بين الثقة والغرور

الناجح الواثق من نفسه المتفوق في أي مجال لا يحتاج في الغالب إلى إضافات شكلية تحرك الجمهور مثل التصريحات الغريبة أو الملابس الصادمة للذوق العام، النجم يزداد نجومية عندما يتعامل مع الناس بشكل طبيعي، عندما يبتعد عن الغرور، عندما يحترم المنافسين، عندما تتحدث منجزاته أو إبداعاته عن نفسها، أما إذا كان رصيده بلا إنجازات ولا إبداعات فكيف يجرؤ أن يتباهى، وبماذا يفتخر؟ في زمن وسائل التواصل الاجتماعي تأتي الشهرة للبعض دون أي جهد أو إنجاز من أي نوع، قد يكون مصدرها كلمة وقد تكون هذ الكلمة مجرد شتيمة!

 

المنجز المبدع من يحقق الإضافة، يقال عنه إذا تباهى (من حقه).. لكن هذا الإنسان المنجز الواثق من مكانته وإنجازاته لا يتباهى أصلا، هذا الإنسان كلما ازداد علما وعملا وإنجازا زاد تواضعا.. هذا الإنسان لا يحتاج إلى مكملات أو كماليات من أي نوع، يهتم بالجوهر وليس بالمظهر.

 

ثقة الإنسان بنفسه أمر مطلوب لأنها عامل مهم من عوامل النجاح.. أما الغرور فهو علامة من علامات الضعف وعدم الثقة فكأنه غطاء يحمي المغرور من الانكشاف، حتى في حالة الغرور الناتج عن قصة نجاح فهي طريق تعيد صاحبها إلى الخلف، والعزلة، وعدم احترام الآخرين.

 

الثقة بالنفس ليست وليدة الغرور، هي وليدة علم وثقافة وخبرات وقدرات.. الغرور هو عدو العلم والثقافة والخبرات والقدرات والعلاقة بالآخرين.

 

في عالم الإدارة، ثقة المدير بنفسه تجعله زميلاً للموظفين، قريبا منهم، داعماً لهم، يتعامل مع الموظفين بأسلوب الترغيب وليس الترهيب، أما إذا وصلت الثقة إلى مستوى الغرور فسوف ينعزل المدير وتكون علاقته بالموظفين رسمية فقط، سوف يكون اللقاء بالمدير عبر آلية تتضمن موعد اللقاء وموضوعه ومدته وربما معلومات عن الموظف الذي طلب المقابلة لأنه لا يعرفه.​

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة