كيف تتخلص من التفكير في العمل بعد عودتك إلى المنزل؟

​​​

هناك كثير من الأشخاص لا يستطيعون أن يفصلوا بين عملهم وحياتهم الخاصة؛ وذلك إما حباً في العمل أو لارتباطهم به، حيث يأخذ العمل جُل أوقاتهم، والأدهى أنهم إذا ما عادوا إلى البيت فإنهم يفكرون فيه طيلة الوقت.

وربما تجد أفراداً يتعلق ذهنهم بالعمل لدرجة أنهم يفتحون كافة وسائل التواصل الاجتماعي من هاتف، وبريد إلكتروني، و"واتس أب"؛ حتى يستكملوا أعمالهم في المنزل. وهناك نوعية أخرى من الأشخاص تباشر عملها من المنزل، ويظل ذهنهم مشغولاً كل الوقت بالعمل، ويكادون يعملون طوال 24 ساعة-إن صح الوصف-خاصة إن لم يكونوا محددين بوقت معين.

وكثيراً ما أسأل: "هذه المشكلة تؤرقني كثيرًا يا دكتور ليس في أوقات النوم فقط، بل وفي أوقاتي خارج مواعيد العمل، استمر في التفكير حتى أثناء الطعام، حتى في المناسبات، يظل عقلي مشغولًا بالعمل؛ طالما هناك مالم ينجز أو في حالة وجود مهام معينة، وهذا مرهق نفسيًا وبدنيًا ويسبب ضغطًا نفسيًا كبيرًا".

ونصيحتي لمن يسأل هي الآتي: "حاول مرارًا معالجة الأمر وترتيب المهام، وإنجاز جزء كبير من المهمة قبل الميعاد؛ مما سيخفف عليك من هذه الأعراض".

وبالتالي فإن من الوارد أن يأخذ العمل من وقت راحة الفرد أو العكس أحياناً، لكن هناك بعض الأعمال التي تشترط أن يكون الشخص فيها متاحاً طوال اليوم ويكون ذلك وفقاً لشروط العمل، إلا أن تفكير الفرد في العمل طول الوقت-حتى بعد عودته للمنزل-يفقده القدرة على التركيز، ويعمل له "لخبطة" ويفقد على إثرها الاستمتاع بحياته.

وكثير من العلاقات الأسرية تضيع نتيجة عدم تفرغ الأب للزوجة والأولاد وعدم قدرته على إعطاء أية خصوصية واهتمام للبيت؛ لذا فإن الفرد الذي يعطي لعمله كل وقته، دائماً ما يشعر بالضغط النفسي المستمر، ويكون أكثر عرضة لنوبات الغضب والاكتئاب والشعور بالتعب بصفة مستمرة وغيرها من أعراض الضغط النفسي.

وحل مشكلة التفكير في العمل بشكل مستمر يكمن في حسن إدارة الوقت، بمعنى أن يكون وقت البيت للبيت ووقت الترفيه للترفيه ووقت العمل للعمل وهكذا، إضافة إلى تحسين في شروط العمل إذا ما كان يأخذ كل وقته.

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة