القراء الأعزاء..أثبتت أزمة كورونا للجميع أن وطننا يمتلك مؤسسات واعية تدرك مسؤوليتها الجادة تجاه وطنها ومجتمعها، وتكاتفت وتفاعلت معاً من أجل التصدي لهذه الأزمة وتبعاتها التي ألقت بظلالها على دول العالم. وقد اتضح للجميع استعداد المملكة ومؤسساتها عبر بنيتها التحتية القوية، خاصة في مجال التقنية والاتصالات التي تعد القاسم المشترك في منظومة عمل هذه المؤسسات المختلفة عن بُعد والأداء الفعال الذي أتى ثماره.
وقد كان، ولا يزال، وسيظل معهد الإدارة العامة أحد الروافد التنموية الوطنية، خاصة في مجال التنمية الإدارية، وأثبت أنه مؤسسة عريقة، ويمتلك بنية تقنية وموارد بشرية على قدر المسؤولية؛ فقد انتقل منذ اندلاع هذه الأزمة للعمل والتدريب عن بُعد من خلال استعدادات منظمة وخطط متميزة. وقد جسدت مبادراته التنموية الهادفة نماذج فعالة في هذا التحدي. ففي إطار توجيهات خادم الحرمين الشريفين-يحفظه الله-أطلق المعهد مبادرته "تنمية إدارية مستمرة" التي تضمنت العديد من الأنشطة والفعاليات الإلكترونية، من مؤتمرات وبرامج تدريبية ومحاضرات وحلقات تطبيقية وغيرها الكثير عن بُعد، وذلك عبر منصة "إثرائي"، بل وأتاحها المعهد للجميع، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، وسواء كانوا من بين منسوبي القطاع الحكومي أو الخاص، في اتساق وتناغم فعًال، وبحس إنساني تنموي واعٍ؛ مستمد من توجيهات قيادتنا الرشيدة-يحفظها الله-وهو ما كانت أصداء نجاحه واضحة للقاصي والداني، عبر وسائل الإعلام التقليدية، ومواقع التواصل الاجتماعي، خاصة "تويتر". ولذلك قمنا بتسليط الضوء على هذه المبادرة في تقرير خاص داخل هذا العدد من مجلتكم "التنمية الإدارية".
وقد لفتت تلك الأزمة، وتبعات الثورة الصناعية الرابعة الحالية إلى الطلب على ملايين الوظائف الجديدة، وتغيرت مفاهيم سوق العمل في الكثير من الاقتصادات الدولية. وتعكس المهن الناشئة الأهمية المستمرة للتفاعل في مسارات الاقتصاد الجديد؛ مما أدى إلى زيادة الطلب على وظائف وخيارات واستثمارات جديدة لم تكن معروفة سابقاً. وهو ما نتناوله معكم في ملف قضية العدد.
ونتواصل معكم في ظل أزمة كورونا؛ فنستضيف على صفحات "التنمية الإدارية" الخبير والمحلل الاقتصادي وأستاذ الإدارة الدولية والمشاريع بجامعة الملك فيصل د.محمد دليم القحطاني في لقاء مهم، أكد من خلاله على أن 92% من المنشآت الصغيرة والمتوسطة تأثرت تأثراً كبيراً جراء جائحة كورونا. وأشار إلى أن قطاع الأعمال السعودي يحتاج إلى عام ونصف العام لكي يعود إلى كفاءته المعهودة. وأوضح أن المملكة لديها مفاجآت في مجال الطاقة ستطلقها في المستقبل القريب، وستكون عوائدها مثمرة للمملكة والشرق الأوسط والعالم بأكمله. وهو ما تتابعون تفاصيله في ثنايا العدد.
بالإضافة إلى أبواب أخرى متميزة ومتنوعة وجديدة، وباقة منتقاة من المقالات لخبراء وإعلاميين ومتخصصين معنيين بالشأن الإداري تطالعونها على صفحات مجلة "التنمية الإدارية".