استراتيجية المعهد 2023 ورؤية 2030

انطلاقًا من الحس الوطني لمعهد الإدارة العامة، وإدراكه دوره التنموي في مسيرة التنمية الشاملة التي يشهدها وطننا في ظل قيادتنا الرشيدة-يحفظها الله-حرص المعهد على استلهام رؤية المملكة 2030 خلال مراحل إعداد وبناء وإطلاق استراتيجيته الجديدة 2023؛ باعتباره مؤسسة وطنية فاعلة في رسم وتنفيذ السياسات العامة للمملكة في مجال التنمية الإدارية. وإن هذا الحرص والاحترافية من جانب المعهد بحيث تتسق استراتيجيته وتتناغم مع رؤية 2030 التي تعد مرتكزاتها بمثابة ركائز ومبادرات ومشاريع لهذه الاستراتيجية؛ إنما يؤكد أن التخطيط السليم هو المحرك الرئيسي لمنهج عمل المعهد. في هذا المقال نستعرض معًا أبرز أوجه الارتباط بين استراتيجيتنا الجديدة 2023 وبين رؤيتنا المباركة 2030 كالتالي:

  • تنمية وتطوير قدرات ومهارات أبناء وطننا: وهو الجانب الاستراتيجي الذي يبرز في رؤيتنا من خلال مرتكز اقتصاد مزدهر والتأكيد أن مهاراتهم وقدراتهم من أهم مواردنا وأكثرها قيمة لدينا؛ وهو ما قام بترجمته المعهد في رسالته التي حوتها استراتيجيته الجديدة المتمثلة في بناء هذه القدرات اللازمة وتأهيلهم بشكل فاعل.
  • المشاركة الفاعلة للمرأة السعودية: فقد استهدفت رؤية 2030 رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 30%؛ وهو ما يظهر مردوده في استراتيجية المعهد ضمن ركيزة "بناء القدرات" من خلال نسبتي كل من: الكوادر النسائية المستفيدة من برامجه التدريبية، والقيادات النسائية المشاركات في البرامج القيادية.
  • القطاع الخاص: حيث تبرز الرؤية الإيمان بدوره وفتح أبواب الاستثمار له من أجل تشجيع الابتكار والمنافسة؛ وهو ما تعكسه ركيزة "تطوير القيادات" باستراتيجية المعهد عبر نسبة المشاركين من القطاع الخاص في البرامج القيادية، ومبادرة بناء الشراكات مع بيوت خبرة محلية ودولية وتطوير وتفعيل الشراكات مع القطاعين العام والخاص معًا، وتعكسه أيضًا ركيزة "الاستدامة المالية" بالاستراتيجية من خلال مبادرة "تقديم خدمات ذات ميزة تنافسية للقطاعين العام والخاص والأفراد".
  • بيئة الأعمال: إذ تؤكد رؤيتنا الطموحة على تحسينها من خلال زيادة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والوصول بمساهمة القطاع الخاص في إجمالي الناتج المحلي إلى 65%، إضافة إلى "برنامج الشراكات الاستراتيجية" بالرؤية. وهو ما نستشعر صداه بقوة في استراتيجية المعهد عبر 3 ركائز مهمة كالتالي: مبادرات ومشاريع ركيزة "تطوير القيادات"، ومشروع بناء شراكات محلية وعالمية لدعم وتطوير نشاط الاستشارات والدراسات التطبيقية" بركيزة "الاستشارات والدراسات" المؤثرة"، والشراكات في مجال التدريب ضمن ركيزة "بناء القدرات".
  • الحوكمة: كمنهج عمل مهم تشدد على تطبيقها الرؤية ضمن مرتكز "وطن طموح حكومته فاعلة"، و"برنامج حوكمة العمل الحكومي"؛ وهو ما تطرحه استراتيجية المعهد كقيم استراتيجية مهمة، ولاسيما قيمتي الشفافية والمساءلة.
  • الموارد البشرية: يتمثل اهتمام رؤيتنا المباركة بهذه الموارد ضمن كل من: "برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية" واستهداف تدريب أكثر من 500 ألف موظف حكومي عن بُعد، و"برنامج رأس المال البشري"؛ وهو ما تتمثله الاستراتيجية ضمن 3 ركائز لها وهي: "بناء القدرات"، و"التميز في العمليات التشغيلية"، و"تطوير القيادات".
  • المسؤولية: تهتم رؤية المملكة بتعميق حس وتحمل المسؤولية في حياتنا وأعمالنا ومجتمعنا؛ وهو النهج الاستراتيجي الذي تبرزه استراتيجية المعهد ضمن قيمة "الاحترافية" من حيث "الكفاءة في تحمل المسؤولية المهنية"، ومشروع "نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية وزيادة الوعي بممارستها.
  • الحكومة الإلكترونية وتوظيف الرقمنة بشكل فعال: إذ تستهدف رؤيتنا المباركة "تطوير الحكومة الإلكترونية"؛ وهو ما تتسق معه استراتيجيتنا لمعهد الإدارة العامة في العديد من جنباتها، مثل مؤشر رضا المستفيدين من الخدمات التقنية، ومبادرتي: "إعداد استراتيجية التحول الرقمي" و"موائمة التدخلات التقنية السريعة في التحول الاستراتيجي"، ومبادرة "تطوير منصة التدريب الإلكتروني (إثرائي)"، ومؤشر "التحول الرقمي الحكومي".

إن المتأمل للتناغم والارتباط بين استراتيجية المعهد وبين رؤية المملكة 2030؛ يدرك تمامًا أن هذه الاستراتيجية-بإذن الله-ستلبي طموحاتنا الوطنية التنموية، وتمثل فارقًا استراتيجيًا في مسيرة معهد الإدارة العامة، كمؤسسة وطنية تشارك بفاعلية في ميدان التنمية الإدارية.


 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة