مثل إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة، والحوسبة السحابية في تحقيق قدر هائل من الأهداف في مختلف نماذج الأعمال، كما يسهم في تحسين الإنتاجية وتقليل النفقات؛ مما يؤدي الى رفع الكفاءة وإحداث قفزة كبيرة في القدرة على التنافسية والمساهمة في بناء الاقتصاد الوطني، كما أنها تصبح أكثر مرونة في التكيف مع المتغيرات في أسواق الأعمال وأكثر قدرة على التنبؤ بالمخاطر والمتغيرات الناشئة؛ سواء بسبب تطور التقنيات أو متطلبات العملاء أو انتشار الأوبئة والأمراض، مثل Covid-19 وغيرها من المتغيرات المستقبلية.

وبالرغم من بذل العديد من الجهود نحو إتمام عمليات التحول الرقمي في العديد من المؤسسات والهيئات والشركات الكبيرة الحجم والمتوسطة، إلا أننا نجد أنفسنا أمام العديد من التحديات والمعوقات التي تقف أمام القادة والتنفيذيين وتعوق إتمام عمليات التحول الرقمي بالشكل الأمثل. وتشمل التحديات التقليدية للتحول الرقمي نقص الموارد المالية والكوادر المؤهلة، فضلاً عن المخاطر المتعلقة بأمن المعلومات، إلا أن الوقت المستغرق في عمليات التحول الرقمي يعد من أهم التحديات، حيث تواجه عمليات التحول الرقمي العديد من المشكلات؛ نتيجة الترهل التنظيمي والهيكلي المنتشر في أغلب المؤسسات وعدم الوعي بأهمية التغيير على المستوى الفردي والمؤسسي، وما ينتج عن ذلك من تراخٍ على مستويي المنظمات والأفراد؛ مما يعطل من إتمام عمليات التحول بالشكل الأمثل وفي الوقت المحدد.

وأهم ما يلزم اتخاذه لمواجهة تلك التحديات هو بناء رؤية رقمية مركزية وموحدة، وتوفير الأدوات اللازمة للتحول الرقمي من تقنيات وموارد مالية وبشرية لازمة لعمليات التغيير، ثم البدء بتمحيص وفحص نماذج الأعمال المختلفة والقيام بعمليات إدارة وتحليل البيانات بشكل فعال. ولاستدامة عملية التنمية؛ ينبغي إيجاد آلية فعالة ومستمرة لتحويل الأفكار الإبداعية إلى حلول مستدامة تسهم بقيمة مضافة في مختلف العمليات الإدارية والتنموية، ويشمل ذلك تنمية المهارات والقدرات الابتكارية وتهيئة المناخ الإبداعي وتحسين التعامل مع الأفكار الجديدة والابتكار في اعداد البرامج وخطط العمل.

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة