أهمية البيانات في زمن كورونا

​بينما يواصل فيروس كورونا المستجد COVID-19 انتشاره السريع؛ نجد أنفسنا أمام تحديات ضخمة ليست فقط في القطاع الصحي، بل امتدت لتشمل العديد من الجوانب المختلفة اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا وغيرها. ومع تفاقم الأزمة وظهور العديد من الآثار الجانبية للإجراءات التي اتُخذت لحماية الأفراد من الإصابة بهذا المرض؛ ظهرت الأهمية الفائقة للبيانات التي يتم الاعتماد عليها في جميع المجالات المختلفة. وهنا برزت أهمية وجود شبكة ضخمة جدًا من قواعد البيانات التي يتم الاستفادة منها في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية، فضلا عن قطاعات الصحة والتعليم وغيرها من القطاعات الحيوية.

ويمكن الاستفادة من وجود هذه البيانات المتاحة لتحديد الاحتياجات الناشئة واتخاذ بعض القرارات باستخدام التحليلات التنبؤية وأدوات الذكاء الاصطناعي، فقد تم تطوير بعض التطبيقات التي تمكن مسئولي القطاعات الصحية من تتبع مواقع المخالطين للمرضى وأماكن انتشار هذا المرض وبناء نماذج مستقبلية لكيفية انتشاره واستقراره في أماكن معينة؛ مما يساعد الجهات المختصة في عزل بعض الأماكن دون غيرها. كما أمكن-بالفعل-دمج بعض التقنيات التي تستخدم قياس درجة الحرارة وغيرها من قياسات التشخيص لتحديد إمكانية إصابة بعض الأشخاص وتحديد هوياتهم، فضلًا عن وجود العديد من منصات البيانات المفتوحة التي تساعد على فهم تطور انتشار الفيروس وأعراض الإصابة به.

كذلك فإن تحليلات البيانات المتاحة لسلوك الأفراد من الناحية الاستهلاكية لبعض المنتجات بشكل عام، أو المواد الغذائية بشكل خاص؛ يمكن الاستفادة منها في الحصول على معلومات حول اتجاهات المستهلكين وأنماطها المختلفة، ومن ثم تأمين سلاسل الإمداد وتوفير البدائل والحلول التي تحول دون حدوث أزمات استهلاكية أو غذائية ممكنة. وهنا تقوم تحليلات البيانات بدور أكبر في القدرة على منع الأزمات أو حلها بشكل أسرع.

إن مشاركة البيانات للحصول على معلومات أكثر دقة هي العامل الأهم للقطاعات الصحية والاقتصادية والتجارية وغيرها؛ لتحليل الاتجاهات وإدارة الموارد وتأمين سلاسل الإمداد والتموين وكافة الأصول المادية. وعندما يتم استخدامها بشكل فعال عبر سائر القطاعات المختلفة، يمكن أن تكون أحد أهم الأدوات التي تحدد النجاح الحالي والمستقبلي في مختلف المجالات، بينما يستمر العالم في مكافحة هذا الوباء المستجد وكل ما يستجد في المستقبل.

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة