إنشاء مراكز للابتكار الرقمي وتعزيز المهارات الرقمية لأعضاء هيئة التدريس

​​​​أصبح التحول الرقمي فريضة عصرية على جميع المؤسسات الراغبة في الاستمرار والمنافسة مع غيرها؛ خاصة مع وجود بنية تحتية رقمية متطورة كما هو الحال بالمملكة العربية السعودية، وأصبح بمثابة أولوية استراتيجية لفاعلية الأداء التنظيمي لكافة المنظمات، وارتباطه الوثيق باستراتيجياتها، وهو ما يخلق لها قيمة تفاضلية، إضافة إلى تداعيات جائحة كورونا (كوفيد-19) على كافة المؤسسات، ومن بينها المؤسسات التعليمية التي تحولت في ظل هذه الجائحة إلى التعليم عن بُعد، بخاصة الجامعات، والتي أصبح التحدي الرئيسي أمامها هو التحول الرقمي وتحديد المتطلبات الداعمة لاستراتيجياته، والتي من شأنها المساهمة بشكل مباشر في فاعلية أدائها التنظيمي لمنسوبيها (أعضاء هيئة التدريس)، وهو موضوع الدراسة التي أجراها د.محمد السيد أبوالفتوح، ونستعرضها معكم في هذا العدد من "مجلة التنمية الإدارية".

5 متطلبات و5 مؤشرات
يخصص الباحث القسم الأول من دراسته لإطارها النظري الذي يتناول من خلاله الإطار المفاهيمي للتحول الرقمي، حيث يتطرق للعديد من تعريفاته، والتي يخلص منها إلى صياغة تعريف للتحول الرقمي بأنه "إحداث تغييرات في الممارسات التنظيمية والوظيفية التي تشكل سلوك العاملين، من خلال التركيز على الأنظمة الإلكترونية في كافة الأنشطة والإجراءات، لخدمة المستفيدين بشكل أسرع وأفضل دون التقيد بمكان وزمان محددين". كما يستعرض د.محمد أبوالفتوح الدراسات التي تناولت كلًا من: متطلبات تطبيق استراتيجيات التحول الرقمي، وفاعلية الأداء التنظيمي.
وقد تطرق الباحث في القسم الثاني إلى الدراسة الميدانية التي أجراها على عينة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية بمدينة الرياض، موضحًا إجراءاتها، واختباراتها، ومقاييسها، ومرتكزات بنيتها البحثية، واختبارات فروضها، ومعاملاتها الإحصائية، وغيرها. كذلك تجدر الإشارة إلى أن الباحث حدد متطلبات التحول الرقمي التي خضعت للبحث والدراسة، والتي هي عبارة عن المتغير المستقل، في 5 متطلبات تتعلق بكل مما يلي: الاستراتيجية، والمنظمة، والعاملين، والتقنيات الرقمية، والبيئة الخارجية. وحدد مؤشرات قياس فاعلية الأداء التنظيمي، والتي هي عبارة عن المتغير التابع، في 5 مؤشرات-أيضًا-وهي: الثقافة التنظيمية، والقيادة الإدارية، وبيئة العمل، والتعليم والنمو، والتغيير والابتكار.
أبرز النتائج
وخلص د.أبوالفتوح من دراسته إلى العديد من النتائج، والتي من أبرزها الآتي:
• تؤثر متطلبات تطبيق استراتيجيات التحول الرقمي على فاعلية الأداء التنظيمي في الجامعات السعودية، والتي ثبت أن المتعلقة منها بالبيئة الخارجية هي الأكثر تأثيرًا بينها بنسبة 71.1%، تليها المتعلقة بالاستراتيجية بنسبة 20.5%، ثم المتطلبات المتعلقة بالتقنيات الرقمية بنسبة 9.9%.
• يرى أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية-عينة الدراسة-أن الاستجابة الأكثر أهمية فيما يتعلق بمتطلبات الاستراتيجية، تبدو في تبني الجامعات استراتيجية رقمية واضحة لدى كافة الأطراف ذات الصلة بتنفيذها.
• ويرون أن الاستجابة الأكثر أهمية فيما يتعلق بمتطلبات المنظمة، تتضح في أن الجامعات تعمل على إصدار الإرشادات التي تستهدف رفع الوعي الرقمي للعاملين.
• ثبت أن استجابات أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية المتعلقة برصد أثر هذه المتطلبات في فاعلية أدائها التنظيمي لا تتأثر بمتغيراتهم الشخصية، المتمثلة في كل من: جهة العمل، والجنس، والعمر، والدرجة الوظيفية.
7 توصيات
وفي ضوء هذه النتائج يبدي د.محمد أبوالفتوح 7 توصيات مهمة، وهي: إنشاء مراكز للابتكار الرقمي بالجامعات، وتشجيع وسائل الإعلام على الاهتمام بتوعية الرأي العام باستراتيجيات التحول الرقمي في الجامعات المختلفة، ووضع دليل إجرائي لتطبيق استراتيجيات هذا التحول، وتنفيذ السياسات واللوائح اللازمة لتحفيزه وتسريع وتيرته، وبناء وتعزيز المهارات الرقمية لدى أعضاء هيئة التدريس بالجامعات، ووضع سياسات وأنظمة مناسبة لأمن المعلومات لحماية خصوصية المستخدم، وتشجيع الشراكة والتعاون مع الجهات الاستشارية في مجالات البحوث والدراسات الرقمية.​

​​​

 
 
انفوجرافيك
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة