إدارة الموارد البشرية الخضراء

​​

يُعد مصطلح إدارة الموارد البشرية الخضراء (Greem Human Resource Management) حديث نسبيا، حيث ظهر في عام 2000م وتم تطبيقه في بعض الدول في عام 2011م، وجاء نتيجة لتلوث البيئي الذي حدث بعد الثورة الصناعية وزيادة في الإنتاج بغض النظر عن تأثير هذه الزيادة على البيئة الخضراء في تلك الدول والعالم. وقد دفع ذلك إلى الاهتمام الدولي بالمناخ والبيئة الخضراء وعُقدت الكثير من المؤتمرات والندوات، وتم إطلاق العديد من المبادرات في الكثير من الدول، وفي المملكة العربية السعودية تم إطلاق مشروع نيوم والمشاريع المرتبطة به كمشاريع صديقة للبيئة، كما تم إطلاق مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، كل ذلك زادة من الاهتمام بتطبيق إدارة الموارد البشرية الخضراء في المنظمات والشركات السعودية وتخصيص جزء من ميزانياتها لاستخدام الطرق والأساليب والآلات التي تساعد على الحفاظ على البيئة الخضراء.

وهنا يقودنا الحديث عن المفهوم والأهمية والممارسات لإدارة الموارد البشرية الخضراء، فمن حيث المفهوم فأن إدارة الموارد البشرية الخضراء تعني مساهمة سياسات وأنظمة وممارسات إدارة الموارد البشرية في الحفاظ على البيئة، بتحديد استراتيجيات المنظمات والشركات في حماية الموارد الطبيعية والمحافظة عليها وبما يتماشى مع الإدارة البيئة. وكذلك زيادة وعي العاملين في مختلف المستويات الإدارية والتزامهم بقضايا البيئة الخضراء، وبذلك يتم تنسيق وظائف الموارد البشرية من توظيف واختيار واستقطاب وتقييم للأداء والتدريب والتطوير والحوافز والمكافآت والثقافة التنظيمية مع أهداف وقضايا البيئة والمناخ والتنمية المستدامة والقدرة على الحفاظ على البيئة الخضراء ومواجهة التحديات المختلفة في التغيير البيئي. وبذلك يكون لدى العاملين التفكير والوعي البيئي الأخضر. ومن أهداف إدارة الموارد البشرية الخضراء: أنشاء وتعزيز مفهوم البيئة الخضراء لدى كل موظف في المنظمة، وحث جميع الموظفين للمساهمة في الحفاظ على البيئة، العمل على إيجاد بيئة خالية من التلوث، وبذلك يصبح كل موظف من دعاة الحفاظ على البيئة الخضراء.

ومن ممارسات إدارة الموارد البشرية الخضراء، وصف وتصميم الوظائف وإضافة شروط للوظيفة تتعلق بالبيئة لما لذلك من أهمية في عملية التوظيف والاستقطاب، وهو ما يسمى بالتوظيف الأخضر، وهو ما يتعلق بالوصف الوظيفي وطرق وأساليب التوظيف والاستقطاب' حيث كشفت دراسة في بريطانيا أن 25% من الخريجين يشعرون بتفضيل الشركات التي تطبق منهج الحفاظ على البيئة، ومن الأمثلة على التوظيف الأخضر هو اعتماد أسلوب التوظيف الالكتروني والمقابلات والاختبارات الوظيفية عن بعد بهدف التقليل من استخدام الورق والتقليل من السفر، كما أن من الممارسات التدريب الأخضر والذي يشتمل على اكتساب المعارف والمهارات الازمة لإداء العمل وتثقيف العاملين على كفاءة استخدام الطاقة والحد من النفايات بتباع طرق وأساليب تحد من ذلك، كما أن التدريب على كفاءة الاستخدام الأمثل للموارد يساعد على الحفاظ على البيئة والوعي الازم للحفاظ عليها. ومن الممارسات أيضا، تقييم الأداء الأخضر والذي يتعلق بوضع معايير تتوافق مع الحفاظ على البيئة الخضراء ووضع عقوبات على عدم تطبيق معايير الحفاظ على البيئة الخضراء وذلك بربط الأداء بالوصف الوظيفي والاهداف والمهام الخضراء ومنح الحوافز والتعويضات الخضراء للعاملين الذين يحافظون على البيئة وتطبيق المعايير البيئية في العمل مثل كفاءة استخدام الطاقة في مكان العمل.

وبذلك فأن تطبيق إدارة الموارد البشرية الخضراء، أصبح ظاهرا في العديد من المنظمات في دول العالم، وذلك بأهمية الإدارة البيئة وإدارة المشاريع الصديقة للبيئة، بحيث تعمل العديد من الشركات على وضع وتطبيق المعايير البيئية لأنشطتها والحرص على نشر وعي وثقافة الأخضر بين موظفيها والمجتمع.

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة