"التكنولوجيا المالية".. أحد أهم الصناعات الواعدة على مستوى العالم

​​​​​​​​​أصبحت التكنولوجيا المالية المبتكرة أحد أهم الصناعات الواعدة على مستوى العالم، وذلك لقدرتها على استخدام الآليات والتقنيات التكنولوجية الحديثة والاستفادة منها في توسيع نطاق تقديم الخدمات والمنتجات المالية والمصرفية، ولقد أدى التطور الهائل الذي يشهده العالم اليوم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى ظهور العديد من التطبيقات والحلول المالية والمصرفية المبتكرة، والتي تساعد بشكلٍ كبيرٍ في زيادة كفاءة الخدمات المالية وتوسيع انتشارها، وما يترتب على ذلك من تأثيرٍ إيجابيٍ على الاقتصاد بشكل عام.

في المملكة
وخطت المملكة خطوات واسعة ومتسارعة في مجال التكنولوجيا المالية خلال السنوات القلائل الماضية، بعد أن أطلق البنك المركزي السعودي عام 2018م مبادرة «فنتك السعودية» كإحدى مبادرات برنامج تطوير القطاع المالي، والتي تهدف وبشكل أساسي إلى تحويل المملكة إلى مركز للتكنولوجيا المالية، وذلك في إطار قطاع خدمات مالية يتميز بالتنوع والشمول، ولتعزيز تنمية الاقتصاد المحلي وتنويع مصادره، وزيادة عمليات التمويل والاستثمار.
المدفوعات الإلكترونية
وتتوافق مستهدفات شركات التكنولوجيا المالية في المملكة مع أهداف ومبادرات رؤية 2030، وهو الأمر الذي يتيح لتلك الشركات فرصاً كبيرة للنمو والتوسع، فمن أبرز أهداف رؤية 2030 الوصول بحجم المدفوعات الإلكترونية إلى 70% من إجمالي المدفوعات المالية بالمملكة، وأن يصبح لدى 80% من مواطني المملكة ممن بلغ سن الرشد حسابات بنكية بحلول 2030. ومما يدعم شركات التكنولوجيا المالية حجم التحويلات المالية في المملكة، والذي يعتبر ثاني أكبر سوق للتحويلات في العالم بقيمة 30 مليار ريال (وفقاً لتقرير مؤسسة فنتك السعودية)، وبحجم سوق إلكتروني يبلغ 28.8 مليار ريال، بالإضافة إلى الزيادة الكبيرة في عمليات المدفوعات الإلكترونية من إجمالي المدفوعات.
رواد التحول الرقمي
ويشير تقرير لموقع «ذا فنتك تايمز» إلى أنه من المتوقع أن تلعب التكنولوجيا المالية دوراً بارزاً في الاقتصاد السعودي خلال الأعوام القادمة، متوقعاً استمرار تطوير البنية التحتية المالية بشكل عام والرقمية منها على وجه الخصوص؛ وذلك لدعم استراتيجيات التنمية الاقتصادية المتخلفة، وجاء بالتقرير: «سوف تتقدم دول مثل السعودية التي يُنظر إليها على أنها من رواد التحول الرقمي- ليس فقط في العالم العربي- ولكن أيضاً على مستوى العالم ومن المرجح أن تواصل ابتكار وتعزيز النظم البيئية الاقتصادية الخاصة بها».
مؤسسات التكنولوجيا
وكان ظهور مؤسسات التكنولوجيا المالية في السنوات القليلة الماضية بمثابة المنافس القوية للبنوك التقليدية وخاصة بعد انضمام شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركات التجارة الإلكترونية إليها، ومع استخدامها تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، هذا بالإضافة إلى دور الإعلام وعوامل أخرى منها جائحة كورونا التي سلطت الضوء على الدور المنوط بتلك الشركات، كل ذلك جعل شركات التكنولوجيا المالية بمثابة نقطة تحول كبرى في مجال الخدمات المالية والمصرفية ومنافس قوي ومؤثر للبنوك بشكلها التقليدي.
القطاع البنكي
وبالرغم من التأثير الكبير لشركات التكنولوجيا المالية على البنوك، إلا أنها لم تُقلل من أهميتها كثيراً، خاصة وأن القطاع البنكي نفسه استوعب أهمية ومميزات شركات التكنولوجيا المالية، وسارعت البنوك إلى تكييف أمورها واعتماد نفس تقنيات شركات التكنولوجيا المالية للحفاظ على عملائها ومكانتها في الصناعة المالية. وكل ما سبق يؤكد على أن المستقبل هو لشركات التكنولوجيا المالية، والتي أصبحت ضرورة وليس فقط كبديل اختياري للخدمات المالية التقليدية.
تقنية مالية
والتكنولوجيا المالية هي أي تقنية أو تطبيق أو أفكار مبتكرة تهدف إلى دعم الأنشطة المالية. كذلك يمكن أن تكون بديلاً للخدمات المالية التقليدية. حيث إنها تقدم العديد من الخدمات، مثل: النقود الرقمية، وحلول الدفع الإلكتروني، والمحافظ الذكية، والعملات المشفرة، وتكنولوجيا «البلوكشين».



 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة