البيانات الضخمة في عالمنا اليوم

​​البيانات الضخمة أو Big Data عبارة عن مصطلح يصف الحجم الكبير للبيانات والمعلومات المنظمة وغير المنظمة، والمهمة وغير المهمة-على حد سواء-التي تصدرها المؤسسات الحكومية والشركات التجارية والمواقع والتطبيقات، وحتى على مستوى الأفراد على أساس يومي؛ فجميع أنشطتنا عبر الإنترنت والمواقع التي نزورها والمشاركات التي نرسلها بشتى أنواعها (تسجيل، وصور، وفيديوهات، وتعليقات، وتغريدات، ومدونات)، والمشتريات التي نقوم بها، ومقاطع الفيديو التي نشاهدها. كل هذه المعلومات الضخمة يتم تسجيلها عمليًا، فهي بيانات ضخمة ومعقدة وتنمو نمواً سريعاً، وبحجم أكبر فنحن نتكلم عن 1700 تريليون بايت كلمة في الدقيقة تنشأ يوميا، لذلك يتم استخدام أجهزة كمبيوتر قوية وتقنيات وممارسات تجعل تخزين ومعالجة وتحليل ومراقبة ملايين من هذه البيانات والمعلومات الناتجة في العالم بسرعة وكفاءة ممكنًا. فبعد مرحلة التحليل والمعالجة تصبح هذ المعلومات كنزًا في شكل تنبؤات موثوقة ونتائج فعالة تساعد في اتخاذ القرارات وتحسين جودة العمل ويمكن أن تحدث فرقًا في المجالات: التعليمي، والاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي، والصناعي، وغيرها من المجالات، وعلى المستوى الشخصي فهي تسمح لنا رؤية وفهم بعضنا البعض.

ومن مــزايا البيانات الضخمة أن جميع الشركات والمؤسسات تحاول دائماً استخدامها للاستفادة من صناعة الفرص التي توفرها لتقديم أفضل خدمة بأعلى مستوى وجودة، وبأسرع وقت، وكأمثلة لأبرز استخدامات البيانات الضخمة ما يلي:

- تتبع المواقع: فالشركات اللوجستية تستخدم تحليلات الموقع من خلال تقنية Google map لتتبع الطلبات والإبلاغ عنها لتحسين السرعة والموثوقية في تقديم الخدمة وتوصيل الطلبات.

- الطب المتقدم: حيث تستخدم المستشفيات البيانات الضخمة من خلال عدد من الأجهزة الرقمية؛ لتحسين مستوى رعاية المرضى التي يقدمونها، بتوفير مراقبة على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع لمرضى العناية المركزة دون الحاجة إلى إشراف مباشر من الممرضات.

- التداول المالي: يستخدم القطاع المصرفي والمالي البيانات الضخمة من خلال عدد من الأنظمة التقنية؛ للتنبؤ بالجرائم الإلكترونية ومنعها، واكتشاف الاحتيال على البطاقات، ومعالجة المشكلات المتعلقة بفقدان المعاملات المصرفية.

- الإعلان: المعلنون هم أحد أكبر اللاعبين في  Big Datسواءً كان Facebook أو Google أو Twitter أو أي عملاق آخر عبر الإنترنت، فكلها تتبع سلوك المستخدم ومعاملاته. وتوفر هذه الشركات قدرًا كبيرًا من البيانات حول الأشخاص للمعلنين؛ حتى يتمكنوا من تشغيل الحملات المستهدفة، فعلى سبيل المثال Facebook يمكنك من استهداف أشخاص استنادًا إلى زيارات الموقع، والاهتمامات، والدور الوظيفي، والتركيبة السكانية، وغيرها من البيانات التي يحتويها الموقع.

- الترفيه والإعلام: توصيات Netflix بناءً على استخدامات البيانات الكبيرة في مجال الترفيه والوسائط حيث تم استهداف الأشخاص بالمحتوى المناسب في الوقت المناسب بناءً على أرائهم وسلوكهم على الإنترنت، إذ يستخدم كل من Netflix وYouTube هذه التقنية بشكل شائع لزيادة المشاركة وزيادة الإيرادات.

- التعليم عن بعد: فوفقاً لمراجعة معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا، ثبت أن التعليم عبر الإنترنت (عن بعد) في بعض الحالات كان أكثر نجاحًا من الفصول التقليدية وجهاً لوجه.

وغيرها ومن الصناعات التي خلقت ثورة حقيقة في مجال استخدام البيانات الضخمة أو Big data في كل المجالات والنواحي، ولا زلنا سنسمع وسنرى التقنيات العجيبة والغريبة في هذا المجال.​

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة