تطورك مسؤوليتك!

لا أحد يشك في أهمية التطوير المهني للموظف وأثره؛ إذا كان موجهاً بشكل صحيح نحو أدائه، وكانت المنظمات ومازالت تنفق الكثير على التطوير المهني بمختلف أنواعه وأساليبه، ففي السابق كانت هذه المنظمات لها دور أساسي ومهم في عملية التطوير المهني للموظفين من خلال تحديد الاحتياجات التدريبية وخطط التدريب ودفع التكاليف، ويختلف الأثر باختلاف الممارسات.

 لكن السؤال المهم في الوقت الحالي: هل التطوير المهني مسؤولية الموظف أم مسؤولية المنظمة؟

في ظل الظروف الراهنة ومع دخول بعض المتغيرات المؤثرة في عملية التطوير المهني وتنمية الأفراد فإن المنظمات لاتزال مسؤولة عن تطوير مواردها البشرية؛ وذلك لتحقيق أهدافها التشغيلية والإستراتيجية، ولكن في ظل توفر المعلومات وسهولة الوصول إلى المعرفة وإمكانية تطبيق بعض الممارسات عن بُعد، فإن وجه الاختلاف اليوم يكمن في أن الموظف أصبح لديه فرصة كبيرة لتطوير قدراته وتنمية معارفه التي تتناسب مع احتياجات الوظيفة التي يمارسها.

وخلال الفترة المقبلة ستلعب المهارات دوراً مهماَ في نجاح الموظف، فإذا لم يكن الموظف متجدداً ويتعامل بذكاء ومرونة مع المتغيرات من حوله؛ فسوف يتقادم ويصبح تقليدياً ومع الوقت سيشعر بأنه يشكل عبئاً على المنظمة، وقد يحاول المسؤولون الاستغناء عنه أو قد يكون تحت ضغط المتطلبات العالية في عالم الأعمال والدخول في المنافسة مع موظفين أكثر تطوراً.

في الختام نصيحة لكل موظف:

- لا تجعل التطوير المهني مسؤولية المنظمة فقط، بل عليك أن تتحمل هذه المسؤولية؛ وذلك لأن قنوات التعلم والتطوير متاحة وسهلة الوصول لديك وبإمكانك حضور أفضل الدورات مع أفضل المدربين وفي أفضل الجامعات عن بعد وبتكاليف معقولة، حيث أصبحت الكتب والمقالات المتخصصة متاحة للجميع ويمكن أن تحمل معك العديد من الكتب والمواد المسموعة والمرئية في هاتفك المتنقل.

- تستطيع الاشتراك والتواصل مع أهم الجمعيات المهنية المتخصصة محلياً ودولياَ وتكوين شبكة من العلاقات المهنية وتطّلع على آخر التطورات في تخصصك.

- كن فضولياً شغوفاً بالتعلم، خصوصاً تلك الموضوعات التي تساعدك في تقديم الحلول في عملك وتسهم في رفع أدائك.

- شارك المعارف مع زملائك وتناقش معهم؛ ففي ذلك إثراء معرفي لمداركك.

 

في النهاية اجعل شغفك بالنجاح يقودك إلى تعلم شيء جديد.

 

بعد فترة من الزمن سوف تكتشف أنك سبقت الكثير من زملائك وأصبحت الرقم الأصعب بينهم.​

​​

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة