حاضنات ومسرعات المشاريع

الشروع في تنفيذ المشاريع يصاحبه مجموعة من التحديات وبعض العقبات التي تؤدي إلى البطء في التنفيذ وتأخر الأعمال، بالرغم من وجود الدعم الإداري والمالي والفني. وبغياب الدعم التوجيهي، والذي يتمثل في تقديم النصح والمشورة والإرشاد بشكل دوري مخطط له، وذلك من خلال إنشاء حاضنات ومسرعات مشاريع تساعد على تعزيز التنمية الإدارية.

وحرصاً على تطوير الأعمال وتنمية موارد المنظمات وتحقيق الاستدامة في المشاريع الناجحة وتطويرها، وكذلك لإيقاف الهدر الناتج من عدم تحقيق بعض الأهداف؛ نجد أن إنشاء حاضنات ومسرعات المشاريع في القطاعات الحكومية-كما هو الحال في القطاع الخاص-بات ضرورياً وحاجة ملحة، خاصة ونحن نمر بفترة ذهبية تستلزم وجود مثل هذه الحاضنات في القطاعات الحكومية. والتي تساعد على تكوين بيئة وإطار متكامل من الخدمات والتسهيلات وآليات تساند المشاريع وتحافظ عليها.

وتقوم الحاضنات ومسرعات الأعمال بتقديم برامج احتضان منذ بدء المشروع لنهايته ورعاية المكلفين بالمشاريع، وإتاحة آليات متكاملة لضمان نجاح المشروع من خلال تقديم مجموعة من الخدمات الهادفة إلى دعم وتحفيز منفذي المشاريع كمدخلات رئيسية في المراحل الأولى لهذه الحاضنات ومساعدتهم في التركيز على جوهر العمل؛ لتحويل خططهم إلى منتج ناجح مبني على مؤشرات الأداء الرئيسية. وزيادة فرص نجاحها. وبهذا نجد أن حاضنات ومسرعات الأعمال أداة محفزة تعزز التنمية الإدارية الأفضل وتسهم في زيادة الوعي وتحقيق العديد من الفرص والمزايا لتطوير المشاريع، وتوفير بيئة عمل جاذبة، ومساندة تدعم تنفيذ المشروع وانهائه بنسبة أخطاء تكاد تكون منعدمة. مختصرة للوقت ومقللة من احتمالات فشل أو تعطل المشروع، بما يخفف على أصحاب المشاريع المخاطر وتوفير فرص أكبر للنجاح.

واقترح على الجهات الحكومية إنشاء حاضنات للمشاريع وللأعمال؛ للمساعدة في نجاح مشاريعها وتحقيق الاستثمار فيها للتوسع في دعم الابتكار والأفكار الإبداعية، وهو ما يتحقق بوجود مثل تلك الحاضنات والمسرعات، ولتوفير الحلول المثلى للتحديات المهمة في عدة مجالات. وقد تكون تلك الحاضنات تقنية، أو إدارية، أو بحثية، أو حتى افتراضية مستخدمة التقنية الحديثة، والتي تقدم صوراً متنوعة للدعم سواء إدارياً، أو تقنياً، أو فنياً. وتقديم خدمات مباشرة تساعد المكلفين في البدء في المشروع حسب ما هو مخطط له ومتماشياً مع مؤشرات الأداء للمنظمة عامة.

وتكمن آلية عمل الحاضنة أو المسرعة في تقديم جلسات إرشادية توجيهيه دورية، تمكن المستفيدين من الوصول إلى الإجابات والخيارات المناسبة لهم، والتي تحقق أهداف المشروع وتتماشى مع مؤشراته. وتساعد الحاضنات أيضاً في توضيح الرؤية المستقبلية للمشاريع من خلال معرفة الفجوات والتحديات التي تعترضهم أثناء التنفيذ. والمساعدة في توفير مساحة من التفكير والإبداع والابتكار. وكذلك بناء فريق متناغم يعمل حسب خارطة الطريق المخطط لها؛ لتحقيق أهداف المشروع، بالإضافة إلى تحقيق التوازن بين إدارة الوقت وعدم الهدر، وبين تحسين الأداء الوظيفي وتحقيق الثقة بالنفس. ​

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة