وظائف المستقبل .. التقنية تتحكم والثورة الصناعية الرابعة قادمة

​​​​​ 

  • د.عبدالله المغلوث: مئات المهن ستختفي بحلول عام 2030  وستحل محلها التطبيقات الإلكترونية والروبوتات وتطبيقات الذكاء الصناعي
  • ناصر الناصر: إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والبيانات الضخمة ستحدث تغييراً كبيراً في نوعية الوظائف
  • عبدالرحمن الشعيل: البرمجة وتطوير النظم والتطبيقات هي وظائف المستقبل في سوق العمل السعودي
  • وائل آل قريشان: محلل نظم كمبيوتر ومطور برمجيات ومصمم واقع افتراضي أهم وظائف المستقبل
  • مهند الحميد: وظائف أخصائي الأمن السيبراني ومهندس البرمجيات ستفرض نفسها قريباً
  • فيصل الحركان: سيقل الطلب على وظائف مدير الحسابات وموظف خدمة العملاء والمدقق المالي
  • تركي العنزي: سوق العمل سيشهد زيادة الطلب على وظائف محلل الشبكات الاجتماعية ومدير قواعد البيانات
  • سعد الشمراني: وظائف مدخلي البيانات وصرافي البنوك وموظفي البريد سيقل الطلب عليها

 

 

أحدثت التقنية تغييرات كبيرة في بنية سوق العمل وفي شكل ومحتوى الوظائف؛ وهو ما أدي إلى تراجع الطلب على وظائف بعينها وظهور وظائف جديدة. في هذا التحقيق نتعرف على أبرز الوظائف التي من المتوقع أن تختفي ويقل الطلب عليها مستقبلاً، والوظائف التي سيكون لها الانتشار الواسع في المستقبل القريب.

كشف تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2017م بعنوان: "مستقبل المهن والمهارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: تهيئة المنطقة للثورة الصناعية الرابعة" وجود ثورة صناعية رابعة تتعلق بدمج المساحات الحسية والرقمية والبيولوجية مع بعضها لتنتج لنا عالماً يختلف كلياً عن الذي عهدناه، بحيث يعتمد كلياً على علم البيانات والطباعة ثلاثية الأبعاد والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، وكشف التقرير أن التغيّر التكنولوجي الذي نشهده من المتوقع أن يؤثر على قطاع التوظيف كثيراً بحيث ستختفي قرابة 5 ملايين وظيفة بحلول العام 2020م؛ بسبب التقنيات التي ستحل مكان البشر، ولهذا السبب يبقى احتمال تفاقم البطالة بسبب التطور التكنولوجي هاجساً مُلحّاً يثير القلق. وتوقع التقرير، الذي استعرضه موقع "ومضة"، ظهور 276 ألف وظيفة وزيادة الناتج بـ 32 مليار في السعودية بحلول 2025م.

وظائف متعددة

في البداية يتساءل د.عبدالله المغلوث-الخبير الاقتصادي-بقوله: "السؤال الدائم والملازم لكثير من الخريجين والخريجات هو: ماذا عليً أن أتخصص؟ وما هو التخصص الذي يحتاجه المستقبل؟، ونتيجة غياب أدوات تحديد مهارات وقدرات الطلاب والطالبات والتخصصات التي تتناسب معهم قبل انهائهم الثانوية العامة-لأسباب كثيرة-يكون الطالب والطالبة حائرين، ولربما تخصصا في مجالات لا تتناسب مع قدراتهما ومهاراتهما. أما بعض الأسر فما زالت توجه أبناءها نحو التخصصات التقليدية؛ مثل الطب أو الهندسة حتى يكون لديهم ابن طبيب أو مهندس، حتى وإن كانت هذه التخصصات لا تتناسب مع أبنائهم، بل إن بإمكانهم أن ينجحوا ويبدعوا بشكل أكبر لو أنهم تخصصوا وفق تخصصات تتناسب معهم ولا تقل أهمية، بل أحياناً تزيد لقلة الإقبال عليها واحتياج العالم والوطن إليها في المستقبل".

ويضيف د.المغلوث: "إن مئات بل آلاف المهن ستختفي بحلول عام 2030م وستحل محلها التطبيقات الإلكترونية والروبوتات وتطبيقات الذكاء الصناعي المختلفة، إذ بحسب إحدى الأوراق العلمية التي طرحت في منتدى الاقتصاد العالمي فإن 65%  من طلاب المدارس الابتدائية سيعملون بمهن جديدة لم يعرفها العالم من قبل!".

ويشير الخبير الاقتصادي إلى أن العديد من التخصصات الحديثة والمختلفة سيكون لها احتياج أكبر في المستقبل؛ مثل التخصصات التقنية في صناعة وبرمجة الروبوتات وتطبيقات الذكاء الصناعي التي ستقوم عليها الصناعات والعديد من المهن المستقبلية.
وكذلك الأمن السيبراني أيضاً، فهو تخصص في غاية الأهمية؛ كون الحروب المستقبلية لن تكون حروب طائرات ومدرعات، بل ستكون حروب تقنية وحروب قرصنة للمعلومات.
وهناك تخصصات هندسة البيئة والطاقة الحيوية والبديلة، والتي سيكون لها مستقبل باهر كذلك لتخفيض الانبعاثات الحرارية وارتفاع معدلات درجات الحرارة والتحول نحو الطاقة النظيفة. والقائمة تطول بتخصصات حديثة غير تقليدية سيحتاجها العالم في المستقبل، وإن كان بعض هذه المهن لم يعرف بعد!.

ويؤكد د.عبدالله المغلوث أن العالم يوماً بعد يوم يتجه نحو الأتمتة وتقليل نفقات التشغيل في المصانع والوظائف المتعددة، فعلينا أن نعد أبناءنا لزمان غير زماننا هذا، ونحثهم على الانخراط بالتخصصات التي يحتاجها الوطن والعالم. والمطلوب من الجامعات والكليات التقنية والمعاهد إعادة النظر في بعض التخصصات التقليدية التي لا يحتاجها سوق العمل والبدء في خلق برامج وتخصصات نوعية جديدة تتوافق مع احتياجات المستقبل.

وظائف ستنقرض

و يقول ناصر الناصر-الخبير التقني-أن عجلة التقنية آخذة في التسارع وما نحن مقبلين عليه أكبر بكثير، فأجهزة إنترنت الأشياء وعوالم الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والبيانات الضخمة جميعها تنذر بتغير ضخم في مفهومنا للحياة وطريقة عملنا وإنجازنا للأشياء. فأشياء كنا ننظر لها على أنها مستحيلة ستنجز في ثوانٍ حتى دون أن نفكر فيها، وأشياء أخرى لم تكن موجودة ستظهر وستكون جزءاً رئيسياً في ممارستنا.

ويضيف الناصر: سيواكب هذا التغيير في الحياة، تغيير اً في كيفية إدارة شؤون هذه الحياة، وأقصد بالتحديد “الوظائف". فكما انقرضت وظائف من القرون الماضية بسبب الكهرباء والضوء؛ فستنقرض وظائف أكثير بكثير بسبب التكنولوجيا الحديثة، بل نشهد فعلياً قل الطلب أو انعدم على عدد كبير من الوظائف التي استبدلتها التقنية إلى حد كبير.

 ويشير الخبير التقني إلى وجود وظائف ستنقرض تماماً، وأخرى ستظهر بقوة على السطح، وثالثة ستبقى وسيزداد الطلب عليها بشكل كبير. فبالنسبة للوظائف التي ستنقرض كلياً أو سينخفض الطلب عليها بشكل كبير-وفقاً لرأي الناصر-فإنها تتمثل في المسوقين عن بعد، وقارئي العدادات، والمحاسبين والمحللين الماليين، والوسطاء العقاريين، وبائعي التجزئة، ومدخلي البيانات.

أما بالنسبة للوظائف التي ستظهر، فيرى الناصر أن الدافع لظهورها هو التقدم المذهل في مجالات تقنية المعلومات وعلوم البيانات حتى لو لم تكن الوظائف بالتحديد في هذه المجالات، وأهمها معماري واقع معزز، وأخصائي تبسيط، ومدير نفايات البيانات، ومسؤول ملاحة.

ويلفت ناصر الناصر إلى أن هناك وظائف باقية، وهي وظائف تقليدية ومنتشرة بنسب متفاوتة في زمننا هذا لكنها ستشهد زيادة منقطعة النظير خلال السنوات القليلة القادمة. وأهمها، عالم البيانات، ومعماري أنظمة سحابية.

تقدم تقني

ويرى عبدالرحمن الشعيل-مدير إدارة تطوير الموارد البشرية بمعهد الإدارة العامة-أن أبرز وظائف المستقبل في سوق العمل بالمملكة هي تلك المتعلقة بالبرمجة وتطوير النظم والتطبيقات، فمع التطور التقني واعتماد المجتمعات على التنقية، هناك تزايد في طلب الموظفين المتمكنين من البرمجة وتطوير النظم والتطبيقات، بالإضافة إلى ذلك، فإن وظائف أمن المعلومات والأمن السيبراني تعتبر مهمة جداً في المرحلة الحالية، ومن المتوقع ازدياد الطلب على المختصين بالأمن السيبراني مستقبلاً، فهو مجال يتطور بشكل متسارع وهناك طلب عالمي على المختصين به، كما أنه من المتوقع أن يتزايد الطلب على المختصين في مجال تحليل البيانات، والمختصين بالطاقة البديلة، والسياحة والترفيه، والموارد البشرية، والتعدين، والمختصين في التحول الرقمي بالإضافة إلى الوظائف ذات الطابع الإبداعي؛ مثل التصميم والدعاية والإعلان والتسويق، ومن المتوقع أن يتزايد الطلب على المختصين في مجالات السلوك التنظيمي وعلم النفس الوظيفي، كما أنه سيتم إعطاء أهمية أقل للشهادات الأكاديمية مستقبلاً، وسيكون التركيز  أكثر على الخبرات والشهادات المهنية والمهارات والتمكن من مجال العمل المطلوب بشكل تطبيقي بعيداً عن التنظير.

وفيما يتعلق بأهم وأبرز الوظائف التقليدية التي قد تختفي في المستقبل؛ يرى الشعيل أن أبرز عامل سيؤدي لاختفاء بعض الوظائف هو التقدم التقني-على سبيل المثال-وظيفة "قارئي العدادات" قد تختفي قريباً؛ بسبب التحول التدريجي للعدادات الالكترونية، كذلك مع انشار بطاقات الصراف الآلي والبطاقات الائتمانية، من المتوقع أن يقل عدد وظائف المحاسبين في نقاط البيع، فقد تختفي وظيفة المحاسب في محطات البنزين قريباً. ولكن أعتقد أن التغير في المستقبل – وهو الأهم-سيكون في المهارات المطلوبة للوظائف التقليدية وليس اختفاء وظائف بحد ذاتها؛ فمثلاً المهارات المطلوبة في السكرتير التنفيذي بدأت تختلف الآن، وأصبح مطلوب من السكرتير التمكن من بعض البرمجيات والتطبيقات الحديثة، والقدرة على التحدث باللغة الإنجليزية بشكل مقبول، بالإضافة إلى القدرة على صياغة رسائل البريد الإلكتروني باللغتين العربية والإنجليزية، فالقليل من الوظائف التقليدية ستختفي تماماً، والكثير منها سيستمر، ولكن مع متطلبات عمل مختلفة تماماً.

ويقول عبدالرحمن الشعيل: "أرى أن أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها الشاب للحصول على وظيفة في المستقبل هي التمكن من اللغة الإنجليزية بشكل جيد، والقدرة على التعامل مع التطبيقات الإلكترونية الخاصة بالأعمال والمرتبطة بالوظيفة التي يعمل بها، كذلك القدرة على تصميم العروض التقديمية، بالإضافة إلى مهارات التفكير الإبداعي والتحليل والربط بشكل منطقي، فالمقدرة على التفكير بشكل خلاق وغير تقليدي وواقعي في الوقت نفسه يعتبر من أهم المهارات التي تبحث عنها المؤسسات والشركات في المرشحين للعمل.

مطور برمجيات

ويرى وائل سعيد آل قريشان أن أهم الوظائف التي ستكون الأكثر انتشاراً في سوق العمل السعودي في المستقبل القريب هي وظائف محلل نظم كمبيوتر، ومطور برمجيات، ومهندس برمجيات، ومدير قاعدة بيانات، ومصمم واقع افتراضي، ومحلل أبحاث السوق.

ويري آل قريشان أن هناك وظائف قد تختفي في المستقبل القريب وأهمها سكرتير إداري، وموظف خدمة العملاء، وموظف خدمات البريد، وصراف البنك.

موظف خدمة العملاء

أما مهند الحميد فيرى أن أهم الوظائف التي ستكون الأكثر انتشاراً في سوق العمل السعودي في المستقبل القريب هي وظائف أخصائي الأمن السيبراني، ومهندس البرمجيات، ومصمم الواقع الافتراضي.

ويتفق الحميد مع آل قريشان في أن أبرز الوظائف التي يتوقع أن تحتفي في المستقبل القريب من سوق العمل في المملكة هي موظف خدمة العملاء، وموظف خدمات البريد، وصراف البنك.

مدقق مالي

ومن جانبه، يؤكد فيصل بن سعيد الحركان أن أهم الوظائف التي ستنتشر على نطاق واسع في المملكة مستقبلاً هي وظائف محلل بيانات، ومحلل نظم كمبيوتر، ومطور برمجيات، ومصمم واقع افتراضي. ويتوقع الحركان أن يقل الطلب على وظائف مدخل البيانات ومدير الحسابات وموظف خدمة العملاء والمدقق المالي.

عمال التجميع

ويتوقع تركي لايق العنزي أن يشهد سوق العمل في المملكة زيادة الطلب على وظائف بعينها، وأهمها محلل الشبكات الاجتماعية الرقمية ومهندس البرمجيات ومدير قواعد البيانات، كما يتوقع العنزي أن يقل الطلب على وظائف عمال التجميع في المصانع ومدخلي البيانات.

ذكاء اصطناعي

ويؤكد سعد فائز الشمراني أن هناك زيادة مستقبلية في الطلب على وظائف متخصصي الذكاء الاصطناعي ومصممي الواقع الافتراضي وأخصائي الأمن السيبراني، أما وظائف مدخل البيانات وصرافي البنوك وموظفي البريد فسيقل الطلب عليهم في المستقبل.

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة