آرنولد تانينبوم Arnol Tannenbaum

​حصل آرنولد تانينبوم على درجة الهندسة الكهربائية من جامعة بوردو. وواصل دراسته ليحصل على الدكتوراه من جامعة سيراكوس، وقد انضم إلى هيئة تدريس واحدة من المعاهد العلمية الأمريكية الأولى الرائدة في علم الاجتماع للعمل في معهد البحث الاجتماعي والذي يقع غير بعيد عن ديترويت، وظل يعمل فيه منذ ذلك الحين باحثًا ومعلمًا ومستشارًا. وهو أيضًا مدير للبرنامج في مركز البحوث والمسح وبروفيسور في قسم النفس في جامعة ميتشيجان.

مساهماته

أشار أرنولد تانينبوم بوضوح في الكتاب الصغير الذي نشر في عام 1966م إلى نظرته عن العمل التنظيمي الذي شكل عمله لعدة سنوات. إن التسلسل الهرمي يعتبر مسببًا للخلاف، ويحدث استياءً، وحقدًا ومعارضة. إن المشاركة تقلل من النفور وتزيد من اندماج الأعضاء بالمنظمة، والأكثر من ذلك أنه من خلال المشاركة، تزيد الإدارة سيطرتها من خلال التخلي عن بعض سلطتها.

وقد وجد تانينبوم – في وقت مبكر – في عمله البحثي أن الفروع المحلية النشطة والأكثر فعالية في النقابات العمالية لديها موظفون وأعضاء أكثر نفوذًا، ومن النظرة الأولى يعتبر ذلك استحالة. وتتمثل الاستحالة في الاعتقاد بأن السيطرة على المنظمة كأنها مقدار معين، وشيء قابل للقسمة، وبالتالي إذا حصل شخص على أكثر فإن الآخر يحصل على أقل، لكن لا تكون هناك استحالة إذا كانت السيطرة على المنظمة مرنة، بحيث يحصل كل شخص على المزيد. وهذه الإمكانية هي التي شكلت نظرة تانينبوم عما يمكن أن تكون عليه المنظمة.

وقد تركز عمله في التحكم، حيث إن المنظمات هي وسائل بواسطتها يتم التحكم في سلوك الأعداد الضخمة من الأفراد. وذلك يعني أن على الناس العمل معًا أكثر أو أقل إذا كانوا ينوون ذلك، إذا كان يراد تحقيق أهداف المنظمات، سواء أكانت تلك المنظمة نقابة عمالية، أم منشأة، أم مكتب إعانة اجتماعية، أم تعاونية، أم مؤسسة مالية، أم منشأة سمسرة أم فرع رابطة أمريكية للنساء المقترعات. وقد اتبع تانينبوم وزملاؤه وآخرون الأسلوب نفسه في دراسة المنظمات. إن السيطرة هي أية عملية يحدد عن طريقها الشخص أو مجموعة أشخاص – مثل التأثيرات المتعمدة – سلوك شخص آخر أو مجموعة أخرى، وبمعنى آخر، تجعل تلك المجموعة من الأشخاص شخصًا يعمل ما يريدون أن يعمله. ويمكن أن يكون ذلك في المنظمة عن طريق الأوامر، أو الإقناع، عن طريق التهديدات أو الوعود، عبر الاتصالات المكتوبة أو عبر النقاش، وحتى بطريقة غير مباشرة عن طريق تحديد سرعة الآلة التي يجب على من يستخدمها التقيد بها، أو عن طريق برمجة الكمبيوتر لتقديم معلومات يجب عليهم التعامل معها أو عن طريق أية وسيلة لها التأثير نفسه.

وطريقة تمثيل السيطرة الموظفة في الدراسات التي أجراها تانينبوم وزملاؤه عبر سنوات طويلة هي طرح سؤال على أعضاء المنظمات: ما مقدار القوة التي يمتلكونها ويمتلكها الآخرون. ويطرح عليهم سؤال جاء بشكل نموذجي كالتالي: (ما مدى سلطة البت أو القوة الذي تفرضه كل من المجموعات التالية على ما يجري (في المنظمة)؟) ويشار إلى المجموعات بمصفوفة ذات تسلسل هرمي، مثل المديرين، والمشرفين والعمال. وعملية وضع المجموعات يمكن أن تتنوع حسب الطريقة الملائمة. وهذا السؤال البسيط قادر على تقديم قدر كبير من المعلومات حتى ولو مع ثلاث مجموعات فقط مثل المديرين، والمشرفين والعمال. وهؤلاء في كل مجموعة يمكنهم تصنيف كل من نفوذ المجموعتين الأخريتين وأنفسهم، وبالتالي يمكن الحصول على عدد كبير من تصنيف الاختبار الشامل. وإذا استخدمت أربع، أو خمس أو ست مجموعات ستكون المعلومات أكبر. ومثلاً أسلوب إلقاء السؤال يمكن أيضًا أن يتنوع ليشير بشكل أكثر تحديدًا إلى التأثير على ما يفعله الآخرون وسياساتهم.​

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة