الجيل " Z ".. رقميون يبحثون عن الدخل المرتفع

​​​

ليست الوظائف وحدها التي تتطور باستمرار وتفرض على الأفراد التكيف معها؛ وإنما الأفراد أنفسهم يتطورون وتختلف سماتهم تبعاً للعصر الذي يعيشونه ويطلبون سمات مختلفة من الأعمال، وهو ما يفرض على المنظمات أن تنتبه لسمات كل جيل وتتكيف هي الأخرى مع سماته الشخصية والوظيفية. والجيل (z) أحد أبرز الأجيال التي أحدثت تحولاً كبيراً في عالم الأعمال للتكيف مع سماتهم المتفردة.

 

تطور تكنولوجي

جيل (z) هو الجيل الذي يلي جيل الألفية، ويتكون من مواليد منتصف التسعينيات إلى منتصف العقد الأول من الألفية الثانية. ووفقاً للموقع الإداري المتخصص "هارفارد بيزنس ريفيو العربية"، يتميز أفراد هذا الجيل ببراعتهم في استخدام التكنولوجيا المتصلة؛ ذلك أنهم وُلدوا خلال فترة تميزت بتطور تكنولوجي هائل.

ومن أهم سمات هذا الجيل ما يلي:

  • عدم الاستغناء عن هواتفهم الذكية واستهلاكهم الكبير للمعلومات وسرعة التنقل بينها، إذ لا يشد انتباههم إلا ما خرج عن المألوف.
  • التجانس، إذ يتصرف أفراد هذا الجيل بطريقة متشابهة في جميع أنحاء العالم أكثر من الأجيال السابقة.
  • النظر للوظيفة كوسيلة لتحقيق غاياتهم المالية فقط، فعلى عكس نظرائهم من جيل الألفية الذين غالباً ما يحبون وظيفتهم، فهم يقبلون بسهولة الوظائف التي توفر دخلاً ثابتاً ومزايا جذابة حتى ولو لم تكن وظيفة أحلامهم.
  • قابلية التغيير لديهم عالية، إذ أنهم اعتادوا على الإيقاع السريع لتغيُر التكنولوجيا.

أجيال تقنية

غالبًا ما ترتبط الأجيال بالتقنية التي اعتمدوها أثناء نموهم، سواء كان ذلك إدخال الترانزستور أو الحاسب الشخصي أو بداية الإنترنت أو جهاز آيفون أو الأجهزة القابلة للارتداء أو الذكاء الاصطناعي. وفقاً لـ"البوابة العربية للأخبار التقنية"، وعلى عكس الجيل (X) وجيل الألفية؛ فإن الجيل  (Z)الذي ولد بين عامي 1996 و2015 هو أول من دخل عالمًا كان فيه الجميع متصلين بالإنترنت بالكامل.

وفي دراسة جديدة من مركز "حركية الأجيال"، تم توضيح اعتماد الجيل Z على الإنترنت بشكل لا يصدق، حيث إن 60% منهم غير قادرين على البقاء بدون الإنترنت لمدة 4 ساعات أو أكثر.

إن الجيل (z) هو جيل إنشاء المحتوى، حيث نشأ على مجموعة متنوعة من منصات التواصل التي تقدم طرقًا متعددة لتوجيه الإبداع والتعبير الشخصي، سواء كان ذلك في ترميز منشورات المدونة أو تحرير الفيديو على يوتيوب أو استخدام سناب شات، فإن هذا الجيل المبدع يعمل باستمرار.

ذكريات ووعي

بنفس الطريقة التي تساعد بها معرفة الأجيال المسوقين على البيع لفئات عمرية معينة، فإن فهم ودراسة الأجيال تساعد المنظمات على إدارة وإشراك وتوظيف فئة عمرية معينة.

إن 62% من جيل (z)، حسبما تنقل صحيفة "الوطن" السعودية عن شركةYpulse ، لا يتذكرون الفترة التي تسبق الركود الاقتصادي 2008. بالنسبة لمعظم جيل (z) فإن الذكريات الوحيدة التي يمتلكونها خلال سنوات نشأتهم تتكون من انهيار شركات، وتقلص قطاعات، وخسارة الناس لوظائفهم.

ولأن متوسط الربح الصافي لآباء جيل (z) تراجع بحوالي 54% خلال الركود الاقتصادي؛ فإن جيل زد قد احتاج إلى بعض الإقناع بأن عليهم أن يعملوا بجد. ومن المتوقع لـ77% من جيل (z) أن يعملوا بشكل جاد أكثر من الأجيال السابقة.

ولأن جيل الألفية كان الجيل الأكثر عرضة للتدقيق على الإطلاق، أصبح جيل (z) واعياً بأكثر نقاط القوة التي يجب عليهم محاكاتها، مثل كيفية التحول إلى رواد أعمال، أو الالتزام بالتعليم المستمر. كما يحاول هذا الجيل تجنب نقاط الضعف في الجيل السابق، كالسطحية في وسائل التواصل الاجتماعي، وضعف المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل، وضعف أخلاقيات العمل.

تدريب ومرونة

لم يعد الحصول على وظيفة هو الهدف فقط بالنسبة للجيل الشاب، بل الحصول على وظيفة جيدة وممتعة وساعات عمل مرنة. وحسب موقع vice عربية، وبوصفهم موظفين رقميين، يعي الجيل (Z) أن الابتكار والتغيير ثابتان؛ ولكي يظلوا مواكبين للتقدم التكنولوجي، يفضل موظفي الجيل (Z) وظائف تتواجد فيها فرص للتدريب والتطور على المستوى المهني والشخصي. ووفقاً لما أجرته شركة "غارتنر" من مسح بياني لسوق العمل العالمي سنة 2018، ذَكَر 23٪ من مرشحي الجيل (Z) أن فرص التطوير هي عامل الجذب الرئيسي في قبول وظيفة عمل، مقابل 17٪ فقط من أسلافهم من جيل الألفية سنة 2013.

كذلك يتوقع مرشحو الجيل (Z) مرونة في ترتيبات عملهم؛ حيث يشعر الكثير منهم بالراحة في العمل عن بعد أكثر من أي جيل آخر. كما يرى هؤلاء الموظفون أن العمل لا بد أن يشتمل علـى الترفيه، وأن الترفيه يجب أن يُدمج في العمل. فمكان العمل الجذاب والممتع هو عامل مهم جداً من قبول هذا الجيل لوظيفة ما.​

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة