القروض والبنوك.. حقائق يجب أن تعرفها

​​​​​

التسهيلات الائتمانية وتيسير إجراءات الحصول على القروض لبعض الفئات سلاح ذو حدين، خاصة من يعملون في المشروعات متناهية الصغر، فغالباً ما يتعثر أصحاب هذه القروض بصورة أو بأخرى نتيجة ظروف العمل، ومتغيرات السوق، وقانون العرض والطلب، والتأثيرات المتواصلة لجائحة كورونا محليا وعالمياً، وتوابعها على الأسواق ومعدلات الإنتاج والاستهلاك.

منذ فترة حصلت على قرض من أحد البنوك، وأحرص على السداد بشكل منتظم، وبمجرد متابعة البنك لديمومة السداد من جانبي، بدأت المكالمات الهاتفية تطاردني بين الحين والآخر، لعمل ما يسمى "استكمال للقرض"، أخذ قرض جديد، ولمن لا يعرف معنى هذا المصطلح، فيمكن شرحه بصورة بسيطة وسهلة دون تعقيد فى مجموعة نقاط.

- القروض يتم تحميل أكبر جزء من الفوائد عليها خلال العام الأول من السداد.

- إذا نجح العميل في السداد يبدأ البنك استدراجه لاستكمال القرض، فيتم سداد القرض القديم بالكامل، وفتح قرض جديد نفس المبلغ.

- استكمال القرض ستحصل معه على سيولة جديدة، لكن تذكر أنك ستدفع عبء الفوائد وبعض المصروفات الإدارية من جديد.

- استكمال القرض يجعلك تدفع الفوائد "مرتين"، الأولى في القرض الأساسي، الذي ستدفع فائدته في العام الأول، ثم يبدأ معك البنك إجراءات الاستكمال، لتدفع نفس النسبة مرة أخرى على القرض الجديد.

- البنك هو الرابح الأول من هذه العملية، وستدخل أنت بصورة مباشرة في دوامة الديون التي قد تستطيع الوفاء بها أو لا وفقاً للمتغيرات والظروف التي تمر بها.

- موظفو البنوك وخدمات العملاء أبدا لن يخبروك بعبء الديون والفوائد التي ستتحملها، فقط سيخبرونك بالمزايا التي ستحصل عليها، من خلال توفير سيولة "كاش" نقدية مناسبة، في أسرع وقت ممكن، وبحسبة جهنمية ستدخل في دائرة لا تنتهي من القروض المتشابكة، التي لا يهدف موظف البنك منها إلا الحصول على "عمولة القرض"، أو تصنيف لائق بين أقرانه من الموظفين في تقارير الأداء الشهرية أو السنوية.

الأخطر من عملية "استكمال القروض" هو المؤسسات المالية التي توفر أنشطة تمويل لمشروعات صغيرة ومتوسطة، "بنوك الظل"، التي تدًعى توفير قروض ميسرة لتنفيذ مشروعات متناهية الصغر للشباب، وبالفعل يتم تمويل مشروعات أغلبها على الورق، من خلال موظفين لا يهتمون فقط إلا بالحصول على عمولة هذه القروض، فيتم تحميل مجموعات كبيرة بحصة أموال ضخمة، يعجز بعضهم عن السداد، وتضيع أموال هذه المؤسسات التمويلية على المدى الطويل، بعد تصنيف تلك القروض إلى ديون معدومة.

ومشكلة كبيرة أن يتم توفير تمويل لشريحة من العملاء ليس لديها أي خبرات أو مقومات لسداد القروض، سواء من خلال البنوك أو مؤسسات التمويل، ويجب أن تكون هناك ضمانات مناسبة قبل عمليات الإقراض.


 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة