تقنية المعلومات في عالم ما بعد "كورونا"

عقب اجتياح أزمة كورونا عالمنا؛ يعكف المختصون على استشراف دور تقنية المعلومات في عالم ما بعد هذه الأزمة التي غيرت طريقة عملنا وأنماط الحياة. وقد كشفت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالمملكة عن اعتماد الإستراتيجية الطموحة التي أقرها مجلس الوزراء مؤخراً لمواكبة جائحة كورونا، على 3 محاور أساسية تتضمن ما يلي: البنية التحتية الرقمية، وتنمية القدرات، والابتكار والاستثمار في قطاع التقنية.

ومما لا شك فيه أن عالمنا يجتاحه كم هائل من المعلومات التي يجب استغلالها وتوظيفها بالشكل الأمثل، سواء خلال هذه الأزمة أو بعدها؛ وهو ما يتطلب قوة حوسبة كبيرة، بالإضافة إلى بنية تحتية قوية قادرة على التعامل مع هذه المسؤولية. وتقدم الحوسبة السحابية ميزة إستراتيجية للمؤسسات المختلفة والمستخدمين تسمح بإنجاز المهام المعقدة عن بُعد عبر خوادم كبيرة بدلاً من أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم؛ مما يساعد في توفير التكلفة وزيادة السرعة. وطبقاً لدراسة حديثة، فإن حوالي 90% من الشركات حول العالم تعمل باستخدام الحوسبة السحابية ومن المقرر أن تعالج مراكز البيانات 94% من جميع أعباء العمل بحلول العام المقبل.

وبخلاف قطاعات عديدة، فقد انتعش قطاع صناعة تقنية المعلومات والاتصالات وشهد حضوراً كبيراً خلال تلك الأزمة؛ مما يدل على أن صناعة تقنية المعلومات تمثل المستقبل في عالم ما بعد كورونا. ولعل ذلك هو ما دفع مؤسسة "جارتنر" إلى التوصية باتخاذ 3 إجراءات على المدى القريب؛ بهدف دعم العملاء والموظفين، وتأمين أدوات التعاون الرقمي، وعناصر التحكم في أمن المعلومات ودعم الشبكة. ومن ناحية أخرى، فإن هناك نوعاً من فرض ممارسات جديدة في المؤسسات التي لجأت إلى تقنية الاتصالات والمعلومات؛ كي تغطي العجز الوظيفي الذي ولدته سياسات الإغلاق العام التي لجأت إليها دول كثيرة؛ من أجل محاصرة الوباء والحد من سرعة انتشاره، وتُقلص من دائرة ذلك الانتشار.

وختاماً، يبدي الخبراء 9 توقعات لعالم ما بعد كورونا تتضمن الآتي: زيادة معدلات الدفع غير التلامسية، وتعزيز البنية التحتية الرقمية، ومراقبة أفضل باستخدام إنترنت الأشياء والبيانات الضخمة، وتطوير الأدوية باستخدام الذكاء الاصطناعي، والتطبيب عن بُعد، والمزيد من التسوق عبر الإنترنت، وزيادة الاعتماد على الروبوتات، والفعاليات الرقمية، وزيادة الرياضات الإلكترونية.​

​​

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة