يعتبر الاقتصاد العالمي نظاماً معقداً يتأثر بعدد كبير من العوامل المختلفة، مثل السياسات الحكومية والتغيرات في العلاقات الدولية والتكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية. وتعد التقلبات الاقتصادية جزءاً طبيعياً من دورة الاقتصاد، حيث تتأثر الأسواق والشركات والأفراد بتغيرات العرض والطلب والفائدة والعملة وغيرها من العوامل.
ويعد يوم الجمعة، بالنظر إلى مؤشرات الأسواق المالية العالمية، مثل مؤشرات الأسهم وأسعار العملات وأسعار السلع الأساسية وغيرها، وبالنظر إلى مؤشرات اقتصادية أخرى، مثل معدلات النمو الاقتصادي ومعدلات البطالة، ومعدلات التضخم، وغيره من الأيام المهمة التي تسهم في النمو الاقتصادي؛ وفي المقابل يعد يوم الجمعة من الأيام المهمة لدينا كمسلمين؛ لأن فيه فريضة صلاة الجمعة؛ لذلك ما الذي يمنع أن يكون هناك نظام يحفظ لنا فريضة هذا اليوم وفي الوقت نفسه نستفيد من اليوم كيوم عمل يخدم اقتصادنا المحلي بدلاً من أن يكون يوم إجازة؟ وهل نحن أهدرنا يوماً يمكنه أن يقدم لنا الكثير والكثير؟
لماذا لا تقوم مراكز البحث العلمي والدراسات المختصة والجهات الاقتصادية المسؤولة بتنفيذ دراسة وافية لمدى تأثير يوم الجمعة كإجازة على مستوى الاقتصادي المحلي، وكيفية تسخير هذا اليوم للاستفادة منه دون أن تتأثر فريضة الجمعة في أدائها؟ خاصة وأن الإجازات الرسمية لها تأثيرها على الاقتصاد في الدول، وذلك يتوقف على عدة عوامل، بما في ذلك المدى الزمني للإجازة وطبيعتها وتوقيتها والصناعات التي تتأثر بها، وتؤدي بالعادة هذه الإجازات إلى تقليل حجم الأعمال والاستثمارات والتداولات التجارية في الدولة.
ومن خلال متابعتي لحركة السوق الاقتصادي العالمي أجد أن هناك في عطلة يوم الجمعة تأثيراً فعلياً خاصة في سوق العملات والذهب.. ولا يعجزنا إيجاد الحلول التي ينتفع منها الوطن والمواطن في الاستفادة من يوم الجمعة كيوم عمل وصناعة خطة عملية مدروسة تحفظ لنا أداء صلاتنا مع العمل يوم الجمعة، وتصبح الإجازة السبت والأحد للاستفادة من الحركة الاقتصادية العالمية.