التدريب الإلكتروني المُصغر: تنمية إدارية مُركزة

​​​​​​

كثير منا يعاني من ضيق الوقت، وخاصة في حالة وجود قصور واضح في معارف أو مهارات مُحددة، فلا مجال حينئذ للجوء إلى أحد المراجع الكاملة أو البرامج التدريبية ذات المدة الزمنية الطويلة، ولكن في هذه الحالة نحتاج إلى مدرب خصوصي لتحصيل المعرفة أو المهارة المطلوبة بالضبط.

وفي ظل عصر وسائل التواصل الاجتماعي  التي احتلت جزءًا كبيرًا من وقتنا؛ صار لدينا توجه عام نحو التعلم السريع؛ فلم يُعد بمقدورنا الجلوس لفترات طويلة للتعلم واكتساب خبرات جديدة عبر أي وسيلة كانت. وهنا يظهر الدور الإيجابي في التعامل مع هذا النمط من الكوادر البشرية عن طريق تلبية احتياجاتهم وتطويرهم عبر نمط التدريب الإلكتروني المُصغر.

حالة تدريبية

ونستطيع أن نتعرف على ذلك النمط من خلال الحالة التالية:

اكتشف مدير إدارة الاتصالات الإدارية بجهة ما أن عددًا من موظفي الإدارة لديهم قصور في كيفية إرسال بريد إلكتروني لمجموعة مُحددة من الأعضاء بالإدارات الأخرى. وهنا يظهر الحل المثالي السريع لهذه المشكلة، فعوضًا عن أن يقرر عقد دورة تدريبية أو يوجه الموظفين لحضور برنامج تدريبي كامل–سواء أكان وجهًا لوجه أو إلكترونيًّا–عن برنامج المراسلات المُتبع لديهم؛ قرر المدير أن يدربهم فقط على مهارة إنشاء مجموعة من الأعضاء وكيفية الإرسال لهم، على سبيل المثال عبر إرسال مقطع فيديو يشرح ذلك، أو إنفوجرافيك يوضح تلك الخطوات.

فالهدف الأساسي من التدريب المُصغر هو تجزئة المعارف والمهارات المراد إكسابها على هيئة قطع مُصغرة؛ لتشجيع المستهدفين نحوه وسرعة التأثير فيهم، وهنا يأتي السؤال: ما شكل التدريب المُصغر؟ ... ولهذا النمط أمثلة كثيرة وعديدة، منها ما هو (نص لا يزيد عن صفحة، صورة، إنفوجرافيك، مقطع صوتي صغير لا يتجاوز 6 دقائق، مقطع فيديو صغير لا يتجاوز 6 دقائق، وغيرها). وبالنسبة للحجم والمدة الزمنية فهما غير ثابتين ويختلفان من فئة لأخرى، والدراسات في هذا المجال تأتي بجديد كل يوم، والغالبية العظمى منها اجتمعت على المعادلة القائلة:

كلما قل حجم المعرفة والمهارة المطلوب إكسابها؛

زاد مستوى التأثير وتحقيق الهدف المنشود

ويطلِق كثير ممن يمتهنون القطاع التدريبي على هذا النمط من التدريب "كبسولات تدريبية مُركزة". وأقرب مثال لتطبيق التدريب الإلكتروني المُصغر "منصة إثرائي" عبر قسم الإضاءات الإثرائية، تحديدًا بالقسم الفرعي "مفاهيم إدارية وتوجهات حديثة" الذي أسهم بشكل كبير في إيصال كثير من المعارف والمهارات لعدد لا حصر له من الفئات على مستوى الوطن العربي.​

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة