كورونا العالمية..إدارة الأزمة سعودياً

قدمت المملكة منذ اجتياح فيروس كورونا العالم نموذجًا متميزًا ورائدًا للمفهوم الحقيقي لإدارة الأزمة؛ حيث تعاملت كما يجب وأكثر مع الجائحة منذ انطلاقة شرارتها الأولى في أقصى القارة الأسيوية. ولم يكن لدى قادة هذا الوطن أي ازدحام للأفكار بشأن الجائحة، مثلما حدث لدى كثير من الدول المتقدمة والعظمى التي كانت لها حسابات اقتصادية متقدمة على الحسابات الإنسانية. فقد كانت سلامة المواطن والمقيم على تراب هذا الوطن هي الأولوية لدى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين-يحفظهما الله-لذلك تم تسخير كل الإمكانيات والمقدرات الوطنية الاقتصادية لخدمة سلامة المواطن وصحته. واتخذت حكومة المملكة الإجراءات العاجلة لحماية أرض الوطن من هذا الفيروس. وأصبحت هذه الإجراءات نموذجًا استرشادياً للكثير من دول العالم.

فرغم الكثافة السكانية ورقعة المساحة الواسعة، إلا أن الإجراءات السريعة والحازمة والمتعددة أسهمت في تجنيب المملكة كارثة صحية، بينما أصبحت دول عظمى اليوم تعاني منها بعد أن جثم عليها الفيروس وشل مفاصلها.

فقد بادرت المملكة إلى اتخاذ إجراءات وقائية واحترازية عاجلة شملت قطاعات الصحة، والتعليم، والاقتصاد، والأمن، والتموين، والإعلام، والموارد البشرية في القطاعين الحكومي والخاص. وكذلك التنمية الاجتماعية.

ولم تواجه الجهات الحكومية أي صعوبات في الانتقال من العالم الواقعي إلى العالم الافتراضي لممارسة أعمالها، فبعد أن أصبح التعليم، والعمل عن بعد، وكذلك التموين المنزلي يتم من خلال التطبيقات؛ وهو ما كشف عن بنية رقمية تحتية متينة. ويعتمد عليها.

وقد برزت القدرة القيادية للمملكة على مستوى العالم خلال الجائحة عندما ترأس خادم الحرمين الشريفين اجتماع قمة العشرين لبحث وباء كورونا وآثاره على مستوى العالم، ومتطلبات مواجهته. وهكذا قدمت المملكة نموذجها في إدارة الأزمة والذي لفت أنظار العالم. ونجح بشكل جعل قطاعاً كبيراً من الجاليات الغربية المقيمة في المملكة يفضل البقاء في المملكة على أن يغادر إلى بلاده، رغم النداءات التي تصلهم من حكوماتهم؛ لشعورهم بمقدار الأمن الصحي والاجتماعي الكبير في المملكة، وأنه أفضل مما هو موجود في بلادهم.

وقريباً ستكون جائحة كورونا من الماضي؛ لذا فمن الواجب على المتخصصين في علم الإدارة تدوين هذه المرحلة، وتحليلها، وتوثيقها، ففيها الكثير من الدروس التي تستحق أن تدرس وتنقل للأجيال.

ويحق لكل مواطن على هذه الأرض أن يفخر بوطنه، وبقيادته-ليس لما حدث خلال جائحة كورونا وحسب-فما ذلك إلا فصل واحد من مسيرة طويلة من دروس القيادة والإدارة التي تمارسها قيادة هذا الوطن منذ عهد المؤسس طيب الله ثراه، إلى عهد سلمان الحزم حفظه الله.​


 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة