مدير معهد الابتكار العالمي "أنتوني ميلز" لـ "التنمية الإدارية": برامج الابتكار تطوّر المنظمات وتؤهل الشباب


أكد المدير التنفيذي لمعهد الابتكار العالمي، "أنتوني ميلز"-خلال حوارنا معه-أن ثقافة الابتكار تمثل أهمية كبيرة للمنظمات؛ فمن خلالها تكون المنظمات قادرة على تطوير مفاهيم جديدة ومبتكرة باستمرار لتقديم المزيد من القيمة لعملائها. ولهذا فمن الأهمية بمكان أن تُرسخ ثقافة الابتكار داخل المنظمة؛ إذ تتيح مثل هذه الثقافة البيئة المناسبة لتشجيع التجريب ومكافأته، مما يساعد على ظهور أشكال جديدة من القيم المضافة للمنظمات بمرور الوقت. وأشاد بثقافة الابتكار التي تغذي خطوط الإمداد المستمر للابتكارات الجديدة؛ مما يسمح للمنظمة بالبقاء على صلة دائمة بعملائها، فضلاً عن المرونة في مواجهة التغييرات طويلة الأجل التي تحدث في البيئة الخارجية. وإليكم تفاصيل الحوار.

خدمات مبتكرة

وقال "ميلز" في حديثه لمجلة "التنمية الإدارية": إن المنظمات الحكومية تقدم قيمة لعملائها من خلال كل من: الإجراءات التنظيمية، والخدمات المقدمة، وكثيرًا ما يتداخل الاثنان معًا. وعلى هذا النحو، يمكن للمنظمات الحكومية تقديم ابتكارات جديدة في كلا المجالين؛ حيث يمكن للسياسات الجديدة أن تكون استشرافية، وبالتالي تُسّرٍع بشكل كبير من معدل التقدم التكنولوجي والاجتماعي، فعلى سبيل المثال من خلال تحفيز تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة يمكن أن تكون الخدمات التي تقدمها المنظمات مبتكرة للغاية. كما تعمل أحدث التقنيات في مجال الرقمنة والأتمتة والذكاء الاصطناعي على زيادة تبسيط الخدمات وجعل الحياة أكثر إمتاعًا للأفراد والمنظمات.

ابتكار مؤسسي

وحول القيمة المضافة التي تقدمها ممارسات الابتكار لمنظمات القطاعين العام والخاص؛ أوضح المدير التنفيذي لمعهد الابتكار العالمي أن ممارسات الابتكار-بما فيها تلك التي تحدث على المستويات الاستراتيجية والإدارية والتكتيكية-تلعب دورًا مهمًا في السماح للمنظمة، سواء كانت تنتمي للقطاع العام أو الخاص، بتنفيذ برامج للابتكار المؤسسي. وهي برامج استراتيجية تتماشى مع استراتيجية المنظمة. علاوة على ذلك، تضمن هذه الممارسات أن كل ابتكار جديد يتم متابعته وتطويره والتحقق من صحته بطريقة مرنة؛ وهو ما يساعد المنظمة في تحقيق أكبر عائد ممكن على استثمارها في الابتكارات الجديدة.

سوق العمل

وأشار "أنتوني ميلز" إلى قدرة دورات الابتكار على دعم الشباب المقبل على سوق العمل بقوله: سيستفيد أي شخص في القوى العاملة، سواء كان جديدًا أو متمرسًا، بشكل كبير من الحصول على تدريب في مجال الابتكار. فالتدريب ينقل إليهم المعرفة التي يحتاجون إليها؛ ليكونوا قادرين على المساهمة بشكل مثمر في برنامج الابتكار الخاص بمنظماتهم. كذلك فإن الشهادات التي حصل عليها الشباب تثبت لصاحب العمل الحالي أو المحتمل أنهم أتقنوا هذه المعرفة؛ وبالتالي لديهم المعرفة والمهارات والرؤى اللازمة لإنجاح برنامج الابتكار في المنظمة، وذلك بغض النظر عن الدور الذي يلعبونه في المنظمة، سواء كموظف أو مدير أو قائد إداري.

دورات معتمدة

وعن التعاون بين معهد الإدارة العامة ومعهد الابتكار العالمي، لفت "ميلز" إلى أن هذا التعاون بين الطرفين يهدف لجعل معهد الإدارة العامة، كشريك استراتيجي مهم، ويقدم دورات معتمدة للابتكار وتمكينه من إعداد مجموعة من المدربين المعتمدين بشكل كامل في جميع شهادات معهد الابتكار العالمي؛ حتى يتمكنوا بدورهم من نشر هذا التدريب والحصول على شهادة رسمية على نطاق واسع في جميع أنحاء السعودية.

وتابع: إن الهدف النهائي من هذا التعاون هو نشر أكبر قدر ممكن من المعرفة والفهم لممارسات الابتكار العالمية على نطاق واسع في المملكة؛ وبالتالي تمكين المنظمات من القيام بدور فعّال في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 من خلال برامجها الخاصة بالابتكار.

 

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة