''تقرير “جالوب": القيادة الواعية الصادقة منحت الموظفين تفاعلًا وتفاؤلًا فارتفعت إنتاجيتهم بنسبة 17%
''7 معايير للبحث عن بيئة عمل محفزة ومتميزة و15 معيارًا للتجويد
''الأريحية والتدريب والمساءلة والاستقلالية والثقافة التنظيمية من المعايير المهمة لبيئة العمل الملهمة والمتميزة
إعداد/ د.أحمد زكريا أحمد
إذا كنت موظفًا أو مديرًا، أو من الشباب والشابات المقبلين على العمل والباحثين عن التوظيف، أو من أصحاب الشركات، أو من ذوي الوظائف القيادية العليا في الجهات المختلفة؛ فمن المهم أن تضع نصب عينيك أن بيئة العمل التي تعمل فيها هي رصيدك الوظيفي وسر نجاحك تميزك عن الآخرين. وقد أدركت كبريات الشركات العالمية ذلك الأمر، مثل مايكروسوفت، وآي بي إم، وجوجل، وهب سبوت، والسفير، وتشيج، وغيرها. لذلك يجب أن يحرص كل هؤلاء وغيرهم على اختيار بيئة العمل المحفزة للنجاح والتميز.
7 معايير مهمة
نستهل هذا التقرير-عبر موقع Indeed-بكيفية التعرف على بيئة العمل المناسبة؟ خاصة الشباب والشابات المقبلين على التوظيف، أثناء بحثهم عن وظيفة ما، بحيث تكون مريحة وتعزز إنتاجيتهم وكفاءتهم ونجاحاتهم، وجودة أدائهم، والتي يجملها الموقع، كالتالي:
اقرأ الوصف الوظيفي بعناية: قد تمنحك قراءة هذا الوصف فكرة عن البيئة المادية التي ستعمل فيها، مثل المهام اليومية الشائعة ونوع البيئة المادية. كذلك قم بمراجعة توقعات صاحب العمل؛ للعثور على عناصر ثقافة الشركة.
ابحث عن الشركة عبر الإنترنت ومواقع ومنصات التواصل الاجتماعي: تمتلك الشركات-في عصرنا الحالي-مواقع على الإنترنت وحسابات بمواقع التواصل الاجتماعي؛ لذا استخدم هذا المورد لمعرفة المزيد حول قيمها أو أهدافها، واكتشف ما إذا كانت لديها مرافق ترفيهية أو اقرأ عن أحدث أنشطة بناء فرق العمل. كما يمكنك-أيضًا-معرفة كيفية تفاعلهم مع العملاء أو الأطراف الخارجية الأخرى.
اطرح الأسئلة: بعد إجراء بحثك المسبق، يمكنك أيضًا إعداد وطرح العديد من الأسئلة التي تركز على بيئة العمل، مثل المعدات التي ستستخدمها، وما إذا كانت لديهم خيارات طعام صحية قريبة؟ وكيف يفضلون حل النزاعات في بيئة العمل؟
قم بزيارة مكان عملك: بعد إجراء بعض المقابلات، قد تدعوك الشركة لزيارتها والقيام بجولة في مرافقها ومعرفة طبيعة العمل هناك؛ لذلك يمكنك زيارة البيئة المادية التي يمكنك العمل فيها.
اسأل الإدارة/الإدارات المعنية بالاتصال في جهة العمل المحتملة: إذا كنت تعرف أي موظفين حاليين أو سابقين، فاتصل بهم لتسألهم عن طبيعة العمل هناك؛ فقد تكتسب المزيد من المعرفة حول العلاقات بين صاحب العمل والموظف وثقافة الشركة.
قراءة التقييمات على الانترنت: توفر لك العديد من مواقع البحث عن الوظائف فرصة القراءة عن تجارب الموظفين الآخرين. فاقرأ المراجعات الإيجابية والسلبية؛ كي تفهم الإيجابيات والسلبيات التي قد تقدمها الوظيفة أو جهة العمل. كذلك استعرض الردود المصاحبة لهذه التقييمات والتعليقات والتفاعل حولها، من حيث مدى تأثير هذه العناصر عليك إذا كنت تعمل هناك.
اقرأ عقد العمل والمستندات الخاصة بك: بمجرد حصولك على عرض عمل، من المحتمل أن تقوم بمراجعة المستندات اللازمة التي تناقش الشروط المحددة التي تشكل بيئة عملك. على سبيل المثال، تتضمن العقود-عادةً-ساعات العمل ومتطلبات الوظيفة وقيمة الراتب. كذلك يمكنك أيضًا مراجعة دليل الموظف؛ لفهم سياسات جهة العمل أو الشركة وإجراءاتها.
15 معيارًا للتجويد
كذلك يحدد موقع CareerClif مجموعة من المعايير المؤثرة في تحقيق التميز والمثالية في بيئة العمل لمنسوبي ومنسوبات الجهات والشركات المختلفة، وهي كالتالي:
الاتصال والتواصل بشفافية: إن الافتقار إلى الشفافية يجعل بيئة العمل سامة للغاية. لذلك يجب أن يكون تداول الاتصالات والتواصل بين الموظفين سلسًا، سواء فيما بينهم، أو بينهم وبين مديريهم ورؤسائهم؛ لإبقائهم على علم بما يحدث ولإبقائهم على علم بأحوال وظروف العمل، ومساهمتهم في نجاح المؤسسة، وبذل أقصى الجهود الممكنة لتجويد الأداء، وإمدادهم بالنصائح. كذلك فإن الاتصال والتواصل بشفافية يجعل الموظف يشعر حقًا بأنه جزء من فريق العمل.
إطلاق العنان للإبداع: إن الإبداع هو ما يجعلنا مختلفين ومتميزين تمامًا. لذلك ينبغي أن تتبع الشركة أو جهة العمل استراتيجية إبداعية، مع منح الموظفين مسارًا جديدًا تمامًا لتعزيز قدراتهم الإبداعية وإبراز مهاراتهم بطريقة جديدة تمامًا.
قيادة الجودة: إن العمل مع مدير غير ملهم أو غير كفؤ يقتل الإنتاجية والروح المعنوية تمامًا. ولهذا السبب فإن امتلاك هذا المدير الصفات الإدارية الملهمة يكون حافزًا لفرق العمل وللموظفين على العطاء المتميز. وبما أن الموظفين يعملون بشكل جماعي ويسعون إلى تحقيق ذلك التميز؛ فإنهم بحاجة إلى قيادات توجههم نحو جودة الأداء، من خلال اتباع معايير أدائية رصينة، والتي من بينها أن يتمتع فريق الإدارة بأخلاقيات عمل قوية، ومسار استراتيجي قوي، وطرق إدارية رائعة تعزز المثالية بشكل أسرع.
التحفيز بالعلاقات المتميزة بين الزملاء وقادتهم: أحيانًا يكون الموظفون السعداء محاطين بالأصدقاء أو مديرهم الذي يستمتعون بالعمل معه؛ ذلك أن هناك حقيقة معروفة للجميع وهي أن العمل مع الأشخاص الذين نحبهم يجعل عملنا أسهل، ويسهل عملية البحث عن المعرفة.
الاستثمار في التدريب والعمليات بهدف المنافسة: من الضروري أن يعمل الموظفون ويكدحون بانتظام للحفاظ على التفوق على أقرانهم ومنافسيهم وهو ما توفره بيئة العمل الهادفة للتميز. لذلك فإن أفضل طريقة للحفاظ على الميزة التنافسية لجهة العمل هي التأكد من أن موظفيها يعرفون بالضبط ما يجب عليهم فعله في كل سيناريو.
القيادة الصادقة: من المهم للغاية التأكد من أن فريق الإدارة في بيئة عملك صادق في التعامل مع جميع الموظفين؛ لأن وجود قادة مخلصين يمنحهم الشعور بالراحة والتفاؤل والنقاش الهادف لمصلحة العمل. فقد سلط تقرير Gallup State Workplace في عام 2017م الضوء على مدى أهمية وجود موظفين متفائلين ومتفاعلين لنجاح المنظمة. فقد خلص التقرير إلى أن الإنتاجية ارتفعت بنسبة 17%، وزيادة إجمالي المبيعات بنسبة 20%، وتحقيق زيادة في الربحية بنسبة 21%. وهذه مؤشرات مهمة تبرز أن كل موظف متفاعل مع قيادته الصادقة يسهم في تأسيس وتطوير بيئة العمل المثالية.
الاعتراف بالعمل الجاد: إن بناء بيئة عمل يشعر فيها الموظفون بالتقدير حقًا؛ مرهون بالاعتراف بقيمة عملهم وتقدير جهودهم الدؤوبة والجادة لتشجيعهم على بذل المزيد من الجهد في المستقبل.
تقدير الموظفين: يعد تعزيز ولاء وانتماء الموظفين إلى بيئات وجهات عملهم من أبرز معايير التميز والنجاح للجميع، فقد يحصلون على تعليقات وثناء على جهودهم المبذولة. كذلك شعورهم بالحيوية والاندماج، وبأن آرائهم ومشاركاتهم محل تقدير؛ إذ إن هذه المشاركات طريقة فعالة للحصول على المعلومات.
التعاون الفعال وتوثيق صلات الزمالة والإنسانية: يساعد هذا التعاون منسوبي بيئات العمل المختلفة على الارتباط ببعضهم البعض. كما أنه يدعم القيم التنظيمية الأساسية المشتركة. فهذه البيئات وجهات العمل المختلفة التي تحقق مثل هذا التميز كبيئات مواتية للأداء المتميز؛ تعمل على ترسيخ شعور منسوبيها بالمجتمع الوظيفي فيها، فعلى سبيل المثال، تقوم جهات عمل مختلفة بتنظيم فعاليات العطلات ومناسبات أخرى لتقدير الموظفين وتعزيز هذا الشعور لديهم.
الترغيب والتحفيز بمكافأة المجتهدين والمتميزين: إن الطريقة الأسرع والأفضل لبناء بيئة عمل ممتازة هي مكافأة شخص ما بمجرد قيامه بشيء ما بشكل فعَّال؛ فهذه المكافآت ضرورية في عملية التحفيز على تعزيز سلوكيات العمل المتميز. وهو ما يُسمى “التعزيز الإيجابي" الذي يجذب زملائهم للسير على نهجهم.
تحفيز الموظفين على تحقيق التوازن بين عملهم وحياتهم الشخصية والأسرية: فليس من العدل فصل العمل والحياة إلى جزأين ومطالبة الأشخاص باختيار أحدهما على الآخر.
مساعدة الموظفين على تطوير قدراتهم: إن هذا التطوير يكسب الموظفين كفاءة وفعالية في أداء مهامهم. وقد اتضح أن من بين أبرز طرق تحقيق هذا التطوير هو التدوير والتنقل بين الوظائف المختلفة داخل بيئات العمل. وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن الموظفين الشباب يميلون إلى التنقل بين الوظائف عادةً أكثر من أولئك الذين لديهم عمر أكبر.
دعم شعور الموظفين بأن بيئات أعمالهم هي منزلهم الشخصي.
العدالة في التعويضات والامتيازات الوظيفية: سواء في الأجور أو امتيازات أخرى، كالتغطية التأمينية.
الإثابة على الأداء المتميز.
الأريحية والتدريب والتعلم
ويضيف موقع Slack عددًا آخر من هذه المعايير التي تسهم في جودة بيئة العمل وجعلها أقرب ما يكون للتميز والنموذجية، كالتالي:
• تعزيز بناء وتأسيس بيئة عمل تُشعر الموظفين ومديريهم بالأريحية: هؤلاء الموظفون بحاجة إلى الشعور بالراحة النفسية والتمكين؛ لأنهم لا يمكنهم أداء أفضل ما لديهم في مكان يجدونه مزعجًا.
• إعطاء الأولوية للتدريب والتأهيل.
• تطوير ثقافة قوية في مكان العمل: تختلف هذه الثقافة باختلاف بيئات العمل لكل جهة، وبالرغم من ذلك فإن الشيء الجوهري يتمثل في بناء وتطوير ثقافة توحد الموظفين وتحدد اتجاهًا واضحًا لهم.
• تسهيل فرص التعلم: عندما يتعلق الأمر بإعداد فرق العمل لتحقيق النجاح، فمن المهم التركيز على الأشياء التي ستجعلهم أكثر إنتاجية، وهو ما يمكن للتعلم والتجريب تحقيقه في مكان العمل. فالموظفون يزداد أدائهم؛ عندما تصبح الشركة منظمة تعليمية حقيقية تعطي الأولوية للتطوير المهني.
5 عناصر ملهمة
وفي السياق ذاته، يبرز موقع “دفاتر" عناصر بيئة العمل الناجحة والملهمة التي تساعد الموظفين على التقدم وتحقيق أفضل ما لديهم، وهي كالتالي:
سهولة التواصل بين الإدارة والموظفين: الإدارة الناجحة داخل أي منشأة هي التي توفر لموظفيها بيئة عمل تتمتع بقدر كافٍ من المصداقية والشفافية وسهولة التواصل المزدوج بين الطرفين.
توفير فرص تدريب وتعلم مستمرة: بدءاً من قادة الفرق ومروراً بباقي الموظفين، وذلك لتجنب فجوات المعرفة بين أعضاء الفرق.
تحفيز الفريق وتقدير الأفكار الجيدة: لتطوير العمل، وغرس روح المنافسة بين الموظفين، وتطبيق عدالة بين الجميع داخل المؤسسة.
تعزيز الفخر والولاء والانتماء: وهي من بين أبرز المبادئ الإيجابية.
توفير جو مناسب بدعم الصداقات وروح الفريق: مما يعزز من روح المشاركة، والروابط بين الموظفين.
المساءلة والاستقلالية
ويضيف موقع Yarooms معيارًا مهمًا لتوفير بيئة عمل مواتية، حيث يتم فيها الموازنة بين المساءلة والاستقلالية؛ إذ يعد هذا التوازن أمرًا ضروريًا لخلق بيئة عمل يحبها الموظفون. ويمكن أن يؤدي الخلل في أي منهما إلى تثبيط الهمم، وانخفاض الروح المعنوية، ونقص الإنتاجية. وعلى النقيض من هذا، فإن الشيء إن زاد عن الحد انقلب إلى الضد، فالإكثار منهما أو أي منهما يمكن أن يجعل الموظفين يشعرون بالتوتر والإرهاق، وكأنهم لا يملكون أي سيطرة على عملهم. لذلك فإن إيجاد التوازن الصحيح هو المفتاح لخلق بيئة عمل صحية.
الثقافة التنظيمية
وتشير Hannah Donby من خلال مراجعتها للعام الحالي أنواع بيئات العمل-عبر موقع Wikijob-إلى بعد مهم ومؤثر في نجاح وتميز بيئة العمل ومنسوبيها، وهو الخاص بالثقافة التنظيمية. فيتعين عليهم التعرف عليها والإلمام بها جيدًا، وبخاصة حديثي العهد بالعمل. وهذه الثقافة يمكن إدراكها من خلال عدة طرق، والتي من بينها التسلسل الهرمي التنظيمي، سواء لفرق العمل، أو للهيكل التنظيمي بصفة عامة، إضافة إلى مراقبة مكان العمل بشكل جيد؛ لتقييم بيئة العمل.