تحليل محتوى وسائل التواصل الاجتماعي ودوره في تعزيز التنمية

​أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي خلال فترة وجيزة وسيلة الاتصال المؤثرة في الأحداث اليومية، بحيث أتاحت الفرص للجميع لنقل أفكارهم ومناقشة قضاياهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وما يرغبون في نقله متجاوزين في ذلك الحدود الطبيعية إلى فضاءات جديدة لا قيود لها؛ وقد أدى هذا التجاوب الكبير والتفاعل من الناس مع الشكبات الاجتماعية إلي وضع كم هائل من البيانات الشخصية على الإنترنت. والنتيجة أننا نحصل على بيانات حول السلوكيات والتفضيلات والديموغرافية لمئات الملايين من الأشخاص، وهو أمر غير مسبوق تاريخيًا؛ عليه يصبح التحدي الأكبر هو كيفية الاستفادة من هذه البيانات وتحليلها، ثم توظيف النتائج في دعم التنمية وتعزيزها.

فقد أدى وجود هذا الكم الكبير من المعلومات عبر الشبكات الاجتماعية إلى ظهور علم تحليل الشبكات الاجتماعية والذي يٌعرف بأنه أحد مواضيع علم الاجتماع التي تتعلق بدراسة شبكة العلاقات التي تصل الأفراد ببعضهم، مكونين بذلك مجموعة، ومن ثم العلاقات التي تربط المجموعات ببعضها مشكٍلةً بذلك مجتمعاً؛ وصولا إلى الشبكة التي تصل المجتمعات ببعضها، ومن خلال دراسة هذه المجتمعات والشبكات يمكننا توظيفها والاستفادة منها في كافة المجالات، سواء كانت اقتصادية، أو سياسية، أو اجتماعية، أو غيرها. فمثلاً يمكننا توجيه الشباب إلي مكارم الأخلاق ورفع الروح الوطنية بينهم؛ وذلك من خلال تدريب الأفراد الذين يؤثرون بشكل كبير في مجموعاتهم، أما من الناحية الاقتصادية يمكننا معرفة احتياجاتهم المختلفة للسلع والخدمات، وذلك من خلال تفضيلاتهم، كما يمكننا متابعة الخدمات المقدمة للجمهور وتقويمها وتحسين ورفع مستوى هذه الخدمات؛ وذلك من خلال تحليل التغريدات، والتاقات المختلفة للمراجعين.

أما على المستوى المحلي، فقد أُعلنت إحصاءات رسمية من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية مفادها أن نسبة انتشار الإنترنت في المملكة زادت بمعدلات عالية خلال السنوات الماضية، حيث وصلت إلى نحو 68,5%، ووصل عدد المستخدمين في المملكة إلى 21,6 مليون في العام 2015م، عليه يعتبر هذا الكم الهائل من البيانات الخام في السوق السعودي مجالاً خصباً للدراسات في المجالات المختلفة وتوظيف نتائج هذه الدراسات لدفع عجلة التنمية بالبلاد.​

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة