افتتاحية العدد 171

أصدر معالي د.مشبب بن عايض القحطاني قراراً بالتدوير الوظيفي بمعهد الإدارة العامة بمركزه الرئيسي وفروعه المختلفة، ويأتي هذا القرار تجسيداً لمنهج درج المعهد على تطبيقه منذ سنوات عديدة؛ إذ أن لهذا التدوير أهميته وفوائده العديدة، والتي يبرز من بينها أنه يكسب الزملاء والزميلات الخبرات والقدرات المتميزة والمتنوعة، ويضخ دماءً جديدة في مسيرة العمل الإداري بالمعهد، ويتيح للشباب فرصة تولي المناصب؛ بهدف صقل خبراتهم ومهاراتهم ومشاركتهم في مسيرة العمل الوطني العام، ويسعى إلى الارتقاء بجودة الأداء في المعهد، وذلك اتساقاً مع رؤية المملكة 2030، وما تشهده المملكة من تحولات تنموية مباركة. ولذلك فنحن نتوجه بخالص التهاني والتبريكات للزملاء الذين تقلدوا هذه المناصب، وأولئك الذين استمروا في مناصبهم، أو من شملهم القرار وتقلدوا مناصب وإدارات أخرى، كما نتوجه بخالص الدعوات والأمنيات الطيبة لمن انتهت فترات تكليفهم بإدارة هذه المناصب.

وفي ظل هذه التحولات، وما تحظى به المملكة العربية السعودية من مكانة متميزة على كافة الأصعدة؛ وفي عصر التطور الكبير للإعلام الجديد، ومع إطلاق رؤيتنا المباركة الاستراتيجية 2030 بات إعلامنا السعودي أمام تحديات جادة. فهل يتناسب حجم ودور إعلامها داخلياً وخارجياً مع واقعها وطموحاتها؟ وهل الإعلام السعودي مؤثر في الرأي العام المحلي والخارجي، أم يتطلب الأمر إعادة صياغة اعلامها بشكل مهني واحترافي يخدم قضايا الوطن؟ وإلى اي مدى ظل الإعلام السعودي يراوح مكانه في حين أصبح المتلقي يتجه إلى وسائل التواصل الاجتماعي من أجل استقاء المعلومة؟ تساؤلات نحاول الإجابة عليها، من خلال قضية هذا العدد من مجلتكم "التنمية الإدارية".

كذلك ومع انطلاق الاكتتاب في أسهم شركة "أرامكو" باعتباره من أبرز الأحداث على الساحات الوطنية والإقليمية والدولية؛ نستضيف معكم على صفحات المجلة الخبير الاقتصادي وعضو مجلس الشورى السابق د.عبدالعزيز داغستاني الذي يرى أن هذا الاكتتاب كان بمثابة اختبار للقرار الوطني الذي تجاوز كثيراً من التقارير المالية التي شككت في تقدير القيمة السوقية الموضوعية والحقيقية لهذه الشركة العملاقة. وأوضح أن ميزانية المملكة ٢٠٢٠ توضح زيادة الإيرادات غير النفطية للدولة وهذا مؤشر مالي يعكس النجاح في استراتيجية تنويع مصادر الدخل. وقال د.داغستاني إن الاقتصاد السعودي يمكن أن يحقق المزيد من التطور، ويحافظ على قوته بالتركيز على تنفيذ محاور رؤية 2030 الطموحة كاستراتيجية طويلة الأجل.

ونقدم لكم في هذا العدد تقريرين، يتناول أولهما منصات البيانات المفتوحة، خاصة الحكومية منها، والتي أضحت ذات مكانة متميزة في مجالات عديدة؛ كالسياسات العامة؛ ولذلك توالت مبادرات إطلاق مثل هذه المنصات، منذ انطلاق أولاها عام 2008م. ويركز الثاني على أزمة منتصف المسار المهني التي تتشخص أعراضها في الشعور بالندم على الوظيفة الحالية، والحاجة لتغيير هذا المسار، وحالة الملل وافتقاد الحماس للتطوير الوظيفي.

بالإضافة إلى موضوعات وأبواب أخرى متميزة ومتنوعة وجديدة، وباقة منتقاة من المقالات لخبراء وإعلاميين ومتخصصين معنيين بالشأن الإداري نقدمها لكم على صفحات مجلتكم "التنمية الإدارية".

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة